فى شهر مارس من كل عام يحتفل أهالى الإسكندرية بميلاد مجدد الموسيقى المصرية الشيخ سيد درويش، وعلى الرغم من مرور أكثر من مائة عام على وفاته إلا أنه لا زال فى وجدان شعب الإسكندرية، وتحديداً اهالى كوم الدكة الذين يحيون ذكراه سنويا ويستقبلون الشباب والأجانب ويعرفون به الأجيال الجديدة التى لا تعلم عنه سوى القليل، ولكن يخبروهم بمن هو الشيخ سيد درويش كما سرد لهم أبائهم أهمية فنه وألحانه فى الموسيقى المصرية.
وبمحافظة الإسكندرية هناك العديد من الأماكن الهامة تسمى بأسم الشيخ سيد درويش تيمناً وإيمانا بدوره واعتباره أبن من أبناء محافظة الإسكندرية منها فرع دار الأوبرا بالإسكندرية والتى يتوسطه تمثال ضخم للشيخ سيد درويش وأيضا مقاهى ومراكز ثقافية .
أوبرا سيد درويش والموسيقى
وتعتبر دار الأوبرا بالإسكندرية مركزا ومناره ثقافية وفنية الأولى بمحافظة عروس البحر، وبنى المسرح فى عام 1918، وبناه المهندس الفرنسى جورج بارك، على مساحة فدان تقريبا وانتهى من بنائه فى عام 1921، واستوحى تصميمه من عناصر أوبرا فيينا وقصر أوديون بباريس.
سمي فى البدايات باسم "تياترو محمد على" ثم تغير اسمه فى عام 1964 إلى مسرح سيد درويش وقدمت الفرق المسرحية عروضها عليه لسنوات طويلة، الا أنه جارت عليه عجلة الزمن وناله من المشاكل الكثير، خاصة فى المبنى الرئيسى وخشبة المسرح وفى عام 2000 أدرج المسرح فى عداد التراث المصرى، وبدأت عمليات الترميم به وانضم إلى دار مسارح دار الأوبرا المصرية حيث افتتح للجمهور فى عام 2004.
وأصبح المبنى مؤهلا لكى ينافس دور الأوبرا العالمية بمستواها الراقى، ويتميز المسرح بأحدث وسائل التقنيات الحديثة، بما يسمح بتقديم ثقافات وفنون العالم المتعددة ويستقبل الفرق الفنية المختلفة، وهى الفر ق الخاصة بدار الأوبرا المصرية مثل "أوركسترا القاهرة السيمفونى، فرق الموسيقى العربية، فرقة باليه أوبرا القاهرة، فرقة أوبرا القاهرة، فرقة الإنشاد الدينى، فرقة الرقص المسرحى الحديث، فرقة اوركسترا وتريات أوبرا الإسكند ية، فرقة كورال أطفال اوبرا الإسكندرية، فرقة فرسان الشرق للتراث أو الفرق الفنية الزائرة من شتى أنحاء العالم، كما يضم مركزا لتنمية المواهب لتعليم الآلات الموسيقية المختلفة والغناء العربى.
كما تقيم دار الأوبرا بالإسكندرية عدد من الحفلات والفاعليات الفنية احتفالا بميلاد سيد درويش فى رحابها .
منزل سيد درويش يبحث عن منقذ
وفى منطقة كوم الدكة مسقط رأس سيد درويش كان يتوافد العديد من المواطنين على منزله، ولكن لم يتبقى منه سوى لأرض فضاء محاطة بسور قديم وباب خشبى، ومنذ سنوات لم يدخله أحد، مما اضطر الأهالى لاعتباره أرض فضاء حتى انتشرت به القمامة، ونظرا لأن كافة منازل كوم الدكة قديمة وصغيرة، تهالك المنزل وانهار معظمه ولم يتبقى سوى الأرض فقط وتهشمت كافة معالمه.
ويقول مصطفى سعيد، أحد الأهالى، أنه منذ سنوات طويلة لم تهتم وزارة الثقافة بمنزل سيد درويش، نظراً لأنه لا يعتبرونه أثر ولعدم وجود مقتنيات داخل المنزل للشيخ سيد درويش ، مشيراً إلى أن أسرته لم تسعى لإحياء هذا المنزل واعتباره أرض فارغة لا تحتوى على شىء ثمين .
وأضاف أنه سنويا يأتى العشرات من الطلاب ومحبى الموسيقى للتعرف ومشاهده منزل سيد درويش بمنطقة كوم الدكة، ظنا أنهم سوف يشاهدون متحفا مميزا إلا أنهم يفاجئون بالمنزل القديم المتهالك .
احتفال سنوى بالموسيقى فى رحاب سيد درويش
وفى شهر مارس من كل عام يحتفل أهالى كوم الدكة بموسيقى الشيخ سيد درويش والعديد من الأغانى الفلكلورية، ويجتمع فيه كافة الأهالى ويعتبرونه عيدا قوميا لمحافظة الإسكندرية، كما يأتى إليه العديد من الفنانين السكندريين ومحبى الموسيقى.
ويقول أحمد فوزى، أحد الأهالى أنه فى العشر سنوات الأخيرة يعتبر الاحتفال بميلاد الشيخ سيد درويش من أهم الأحداث الثقافية والفنية بالمحافظة، وتبدأ الاحتفالات بداية شهر مارس بالأمسيات الفنية والندوات الثقافية فى كافة القصور الثقافية، بالإضافة إلى قيام عدد من الجمعيات بتنظيم ندوات وحفلات بمنطقة كوم الدكة.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات والحفلات مجانية للأهالى والشباب وهى من أهم طقوس الإسكندرية فى الاحتفالية الخاصة بميلاد سيد درويش، ويأتى إليها العديد من المواطنين من الأعمار المختلفة .
قهوة سيد درويش
وداخل حى كوم الدكة تجد القهوة التى كان يجلس فيه الشيخ سيد درويش ويلحن أغانيه ويأتى إليها العديد من المواطنين للجلوس عليها والاستمتاع بالفلكلور والأجواء القديمة داخل أقدم أحياء عروس البحر المتوسط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة