بعد فشل تحركات أمير قطر تميم بن حمد الخارجية للخروج من عزلته مع استمرار المقاطعة العربية لقطر التى بدأت فى ٥ يونيو ٢٠١٧ أصبحت قطر تقحم نفسها فى عدد من القضايا الدولية لإظهار نفسها إلا أن إقحامها لنفسها فى تلك القضايا يزيدها تعقيدا ويتسبب فى فشل حلها خاصة مع ارتباط الدوحة بالجماعات الإرهابية وقياداتها.
فى هذا السياق كشف تقرير بثته قناة "مباشر قطر"، تحركات النظام القطرى فى كل مكان، ومحاولاته المتعددة والتى يهدف من خلالها تنظيم الحمدين الخروج من عزلته التى باتت مكشوفة أمام الجميع، وتابع: "فرأس النظام تميم بن حمد أصبح غير مرحب به فى معظم العواصم العربية والأجنبية".
وأكد التقرير أن تميم بن حمد يرسل مسؤوليه لمحاولة تمهيد الأرض ومد جسور تواصل مع بعض الدول الأخرى، أملا فى أن تقبل إحدى تلك الدول أن تستضيف تميم بن حمد ولو لبضع ساعات قليلة.
وأشار التقرير أن زيارات تميم بن حمد إلى تركيا لم تعد مقبولة حتى داخل الشارع القطرى الأمر الذى جعله يبدأ البحث عن وجهة جديدة فأرسل وزير الخارجية تنظيم الحمدين، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، للقاء ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسى "الناتو"، من أجل وجود مخرج من الوضع السيئ الذى يعانى منه النظام القطرى.
وعلى صعيد إقحام قطر لنفسها فى القضايا الدولية أكد موقع قطريليكس التابع للمعارضة القطرية أن مشاركة قطر في المفاوضات التى جرت بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، أثارت جدلا واسعا، حيث سعى تنظيم الحمدين فرض نفسه على الساحة فى أفغانستان وهو ما تسبب فى غضب دبلوماسيين بدول حلف الناتو، بسبب تجاهل إشراك بلادهم فى المحادثات، خاصة أنهم تحالفوا مع أمريكا منذ بداية الحرب فى أفغانستان عام 2001.
ولفت الموقع التابع للمعارضة القطرية أن 7 مسئولين قطريين ظهروا إلى جانب مفاوضى الولايات المتحدة وحركة طالبان، فى الوقت الذي استؤنفت فيه المحادثات بشأن إنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عامًا فى أفغانستان، لافتا إلى أن دبلوماسي، ساهمت بلاده بمئات الجنود فى مهمة الناتو بأفغانستان تسائل أنه إذا كان المسئولون القطريون على طاولة المفاوضات، فكيف نسيت الولايات المتحدة دعوة حلفائها الرئيسيين الذين خاضوا الحرب الأفغانية منذ العام 2001؟ حيث نواصل ضخ ملايين الدولارات كعمل تضامنى، لكن عندما يتعلق الأمر بمحادثات السلام، تقرر الولايات المتحدة أن تذهب منفردة.
موقع قطريليكس أكد أيضا أن 10 دبلوماسيين من دولٍ فى 3 قارات أعربوا عن استيائهم من الحضور القطرى رغم عدم مشاركتها في أى حرب جرت على الأراضى الأفغانية، إضافة إلى التجاهل الأمريكى لهم حيث إن حكوماتهم تعيد النظر بشكل واسع فى التزاماتها تجاه أفغانستان، بعدما شعروا بالاستبعاد من محادثات السلام الجارية بين واشنطن وطالبان، وكذلك بالغضب من دعم الحملة الأفغانية بين الناخبين والمشرعين في بلدانهم.
ونقل الموقع التابع للمعارضة القطرية عن وكالة رويترز تأكيدها أن العديد من الدول المشاركة تقوم بإعادة تقييم التزاماتها العسكرية والتمويلي، مع وضع سيناريوهات مختلفة فى الاعتبار، بما فى ذلك ما إذا كانت ستستمر فى التنمية إذا انضمت طالبان إلى الحكومة الأفغانية، وماذا تفعل إذا فشلت محادثات السلام.
ولفت موقع قطريليكس إلى أن وجود حلفاء للولايات المتحدة على طاولة المفاوضات، رغم التواجد القوى لدويلة قطر الصغيرة، خلق حالة من عدم الارتياح داخل حلف الناتو، الذى أنشأته الولايات المتحدة وكندا ودول أوروبا الغربية عام 1949 موضحا أن التغلغل القطرى المتزايد في أفغانستان، من خلال استخدام نفوذها المالى ومواصلة النشاط الدبلوماسي المشبوه والذى تكلل بافتتاح أول مكتب لحركة طالبان خارج أفغانستان في الدوحة، سيتسبب في نشوب خلاف بين أعضاء حلف الناتو مع واشنطن، ما قد يؤدى إلى حدوث كارثة إنسانية حال انسحاب هذه الدول من دعم جهود الإعمار فى البلد الذى يعانى من ويلات الإرهاب على مدار عقود.
وأشار الموقع التابع للمعارضة القطرية إلى أنه تأمل كل من قطر وطالبان إلى الاعتراف الدولى بمكتب الحركة فى الدوحة، فالمكتب لقب بإمارة أفغانستان، فى دليل جديد على الأجندة المخفية الحقيقية، التى يصر تنظيم الحمدين على تمريرها، والتى تبدأ من إضفاء الشرعية بطرق ملتوية على المنظمات الإرهابية وعناصرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة