مصر تشارك العالم فى "ساعة الأرض" من العاصمة الإدارية الجديدة.. إطفاء أنوار المعالم السياحية لمدة ساعة 30 مارس الجارى للدعوة للحفاظ على الكوكب.. الكهرباء مسئولة عن أكثر من 40% من أسباب الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية.. وزير البيئة السابق: ترشيد استخدامها فى الصناعة يوفر 30% من الانبعاثات
فى تمام الساعة 8:30 من مساء يوم السبت 30 مارس الجارى، تشارك مصر بواحدة من أهم المبادرات العالمية التى أطلقها الصندوق العالمى للطبيعة " WWf" بمدينة سيدنى، منذ 2007، والمعروفة بـ"ساعة الأرض"، حيث سيتم إطفاء أنوار عدد من المعالم السياحية الهامة بالمحافظات، مثل: الأهرامات وأبو الهول وبرج القاهرة ومكتبة الإسكندرية وقلعة قايتباى وبعض المعابد الأثرية بالأقصر كالكرنك، وبعض الفنادق الكبرى، وخلال هذا العام سيتم إطفاء أنوار معالم العاصمة الإدارية الجديدة أيضا، لمدة 60 دقيقة، كإجراء رمزى لحث المواطنين لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ.
قال الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة السابق، إن الاحتفال بساعة الأرض يعد رسالة تعبيرية ورمزية بضرورة وجود وعى لدى المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة، مشيرا إلى خاصة أن اختيار الكهرباء كرمز للمبادرة العالمية، يأتى إنطلاقا من كون توليد الكهرباء من الأنشطة التى تؤثر سلبا على المناخ، لأنه فى حال توليدها من وقود إحفورى سواء من ديزل أو فحم، فأن ذلك يصدر غازات ثانى أكسيد الكربون، أكبر غاز مؤثر على درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى أن الكهرباء والطاقة هو منتج أساسى يدخل الكثير من الأنشطة، ويتشابك مع قطاعات مثل الإسكان والصناعة بمختلف مجالاتها، مما جعلها الأكثر تأثيرا على التغيرات المناخية.
وأضاف فهمى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الكهرباء تساهم بأكثر من 40% من غازات الاحتباس الحرارى، ومن ثم فهى من القطاعات الأساسية فيما يخص التأثير على التغيرات المناخية، مشيرا إلى ضرورة ترشيد استخدام الطاقة فى الصناعة، والذى من الممكن أن يوفر 30% من انبعاثات قطاع الصناعة وحده، مؤكدا أن ذلك يؤثر بدوره ايجابيا على الاقتصاد، لأن نفس المنتج يتم إنتاجه بكمية طاقات أقل.
وأوضح أنه فى حال زيادة الانبعاثات فأن ذلك يؤدى إلى احتباس الحرارة، وزيادة حرارة الغلاف الجوى، ومن ثم زيادة درجة الحرارة، وذوبان الثلوج مثل القطب الشمالى، وبالتالى ارتفاع مستوى البحار لوجود مياه بكميات كبيرة، ثم يؤثر على دورة المياه "بخر ثم مطر"، بالتزامن مع وجود تأثيرات على الرياح، وبالتالى يصبح هناك أمطار فى مناطق غير معتادة، وجفاف فى مناطق وسيول فى مناطق أخرى، كل ذلك السبب الرئيسى فيها هو انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى، مشيرا إلى أن ذلك كان دافعا أساسيا إلى وجود العديد من الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية باريس، والتى من المنتظر أن يتم تفعيلها فى الفترة من 2020 و2024، لإلزام كل الدول بخفض الانبعاثات بحدود معينة تُحدد طواعية بين الدول.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور خالد علام، خبير التنوع البيولوجى والمحميات، إن الهدف من الاحتفال بهذا اليوم يأتى لضرورة زيادة الوعى بكيفية تأثير الأنشطة البشرية بشكل سلبى يساهم فى تدمير الكرة الأرضية، من خلال استهلاك الموارد الطبيعية، وضخ غازات الاحتباس الحرارى، وتؤدى إلى إندثار كائنات حية كل يوم، وذوبان الجليد بالقطبين الشمالى والجنوبى، بجانب الكم الهائل الذى تتسبب فيه الدول الصناعية فى تصدير الكربون فى الغلاف الجوى، مشيرا إلى أن إطفاء النور والاحتفال بالشمع يهدف لإرسال رسالة بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، للحفاظ على الكرة الأرضية.
وأكد علام، فى تصريحات لليوم السابع، أن أكثر الأنشطة المؤثرة وتساعد على التغيرات المناخية، هى: كل أنواع التنمية الصناعية فى الدول، حيث ينتج عنها غازات، لأنها تعتمد على عناصر إحفورية مثل الغاز والبنزين والفحم، بالإضافة إلى إنشاء الطرق فى مناطق الغابات فى الكثير من الدول، يؤدى إلى تسهيل عمليات الصيد للكائنات الحية، وتعرض بعضها إلى حوادث سيارات، ناهيك عن عمليات التحجير والتنجيم فى بعض المناطق والتى تعد استنفاز للموارد الطبيعية، والصيد الجائر الزائد عن الحد نتيجة زيادة أعداد السكان، والتى تؤدى إلى زيادة وسوء استخادم الموارد الطبيعية، لافتا إلى أن أكثر الأسباب التى تؤدى إلى تدهور الأرض هو كميات الكربون التى يتم ضخها فى الغلاف الجوى نتيجة للأنشطة الصناعية، وبالتالى يحدث تغيرات مناخية، وهجرة بعض الكائنات ويعرضها للوفاة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة