فى آخر الزمان يخرج رجل من آل البيت يؤيد الدين، يتبعه المسلمون، ويستولى على الممالك الإسلامية، ويكون خروج الدجال وما بعده من الشروط لظهوره، وأن النبى عيسى ينزل من بعده ليقتل الدجال، هكذا يظن أغلب المسلمون عن المهدى المنتظر، والذى بحسب الإيمان الإسلامى هو أحد علامات الساعة الكبرى، التى تسبق يوم القيامة أو "نهاية العالم".
لكن لعل أمر خروج المهدى المنتظر هو محل خلاف كبير منذ زمن كبير بين العدد من الفقهاء والعلماء، بعضهم يؤكد حقيقة خروجه فى نهاية الزمان، والآخر يعتقد أنه أمر تم تفسير خطأ وأن الحكايات الكثيرة عنها بها غلو، ومن هولاء الذين كذبوا فكرة خروج المهدى المنتظر كان العالم المسلم ابن خلدون، والذى تحل اليوم ذكرى رحيله الـ 613، إذ رحل فى 17 مارس عام 1406، بمدينة القاهرة.
وحاول ابن خلدون فى مقدمته الشهيرة "مقدمة ابن خلدون" بالتأكد من صحة أسانيد الأحاديث المنسوبة عن المهدى المنتظر، ومن ما قام توغل به أبو بكر بن أبى خيثمة، ما نقل السهيلى عنه، فى جمعه للأحاديث الواردة فى المهدى، فقال: ومن أغربها إسناذا ما ذكره أبو بكر الإسكاف، فى "فوائد الأخبار" مسندا إلى مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب بالمهدى فقد كفر ومن كذب بالدجال فقد كذب"، وقال فى طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك، فيما أحسب، وحسبك هذا غلوا، والله أعلم بصحة طريقه إلى مالك ابن أنس، على أن أبا بكر الإسكاف عندهم متهم وضاع.
وأضاف ابن خلدون فى مقدمته: "وخرج أبو داود فى الباب عن على رضى الله عنه، من رواية فطر بن خليفة عن القاسم بن أبى مرة عن أبى الطفيل عن على عن النبى صلى الله عليه وسلم: "لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتى يملؤها عدلا، كما ملئت جورا"، وفطر بن خليفة وإن وثقه أحمد ويحيى بن القطان وابن معين والنسائى وغيرهم، إلا أن العجلى قال: حسن الحديث وفيه تشيع قليل، وقال ابن معين مرة: ثقة شيعى.
أما عن حديث النبى: "يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله، وجب على كل مؤمن نصره أو قال إجابته"، وقال عنه هارون هو من ولد الشيعة، وقال السليمانى: فيه نظر، وقال أبو داود فى عمر بن أبى قيس، - راوى الحديث-: لا بأس به، فى حديثه خطأ، وقال الذهبى: صدق له أوهام، وأما أبو إسحاق السبيعى وإن خرج عنه فى الصحيحين فقد ثبت أنه اختلط آخر عمره، وروايته عن على منقطعة، وكذلك رواية أبى داود عن هارون بن المغيرة، وأما السند الثانى فأبو الحسن فيه وهلال بن عمر مجهولان، ولم يعرف أبو الحسن إلا من رواية مطرف بن طريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة