"فوجئت بمندوب من وزارة التضامن الاجتماعى يخبرنى بأنى فزت بمسابقة الأم المثالية على محافظة الدقهلية، وأنا لا أعلم كيف، واعتقدت فى أول الأمر بأن هناك خطأ".. هذه أول كلمات الحاجة وفاء سيد أحمد محمد السرسى، البالغة من العمر 80 عاما المقيمة بمدينة بمدينة المنصورة بعد الإعلان عن فوزها بمسابقة الأم المثالية.
وقالت الحاجة وفاء لـ"اليوم السابع" إنها لم تتوقع المشاركة أو الفوز بهذه المسابقة ولكنها كانت مفاجأة كبيرة من أبنائها، مشيرة إلى أن ابنتها الكبرى إلهام 44 سنة طبيبة نساء وتوليد، وحاتم 41 سنة مقدم شرطة وحاصل على دكتوراه، وأنهما تقدما بالأوراق للمشاركة فى المسابقة بدون معرفة سابقة لها.
وأشارت إلى أنها كانت الزوجة الثانية لزوجها بعد أن توفت زوجته الأولى وكان معه خلال تلك الفترة أربعة أولاد آخرين، متابعة: "اعتبرتهم أولادى وقمت بتربيتهم وبعد أن رزقنى الله بإلهام وحاتم، لم يشعر أحد فى البيت بأن هناك فرقا بينهم وبين أولادى، فالجميع يعيش مثل الآخر، ولا يوجد شىء اسمه زوجة الأب، وعاشوا جميعا معى وهم يعلموا أننى أمهم، حتى كبروا، وبدأوا يعرفوا الحقيقة بأن والدتهم توفيت، وكان الحب متبادلا بينا ومستمرا حتى اليوم يزورونى ويطمئنون علىّ".
وتابعت الأم المثالية حديثها بأنها تزوجت من طه حسن محسب كان يعمل موظفا بوزارة التخطيط وتوفى منذ عام 1980 وكان سن إلهام ابنتها فى هذا التوقيت 4 سنوات، وحاتم سنتين، واستمر أولاد زوجها المتوفى معها فى المنزل إلى أن بلغ كل منهما المرحلة الجامعية، وكانت سكر الطفلة الصغيرة بالمرحلة الثانوية، وبعد وفاة الأب انتقلوا الأربعة لاستكمال الحياة مع جدهم لوالدتهم ولكن هذا لم يمنعنا من تبادل الزيارات معا طول الوقت.
وأوضحت الأم المثالية: "معاش زوجى كان بسيطا للغاية، ولم يصل إلى 50 جنيها ومع تكاليف المعيشة والحياة لجأت إلى بيع ميراثى من والدى، وأنشأت مصنعا للطباشير، وعملت به لكى أستطيع تربية أبنائى وأوفر لهم حياة كريمة دون الاقتراض من أحد، وعشت لكى أربى أولادى فقط ولم أفكر فى الزواج مرة أخرى، حتى أستطيع أن أحسن تربية كل الأولاد وأشاهدهم فى أعلى المناصب".
وأكدت الأم المثالية أن تكريمها اليوم جاء بفضل من الله، وجزاء بما ضحت به من عمرها فى تربية أولادها، وهو أفضل هدية جاءت لها فى العمر كله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة