صناعة الفخار القنائى تبدأ مع دخول فصل الخريف، حيث تتدرج حرارة الجو فى الارتفاع خاصة فى جنوب الصعيد، وتحديداً فى قرية الطويرات التابعة لمحافظة قنا، حيث تميز تلك القرية بامتهان رجالها وأطفالها للعمل فى صناعة توارثوها عبر أجدادهم، حتى أطلق عليها قرية البلاص قبل تغييرها للمسمي الحالى.
ومع دخول فصل الربيع وتحديداً مع ارتفاع درجة حرارة الجو التى تعقب منتصف شهر يبدأ العاملين فى مهنة الفخار فى إستغلال الأيام التى تكون فيها حرارة الجو مرتفعة، ويبدأون فى جلب الأحجار من الجبال التى تمر بعد مراحل لأستخدامها فى كافة أنواع الفخار والتى تتمثل فى المنتجات التالية " العلاوة - الزير - القلل- طاسة الحمام- زهرية الورود" وغيرها من المنتجات التى تجد رواجاً فى فصل الصيف.
وفى الأشهر الأولى من بداية منتصف مارس إلي شهر أغسطس تنشط عملية التصنيع للفخار وتكون الأشهر الأولى من الصيف والربيع يكون الضغط على "الزير - والعلاوة- والقلل"، خاصة إن تلك المنتجات تجد رواجاً فى فصل الصيف التى ترتفع فيه درجة الحرارة بصورة كبيرة، ويفضل الصعايدة تناول وشرب الماء عن طريق الفخار نظراً لأن الماء الذى يعبأ فيه يمتاز بـ"الفلترة" التى يقوم الفخار بامتصاص الأملاح والرواسب والشوائب الموجودة بالمياه وفق حديث العاملين فى تلك الصنعة.
ويقول الحاج محمد أحد اقدم العاملين بمهنة صناعة الفخار بقريط الطويرات إن صناعة الفخار تمر بعدة مراحل والبداية من جلب الأحجار من الحبال وتصنيع عجينة الطين التى تلقى فى مخمرة ويوضع علية الماء ويقلب جيدًا بالماء حتى تصبح تلك الأحجار مرنة وسهلة بعد أن تحولت إلى طين، وهذا المرحلة نستخدم الأبقار والجاموس تدور مثل الساقية حتى تصبح عجينة سهلة التشكيل.
وأضاف: نقوم بنقل العجين إلي معمل التصنيع ويوضع على صينية دوارة من الحجر وتشكل على أيدي الحرفي، ليقوم بتصنيع منتجات مختلفة ثم يتم نقلها إلي منطقة خلاء ثم ترص على الأرض حتى تجف ويتم بعد ذلك نقلها إلى الأفران المعدة للحرق، ويتم الحرق لتخرج بعدها إلى مرحلة البيع بالعديد من الأشكال والأحجام المتنوعة، وتأتى تجار الجملة وبائعى القطاعى لشراء الفخار وبيعه بالأسواق.
وتابع: أنا ورثت تلك المهنة عن جدى ووالدى الذى حرص على تعليمى الحرفة منذ نعومة أظافرى، وأنا حرصت على نقلى تلك المهنة لأولادى لكن مرحلة الفخار تجد صعوبة فى تصنيع الزير والشخص الذى يجيد صناعته يكون وصل إلي مرحلة الاحترافية خاصة انه يتكون من مرحلتين الأولى صناعة النصف الاسفل والثانية صناعة النصف الأعلى وأحياناً يصنع على ثلاث مراحل فى حالة إذا كان " الزير" كبير الحجم، والصعايدة يفضلون الزير والفخار لأنه كولدير الغلابة.
