صور.. حملة شعبية لتكريم طبيب الغلابة بالغربية.. الدكتور محمد مشالى لـ"اليوم السابع": أعالج المرضى فى عيادتى بـ5 و10 جنيهات..و"المعذبون فى الأرض" لطه حسين غير حياتى.. ويوجه رسالة لأطباء الفيزيتا: الكفن ملوش جيوب

الثلاثاء، 19 مارس 2019 12:40 م
صور.. حملة شعبية لتكريم طبيب الغلابة بالغربية.. الدكتور محمد مشالى لـ"اليوم السابع": أعالج المرضى فى عيادتى بـ5 و10 جنيهات..و"المعذبون فى الأرض" لطه حسين غير حياتى.. ويوجه رسالة لأطباء الفيزيتا: الكفن ملوش جيوب طبيب الغلابة في الغربية
الغربية - عادل ضرة - مصطفى عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دشن عدد من المواطنين حملة شعبية للمطالبة بتكريم "طبيب الغلابة" كما يصفه  أهالى   محافظة الغربية، حيث أن سعر "الفيزيتا" فى عيادته حتى الآن لايزيد عن 10 جنيهات، وفى عيادة أخرى "5 جنيهات".

طبيب-(10)

وطالب الأهالى بضرورة الاهتمام بإبراز مثل هذه النماذج التى تهتم بلعب دور كبير فى مساعدة البسطاء وغير القادرين وذلك بالتوازى مع ما تقوم به الدولة فى هذا الصدد.

طبيب الغلابة، الذى تخطى عمره 75 سنة، مازال يعطى جهد ووقت لأبناء المحافظة، يزيح الألم عن البسطاء، ولا يكلفهم سوى جنيهات بسيطة، و"اللى مش معاه.. مش مهم فلوس خالص"، هذا الطبيب الذى دخل قلوب البسطاء، وبات رمزًا من رموز المحافظة، يقصده الجميع، فلا يتوانى عن خدمتهم، سخر وقته وجهده لـ"الغلابة"، يعمل لساعات طويلة دون أن يمل، بالرغم من تقدم عمره.

 

وفى حديث مملوء بـ"الإنسانية" تحدث "طبيب الغلابة" عن رحلته مع عالم الطب وعلاج البسطاء فى المحافظة، لـ"اليوم السابع"، حيث قال: "اسمى الدكتور محمد مشالى طبيب بشرى تخرجت من كلية طب القصر العينى عام 1967، وولدت بمركز إيتاى البارود، وتم تعيينى بالقطاع الريفى بمحافظة الغربية، لكونى مقيم وقتها بمدينة طنطا، وتنقلت بين الوحدات الريفية، وتم ترقيتى لمنصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة، ثم مديرا لمركز طبى سعيد حتى بلغت السن القانونية للمعاش عام 2004".

طبيب-(1)

ويتحدث "طبيب الغلابة" عن أسرار اهتمامه بالبسطاء: "نشأت فى أسرة شعبية وتعاطفت فيها مع الفقراء والمساكين، وبدأت حياتى من الصفر، وكافحت فى تربية أبنائى وأبناء شقيقى، وأعطانى الله أكثر مما تمنيت وسعيد بحياتى"، مؤكدًا على أنه اختار أن يكون وسط محدودى الدخل والفقراء فحالهم يبكى.

 

وأضاف طبيب الغلابة، أن هذه الفئة حال تعرضها للمرض يعانون كثيرا فى الحصول على العلاج، ولا تقدم المستشفيات الحكومية العلاج "المظبوط" أو الخدمة المتميزة لنقص الإمكانيات أو الخبرة الكافية، وهذا المريض "الغلبان" لا تسمح إمكانياته المادية فى تلقى العلاج بالمستشفيات أو لدى الأطباء، خاصة بعد رفع أسعار الدواء مؤخرا، وهو ما أدى لزيادة العب على الفقراء، وهو ما دفعنى للوقوف بجانب هذه الفئة، وعوضنى الله خيرًا فى صحتى وسنى.

طبيب-(2)

" ربنا مديلك الصحة وبيمد فى عمرك علشان تساعد الغلابة والمساكين وتخفف عنهم التعب".. هذا الكلمات خرجت من فم مواطن بسيط للطبيب، حيث يقول: "أفنيت عمرى فى علاج الفقراء ومحدودى الدخل بأجر رمزى وبالمجان لغير القادر، و"الفيزيتا" 10جنيهات، وفى عيادتى الثانية بقرية شبشير الحصة مركز طنطا بـ5جنيهات للكشف الواحد، حيث أن القرية بها فئة فقيرة بنسبة كبيرة، وبقرية محلة روح يتم الكشف على المرضى مقابل 10جنيهات لكل كشف".

 

وعن يومه، كشف طبيب الغلابة، أنه ينتهى من العمل فى عيادته بطنطا فى الساعة التاسعة مساء كل يوم، ثم بعد ذلك يتوجه لمحطة قطارات طنطا ويستقل القطار المتجهة لقرية محلة روح فى التاسعة والربع، ويصل به فى التاسعة والنصف، وبعدما ينتهى موعد الكشف، يستقل القطار مرة أخرى ويتجه بعد ذلك لقرية شبشير الحصة، وبعدما يفرغ من الكشف على المرضى، يقف على الطريق ويستقل أى سيارة عائدا مرة أخرى لمدينة طنطا، مشيرا إلى أن معظم أصحاب السيارات يقفون له ويصطحبوه إلى منزله بمدينة طنطا نظرا لأنه أصبح معروفا بين المواطنين.

طبيب-(3)

وعن أسرته، قال مشالى: "لدى 3 أبناء ذكور "عمرو" مهندس ويعمل بإحدى شركات البترول، والمهندس "هيثم " يعمل فى شركة بالقاهرة، و"وليد" حاصل على بكالوريوس تجارة إنجليزى ويعمل بشركة مجتمعات عمرانية بالقاهرة، وربنا كرمنى فى أولادى وأولاد شقيقى الأيتام لأنى ربيتهم زى ما ربيت أولادى ومتأكد أن كرم ربنا ليا لوقوفى بجانب الفقراء".

 

وحول هواياته، كشف الطبيب قائلًا: "أهوى القراءة واستغل أوقات فراغى فى القراءة للحصول على المعرفة، ولا أقرأ فى الطب فقط ولكن أقرأ فى العلوم والسياسة، وفى جميع المجالات من أجل اكتساب المعلومات"، مؤكدًا على أن يعشق كتابات طه حسين عميد الأدب العربى وله منزله كبير لديه، مشيرا أن والده كان رجلا مثقفا وكان من كبار رجال التعليم، وغرس فيه حب العلم والقراءة والثقافة وحب عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، مشددًا على أنه قرأ كتاب "المعذبون فى الأرض" وتعاطف معها كثيرا لأنها تتماشى مع سياسته، بأن يكون هناك عدالة اجتماعية وعدم وجود تفاوت كبير بين طبقات المجتمع، وأن يستطيع الفقير أن يعيش ويأكل، مثل الغنى وأن يكون هناك توافق ورحمة من الأغنياء على الفقراء، كما أن الكتاب ينادى بالعدالة الاجتماعية والتعاطف مع الفقراء وأن يعيشوا فى مستوى انسانى، كما كان يقرأ وتأثر لكتب محمد حسنين هيكل، وكتب لموسى صبرى، وإبراهيم سعده، ومحمود عوض، كما تأثر بكل كتب مصطفى آمين، رافضا القراءة للمستشرقين لان لهم اتجاهاتهم الخاصة.

طبيب-(5)

وقال طبيب الغلابة، إن مراعاة "الغلبان" غريزة يضعها الله فى قلب الإنسان وكل إنسان مهيئ لما خلق له، متابعًا: "وأنا مهئ فى شخصيتى للتعاطف مع الفقراء".

 

وأضاف مشالى، أن يومه يبدأ بالاستيقاظ فى الثامنة والنصف صباحا، ويقوم بقضاء احتياجات المنزل، وينزل إلى الشارع لشراء طلبات زوجته، ثم يعود للمنزل ويتوجه فى الساعة العاشرة لعيادته المقابلة لمسجد سيدى أحمد البدوى، ويقضى فى عيادته حتى الساعة التاسعة مساءً، ثم ينزل من العيادة متوجها لمحطة قطارات طنطا ويستقل القطار المتجهة إلى عيادته بقرية محلة روح، ويستقل وسيلة مواصلات إلى قرية شبشير الحصة لعيادته الثالثة، وبعد الانتهاء منها يعود إلى المنزل، مضيفا أنه يتناول وجبة واحدة فى اليوم وتكون بعد عودته ليلا من العيادة، مبينا أنه يأكل كل أنواع الطعام ماعدا النشويات والدهون والزيوت، ومعظم طعامه سندوتشات وسلطات ويأكل منها حتى يشبع، ولا يقوم بتناول أى طعام أثناء عمله بالعيادة، وأيضا يستغل وقت فراغه فى قراءة الكتب والصحف.

طبيب-(4)

ولفت طبيب الغلابة، إلى أن زوجته قادرة على تلبية طلباته وتتمتع بصحة جيدة وحاليا بالمعاش حيث كانت تعمل كميائية بمستشفى طنطا الجامعى.

 

ووجه طبيب الغلابة رسالة للأطباء: "تعاطفوا مع الفقراء وبلاش الطمع الزايد والكفن ملهوش جيوب، ومش هناخد فى أخرتنا إلا العمل الطبيب، وبلاش تكنزوا الفلوس من اللحم الحى للغلابة"، متمنيا تحسن الأوضاع المعيشية الطبقات المطحونة من الشعب.

طبيب-(6)

ومن جانبها قالت إحدى السيدات، إنها مقيمة بمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، وحضرت إلى عيادة الدكتور محمد مشالى نظرا لكبره فى السن ولخبرته فى مجاله، مشيرة إلى أنها بعدما قرأت عنها فى مواقع التواصل الاجتماعى قررت أن تحضر لعيادته للكشف عنده نظرا لأنه يتمتع بخبرة طوال سنوات عمله.

 

أما سيدة أخرى رفضت ذكر اسمها فقالت أنها حضرت لعيادة الدكتور محمد مشالى لأنه استطاع أن يكشف المرض الذى يعانى منه طفلها الصغير، والذى لم يستطع أحد من الأطباء اكتشاف ما يعانى منه، مشيرة أنها وأقاربها كانوا يتعالجون لديه منذ صغرهم والآن أصبحن يحضرون أطفالهم للعلاج عنده.

 

وفيما أضافت سناء سعد من مركز قطور،أنها حضرت لمدينة طنطا لخبرته فى علاج الأمراض الباطنية والحميات والأطفال، وكان والدها يتعالج معه منذ 20 عاما.

طبيب-(7)

وكشفت سعد، أنها حضرت إلى العيادة وبرفقتها حفيدتها بعدما توجهت بها لمستشفى حميات طنطا والوحدة الصحية بالقرية والصيدلية بالقرية، ولم تتماثل الشفاء بالعلاج الذى حصلت عليه من هذه الجهات، ولكن بخبرة الدكتور محمد مشالى استطاع أن يشخص ما تعانى منه، وبدأ حالتها فى التحسن.

 

طبيب-(8)
 

 

طبيب-(9)
 
 
طبيب-(11)
 

 

طبيب-(12)
 

 

طبيب-(13)
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة