"خوف وسخرية واستغراب"، جميعها نظرات يتعرض لها أطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وخصوصا " التوحد"، نظرا لتصرفاتهم المختلفة عن باقى الاطفال فى عمرهم، وهنا قد يتأثر الابوين ويصابون بحالة من الحزن الشديد على أطفالهم ومنهم الذى يواجه المجتمع ويساعد طفله على التحدى والنجاح من خلال تنمية القدرات والخروج للمجتمع وحضور المناسبات المختلفة التى تجعلهم يتعاملون مع الآخرين بشكل سوى.
قصص وحكايات أهالى أطفال التوحد هى البوابة التى فتحت الكثير من الأسرار فى عالمهم الصغير، وهنا تحدث اليوم السابع مع الأهالى ليرووا قصص التحدى مع أطفالهم .
طفل توحد
والد حمزة:"أواجه نظرات المجتمع بالتحدى وتنمية قدرات ابنى"
كلما تم اكتشاف التوحد مبكرا كلما ساعد ذلك فى العلاج ، حمزة طفل يبلغ من العمر 5 سنوات كان محظوظا بوالديه اللذين اكتشفا التوحد مبكرا نظرا لوعيهم وثقافتهم بالمرض حيث قال والده لـ اليوم السابع": عندما بلغ حمزة عام ونصف لاحظنا سلوكه مختلف وعدم تفاعله مع شقيقه ومع الوقت بدأت تظهر عليه علامات التلعثم وعدم نطق الكلام بطريقة سوية ومع عمر السنتين زادت العلامات ووالدته هى التى اكتشفت ان هذه التصرفات من أعراض التوحد.
وقال: بدأنا معه جلسات تخاطب ومع الوقت اكتشفنا افتتاح المراكز الخاصة بعلاج التوحد وأطفال ذوى القدرات الخاصة والعمل على تنميه قدراتهم ومهاراتهم وتعديل السلوك وبالفعل فى تحسن دائما .
وتابع :"مع الأسف بعض الأهالى قد تخبئ أطفالها ولا تستطيع الخروج معهم حتى لا يسألهم احد عن حالتهم او تصرفاتهم الغريبة، ولكن والد حمزة ووالدته رفضوا الخوف والهروب وكانوا يتعاملون بشكل طبيعى والخروج معه فى كل مكان والذهاب للأفراح والمناسبات والاندماج مع المجتمع الخارجى".
وأضاف :"أتعامل مع حمزة بشكل طبيعى رغم النظرات الغريبة من المحيطين بنا فاصطحبه معى فى الأفراح والمناسبات وأى تجمع لكى يتفاعل مع المدعوين ولكن مع الحرص على تصرفاته".
وأضاف: نسبة كبيرة من الأهالى تخشى أن تقول أن طفلها يعانى من التوحد او تذهب معه فى أى مكان وذلك خطأ كبير ويؤثر على صحة الطفل النفسية ، فكنت أحارب دائما نظرات الاخرين بالرد عليهم بنفس النظرة حتى يخجلون من تصرفهم او بالخروج معه عمدا واللعب والجرى معه فى كل مكان".
وأضاف: "الرياضة شئ مفيد جدا وتساعد الطفل نفسيا وعضويا ، لذلك أحرص دائما على الاشتراك فى النوادى ليتعلم طفلى الرياضة ويندمج مع المجتمع ، وأود ان أوجه رسالة لأهالى أطفال التوحد بأن اكتشاف الحالة مبكرا يساعد على العلاج وأن الثقافة والقراءة المستمرة عن المرض لمساعدة أطفالكم وللمجتمع ايضا أن يتقبل هؤلاء الاطفال ولا يشعرهم بأنهم مختلفين عن باقى الأطفال".
والدة منة"بخاف أقول إن عندها توحد ليفكروها مجنونة"
وقالت والدة الطفلة منة التى تبلغ من العمر 4 سنوات إن بعض التصرفات التى ظهرت عليها كانت غريبة وغير مفهومة فذهبنا بها لأطباء المخ والأعصاب والتخصصات المختلفة وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اتضح أنها لا تعانى من شئ ولكن عرض علينا الطبيب ان نذهب بها للمعهد القومى ومن هنا اكتشفنا انها مصابة بالتوحد".
وتابعت: كانت دائما لا تنتبه لمن ينادى عليها وتريد أن تجلس بمفردها ولا تركز فى أى شئ ومن هنا اتجهنا لأخصائيين التخاطب وبدأ جلسات العلاج النفسى والسلوكى والحمد لله فى تحسن دائما ولكن ذلك مع المتابعة الدورية فى المنزل".
وأضافت: بسبب نظرات المجتمع وتفكيرهم عن اطفال التوحد بأنهم معاقين او متخلفين فكنت دائما أخبىء حقيقة مرضها حتى لا يعتقد البعض أنها مجنونة أو متخلقة عقليا، ولا أقول إنها تعانى من فرط الحركة، إلا للمقربين والذين يتعاملون معها دائما.
واستكملت : على الرغم أنها تخاف من الصوت العالى كنت أحرص دائما على حضور المناسبات حتى تتعامل مع الآخرين دون خوف ، ولكن كنا لا نجلس سوى فترة قصيرة حتى لا تتأثر، فكنت أعوض ذلك بالحرص على ممارسة التمارين الرياضية".
وأضافت: أطفال التوحد ليست مجانين ولكن المجتمع هو السبب فى ذلك فلا بد من نشر الوعى والثقافة بينهم وكيفية التعامل مع هؤلاء الاطفال، فنظراتهم قد تؤثر على الطفل وعلى الاهالى ايضا، وأود أن اوجه رسالة للأمهات بأن تصبرن مع الاستمرار فى علاج أطفالهن وألا تخفن من نظرات المجتمع وأن يكن أكثر شجاعة.
الاكتشاف المبكر أفضل فى العلاج
توحد
كريم واحد من أطفال التوحد الذى تم اكتشاف حالته متأخرًا ، لذلك واجه والداه صعوبة كبيرة عند علاجه حيث قال والده: اكتشفنا حالة كريم عندما كان عمره عامين فقد كان دائما يجلس بمفرده بعيدا عن أى شخص ولا يلعب مع الأطفال فى مثل عمره، عرضته على طبيب أطفال ، أخبرنى أنه قد يعانى من التوحد وبالفعل كان تشخيص الطبيب صحيح وبدأنا فى جلسات التخاطب فى إحدى المراكز.
وأضاف: أعانى دائما من نظرات المجتمع والسخرية التى أراها فى عيونهم بسبب مرض طفلى ولكن فى أول الأمر كنت لا أستطيع أن اواجه ذلك إلا بالبكاء ، و مع مرور الوقت والتعامل مع مراكز التخاطب والأمهات اللاتى يعاني أطفالهن من نفس المرض اصبحت أواجه المجتمع بكل قوة وأقول للجميع إن طفلى متوحد وليس متخلف كما يعتقدون، ومن الجانب الآخر أدعمه نفسيا وأنمى قدراته ومواهبه فهو مميز بقدراته وحسه الفنى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة