"الحمد لله على كل شىء وأحمد الله على أن كرمنى بأولادى الثلاثة الذين عوضونى عن فقد زوجى فى رحلة عناء استمرت أكثر من 18 عاما بمفردى أتحمل المسئولية" بهذه العبارة بدأت نادية محمدى سعد أحمد صاحبة الـ63 عاما، المقيمة بقرية أسطنها التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، قصة كفاحها والتى تمكن فيها من تحدى العديد من الصعاب حتى تمكن من إخراج ثلاثة رجال صالحين للمجتمع.
البداية تقول الحاجة نادية، لم أتوقع أن أفوز بلقب الأم المثالية على مستوى المحافظة، مؤكدة أن ما قامت به تجاه أولادها هو ما أقل شىء يمكن أن تقدمه الأم المصرية القوية الأصيلة التى تسعى لتربية أبنائها لتخرج جيلا قويا قادرا على العطاء، وأن الله كلل تعبها الذى استمر كل تلك السنوات بالخير الكبير.
وأضافت الأم المثالية، كنا نعيش أسرة سعيدة أنا وزوجى، ورزقنا الله بثلاثة من الأبناء كنا نسهر دائما على راحتهم ونسعى إلى أن يكونا دائما أفضل منا، وفى منتصف الطريق، كان للقدر كلمة أخرى وكأنه يريد أن يختبر صبرى وجلدى وتحملى، فكان بوفاة زوجى منذ ما يقرب من 18 عاما وهى أصعب اللحظات التى مررت بها فى صدمة كبيرة.
وتابعت الام المثالية، لم أقف كثيرا ولم أجد أمامى سوى تحمل المسئولية والعمل على تربية الأبناء الذين كانوا أحمد 19 سنة، ومصطفى 18 سنة، وباسم لم يتخط الثالثة عشرة من عمره، فى رحلة كفاح صعبة ومريرة تجرعت فيها التعب والنصب الكبير، ما بين عملى معلمة بمدرسة اسطنها والتى خرجت من المعاش بها كمعلم خبير، وتحملت الصعاب حتى أتمكن من المرور بأبنائى إلى بر الأمان.
وأشارت الأم المثالية إلى أن الله دائما كان معها وخاصة أن أولادها الثلاثة كانوا على قدر المسئولية وكانوا دائما ما يقدرون ما تقوم به الأم حتى أنهم دائما ما كانوا من المتفوقين بالدراسة، لافتة إلى أن الله ساعدها فى تربيتها كثيرا حتى تمكنت من تخريج أحمد من كلية الهندسة الإلكترونية والتحق بالهيئة العربية للتصنيع، ومصطفى الذى تخرج من كلية الطب ويعمل طبيبا وباسم الذى يعمل كيميائى بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالجيزة.
وأكدت الأم المثالية أن الأم هى من أهم الأعمدة الرئيسية بالمنزل والتى تعمل ليل نهار من أجل الحفاظ على بيتها، وهو الدور الذى لعبته ما بين الأم والأب فى توقيت واحد، وهو الأمر الذى أكدته النتائج بما وصل إليه أبناؤها، لافتة إلى أنها تمكنت من تزويج الثلاثة أولاد من ثلاثة طبيبات صيدلانية ويعيشون الآن حياة أسرية مستقرة بشكل كبير.
وقال الابن الأكبر المهندس أحمد عبدالرزاق الحريرى "أمى كل حياتى وساعدتنا لمواجهة الحياة الصعبة" مؤكدا أنها قدمت ما لا يمكن أن يجعلهم يتمكنوا من الوفاء به أو بأى جزء منه مهما عملوا من عمل، مؤكدا أن ما قامت به والدته من تعب فى كل المراحل من دراسة وتعليم وغيرها كانت دائما تعيش بينهم دور الاب والأم فى وقت واحد.
وقال الابن الأصغر الكيميائى باسم عبدالرزاق، إن التكريم كان مفاجئة سر والدته ورسم عليها البهجة، مؤكدا أنهم كانوا يفكرون فى أى طريقة لإسعادها وتكريمها على ما قدمت وكان التكريم من الوزارة بمثابة الاعتراف الرسمى على جميلها وما قدمته وبذلته فى سبيل التربية وإخراجنا بأفضل شكل للمجتمع كاملا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة