أزمات سياسية متلاحقة وزخم محرج متزايد يحيط بإدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حتى بات القتال العلنى بيه والكونجرس يتصدر عناوين الصحافة الأمريكية، يوميا. معركة جديدة تتعلق بانتهاكات محتملة من جانب ترامب لعملية منح التصريحات الأمنية، بعد الكشف عن توجيهه أوامر بمنح احدهم لصهره وكبير مستشاريه، على الرغم ما يحيط به من قلق أمنى.
بحسب صحيفة واشنطن بوست فإن محققين فى مجلس النواب، الأمريكى، طالبوا البيت الأبيض بتسليم الوثائق المتعلقة بالتصاريح الأمنية لكبار المسؤولين بحلول، الاثنين، مما يشكل تصعيدا فى المعركة القائمة بين الديمقراطيين فى الكونجرس وإدارة الرئيس ترامب التى قد تؤدى إلى صدور مذكرات استدعاء فى الأيام المقبلة.
وتأتى هذه الخطوة بعد الكشف عن تدخل الرئيس الأمريكى لمنح زوج أبنته وكبير مستشاريه، جارد كوشنر، تصريحا أمنيا يمكنه من الاطلاع على معلومات شديدة السرية على الرغم من المخاوف لدى مسئولى الاستخبارات والبيت الأبيض بشأن اتصالات كوشنر بالاجانب، فضلا عن عدم إفصاحه عن تلك الاتصالات قبلا.
وحث النائب إيليا كامينجز، رئيس لجنة الرقابة والإصلاح فى مجلس النواب، فى البيت الأبيض، فى خطاب، مساء الجمعة، "بالامتثال الكامل والفورى" للطلبات التى قدمتها اللجنة بشأن التصاريح الأمنية خلال العامين الماضيين. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإن النائب الرفيع حذر من صدور مذكرة استدعاء تجبر البيت الأبيض على التعاون ما لم يمتثل للطلب.
وأكد موظفو مكتب كامينجز فى مكالمة هاتفية، الجمعة، مع مسؤولى البيت الأبيض، على وجود مذكرة كتبها كبير موظفى البيت الأبيض السابق، جون كيلى، وأخرى كتبها مستشار البيت الأبيض السابق دونالد ماكجا، بشأن التصريح الأمنى لكوشنر. وتشير الصحيفة إلى ان البيت الأبيض رفض ثلاث مرات تأكيد أو نفى وجود الوثائق، ذلك بحسب الأعضاء الديمقراطيين فى لجنة الرقابة والإصلاح.
وبحسب نيويورك تايمز، فإن مسؤولين كبارا بالإدارة الأمريكية انزعجوا من القرار الذى دفع كبير موظفى البيت الأبيض فى ذلك الوقت جون كيلى إلى كتابة مذكرة داخلية بشأن تلقيه أمرا بمنح كوشنر التصريح الأمنى. وكتب مستشار البيت الأبيض فى ذلك الوقت دونالد مجان، أيضا مذكرة داخلية تعبر عن مخاوف بشأن كوشنر وكيف أنه أوصى بعدم منحه ذلك التصريح.
وتتناقض المذكرتان ما أعلنه ترامب فى مقابلة مع الصحيفة فى يناير من أنه لم يكن له دور فى حصول كوشنر على التصريح الأمني. وسئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن التقرير، فقالت "نحن لا نعلق على التصاريح الأمنية"، وقال بيتر ميريجانيان، وهو متحدث باسم آبى لويل محامى كوشنر، فى رسالة بالبريد الإلكترونى إن البيت الأبيض ومسؤولى التصاريح الأمنية أكدوا العام الماضى أن تصريح كوشنر "تم التعامل معه بالطريقة المتبعة دون ضغط من أحد".
وأضاف "قصص جديدة، إذا كانت دقيقة (أصلا)، لن تغير ما جرى تأكيده فى ذلك الوقت"، وكان كيلى علق تصريح كوشنر المؤقت فى فبراير 2018 إلى جانب مسئولين آخرين يعملون بموجب تصاريح مؤقتة فى إطار إجراءات لتشديد الإجراءات على أثر إقالة السكرتير السابق لشؤون الموظفين فى البيت الأبيض روب بورتر بعد أن واجه اتهامات بإساءة معاملة زوجتيه السابقتين.
وفى علامة على أن الديمقراطيين فى مجلس النواب سيسعون إلى التصعيد ووضع القضية على جدول أعمالهم الرقابى، قال النائب آدم شيف من كاليفورنيا، رئيس لجنة الاستخبارات فى المجلس، إن اللجنة المسؤولة عن الإشراف على وكالات الاستخبارات الأمريكية ستعمل مع كامينجز.
ووصف شيف تصرفات ترامب بـ "أحدث مؤشر على تجاهل الرئيس التام لأمننا القومى وللرجال والنساء الذين يضحون بكثرة كل يوم للحفاظ على سلامتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة