"أسن السكين أسن المقص".. هذا هو النداء الخاص ببعض الأشخاص الذين يمتهنون مهنة سن السكاكين، حيث كانوا يتواجدون بالأحياء الشعبية والقرى والنجوع، يحمل كل واحد منهم على ظهره ماكينة كانت فى البداية تعمل يدويا وبعدها تطورت وأصبحت تعمل بالكهرباء يسن من خلالها السكين والمقص.
والتقى "اليوم السابع" آخر عامل بمهنة سن السكاكين بمدينة طهطا، والذى نقل المهنة من التجوال بالشوارع إلى محل ثابت، بالإضافة إلى بيع أدوات الجزارة المختلفة وسكاكين المطبخ للمنازل، موضحا أن المهنة قديمة توارثتها الأجيال منذ أكثر من 150 سنة.
وقال أشرف العشرى، آخر من يعمل بمهنة سن السكاكين بمدينة طهطا: "أنا عمرى 40 سنة تقريبا وأنا من الجيل الرابع والأخير الذى يعمل بهذه المهنة، والسن يتم عن طريق حجر المياه، وهذا الحجر نقوم بشرائه من البساتين بالقاهرة بسعر 2000 جنيه للحجر الواحد، ويظل معنا صالحا للعمل لمدة عام تقريبا وبعدها يتم تغييره وتركيب آخر، والمهنة أصبحت على وشك أن تنقرض تماما، بعدما كانت منتشرة فى كل مكان، وأصبح عدد من يعمل بها على مستوى المركز 4 فقط وأنا واحد منهم أما الباقى فقد هجر المهنة وتركها بسبب عدم وجود ربح جيد منها له فى هذه الأيام بعد ظهور المسنات الكهربائية داخل المنازل والتى جعلت السيدات يستغنين عن السن عندنا".
وأضاف "العشرى"، أن المهنة تنتعش بشكل كبير فى الأعياد لأنها مواسم، خاصة فى عيد الأضحى المبارك ومن أهم من يأتون إلى المحل هم الجزارون فى المقام الأول، ومن بعدهم أصحاب صالونات الحلاقة، وبعض النجارين الذين يقومون بسن عدد التقطيع الخاصة بالخشب وسعر سن السكين الواحدة هو 3 جنيهات فقط.
وأكد "العشرى"، على أن مهنة سن السكاكين تراثية ولا يمكن الاستغناء عنها ويجب تدعيمها والعمل على عدم انقراضها، فنحن لدينا نوعان من السن، أولهما السن عن طريق الحجر المائى وهو حجر من الصخور الصلبة يأتى من جبال البساتين ويتم تركيبه على موتور وعندما تزيد عدد لفاته نبدأ عمليات السن عليه باستخدام المياه ومع احتكاك السكين بالمياه والحجر تتم عملية السن ويصبح جاهز للتقطيع فورا.
وأوضح "العشرى"، أن النوع الثانى وهو السن عن طريق حجر النار، وهذا السن يعتبر طريقة حديثة، وهو عن طريق الكهرباء، وعندما يدور الحجر ويحتك بالسكين تخرج منه نار ولهذا أطلق عليه حجر النار، مشيرا إلى أنه بجوار عملية السن يقوم ببيع السكاكين والسواطير المختلفة الأنواع والأحجام والأسعار تتراوح من 20 جنيها لسكين المطبخ لـ200 جنيه للساطور، وكل سلاح على حسب نوعيته وجودته والبلد التى صنع فيها ويعد السكين المصرى المصنع من أفضل السكاكين جودة وسعره مرتفع قليلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة