الشيخ الجوهرى الذى سماه مصطفى كامل بحكيم الإسلام والموت يمنعه من نوبل

الأحد، 17 مارس 2019 01:00 ص
الشيخ الجوهرى الذى سماه مصطفى كامل بحكيم الإسلام والموت يمنعه من نوبل الشيخ طنطاوى جوهرى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عالم من العلماء الموسوعيين الذين جمعوا بين علوم كثيرة، وكان واحدًا من علماء الأزهر الشريف، وصاحب منهج تفسيرى حول العلاقة بين آيات القرآن والعلم، وكان من المناضلين ضد الاستعمار، لذلك أطلق عليه الزعيم مصطفى كامل "حكيم الإسلام"، وهو الشيخ طنطاوى جوهرى "1870 ـ 1940م"، ومؤخرًا صدر كتاب "فى مناقب الشيخ طنطاوى جوهرى" لزكريا أحمد رشدى الإسكندرى"،وهو  إصدار جديد يجمع ما بين الوثيقة التاريخية التي توثق لحياة الشيخ الجوهرى، وخلال السطور المقبلة نحاول أن نستعرض حياة الشيخ الراحل، الذى ربما يغفل البعض عنها.

الشيخ طنطاوى جوهرى عالم وفيلسوف صاحب "الجواهر فى تفسير القرآن الكريم"، ولد فى قرية كفر عوض الله حجازى التابعة لمحافظة الشرقية، عندما اشتد عودة أرسله والده للكتاب لحفظ كتاب الله، وعندما اتم الحفظ التحق بالأزهر الشريف، ولكن خلال دراسته فى لأزهر اندلعت الثورة العرابية مما اضطر إلى الرجوع لقريته وذلك كان عام 1882م.

وبعد أن انتهت الثورة العربية عاد مرة أخرى للقاهرة لاتمام مرحلته الدراسية من خلال التحاقه بمدرسة دار العلوم عام 1889م، ومن خلال دراسته بها تفتحت آفاقه على ثقافات مختلفة، ويقول الشيخ الراحل عن هذه الفترة "كنت فى هذه المدرسة أقرأ ما يروى ظمأ روحى"، وتخرج منها عام 1893م.

كما استطاع الشيخ طنطاوى جوهرى تعلم اللغة الإنجليزية حيث أتقنها وترجم بعض كتبها ومنها مؤلفات اللورد افبورى كما ترجم أعمالا لبعض الشعراء الإنجليز.

 

فى عام 1900م عين الشيخ جوهرى مدرسًا بمدرسة دمنهور الابتدائية، وتنقل بين عدد من المدارس منها المدرسة الخديوية حيث بقى فيها عشر سنوات، ليعين بعد ذلك مدرسا للتفسير والحديث عام 1911م بمدرسة دار العلوم، وذلك حين تولي أحمد باشا حشمت نظارة المعارف العمومية.

تم تختيار الشيخ الراحل ضمن هيئة التدريس بالجامعة المصرية الأهلية ليلقى بها محاضرات فى الفلسفة الإسلامية، وبعد إعلان الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نقله الإنجليز إلى المدارس الثانوية، لينتقل إلى مدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية، وهناك كون جمعية من الطلاب أسماها الجمعية الجوهرية لبث الوعى القومى والثقافى بين الشباب، ولكنه عاد للمدرسة الخديوية مرة أخرى فى عام 1917م.

عرف الشيخ طنطاوى بوطنيته من خلال مقالاته التى كان ينشرها فى جريدة اللواء، ولذلك قام البوليس خلال المظاهرات التى قامت ضد الإنجليز بتفتيش مسكنه

كان للشيخ الراحل اسهامات فى الكتابة عن الموسيقى، حيث أنه كان يهتم بها ويتحدث عنها حديث الخبير بها وربطها بالفكر الإسلامى، وتكلم عن موقف الإسلام من الأغانى والفنون، فقال "إن الموسيقى المسموعة باب من أبواب الموسيقى المعقولة" وأورد في تفسيره كثيرا من النوادر والحوادث الشخصية التى كانت الموسيقى حافزًا له فيها على ارتياد مواطن جديدة من النشاط الفكرى.

كما كان الراحل من دعاة السلام العالمى، فوضع نظرية فى هذا المجال استمدها من مفاهيم القرآن، وخلاصة رأيه فيها أن "سياسة الأمم إن لم يكن بناؤها على حساب كحساب العلوم فإن النوع الإنسانى سيحل به الدمار ولا يستحق البقاء"، فجعل علوم الرياضة والفلك والنبات والكيمياء والتشريح وعلم النفس وسيلة توصل إلى حل مشكلة السلام العام، وله كتابان وجههما إلى العالم فى هذا الشأن هما: "أين الإنسان" وكتاب "أحلام فى السياسة وكيف يتحقق السلام العام"، وبهذين الكتابين رشحه الدكتور على مصطفى مشرفة بوصفه عميدا لكلية العلوم والدكتور عبد الحميد سعيد عضو البرلمان والرئيس العام لجمعية الشبان المسلمين، لنيل جائزة نوبل عام 1939م، وبالفعل أرسلت وزارة الخارجية مؤلفات الشيخ الراحل إلى البرلمان النرويجي مشفوعة بتقرير عن جهوده في سبيل العلم والسلام وشهادات علماء إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا في قيمة هذه المؤلفات، ولكن القدر حال بينه وبين ذلك إذ يرحل عن عالمنا عام 1940م، لأن جائزة نوبل لا تمنح إلا للأحياء فقط.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة