عمائم إيران Vs ترامب.. أزمات اقتصادية تفسد فرحة "عيد النيروز".. خطابات قادة طهران رسائل سياسية.. المرشد يؤكد أن الأولوية للاقتصاد ويلقى باللوم على الرئيس.. روحانى يدافع ويدعو لإنهاء التناحر.. وترامب يتوعد

الجمعة، 22 مارس 2019 08:02 ص
عمائم إيران Vs ترامب.. أزمات اقتصادية تفسد فرحة "عيد النيروز".. خطابات قادة طهران رسائل سياسية.. المرشد يؤكد أن الأولوية للاقتصاد ويلقى باللوم على الرئيس.. روحانى يدافع ويدعو لإنهاء التناحر.. وترامب يتوعد خامنئى وفشل اقتصادى متوال نتيجة السياسات التوسعية
كتبت : إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عام صعب مضى وعام أكثر صعوبة أتى، هكذا يردد الإيرانيون الذين يحيون اليوم رأس السنة وفقا للتقويم الشمسى المعتمد فى إيران أو عيد النيروز الفارسى القديم، الذى يعد العيد الأهم والأطول فى طهران، وسط ضغوط سياسية وعقوبات وأوضاع اقتصادية طاحنة أجبرت صانع القرار الإيرانى على عدم التكتم عليها، حيث ظهر تأثيرها واضحا على المعيشة ولمسها الإيرانيين أكثر هذه الأيام التى سبقت العيد، من ارتفاع فى الاسعار مرورا بفقدان السيطرة على السوق وانخفاض قيمة العملة صعودا إلى الفساد المتفشى، فاحتلت الأزمات التى تعصف البلاد نصيب الأسد من خطابات المسئولين فى بداية العام، فى الوقت نفسه حاولوا منح وعودا لامتصاص حالة الغضب جراء تدهور الوضع المعيشى.

 

وكما جرت العادة ألقى المرشد الأعلى المتربع على عرش السلطة فى إيران خطابه فى الدقائق الأولى بعد استقبال العام الجديد حيث يعتمد الإيرانيون على حسابات فلكية فى بداية العام وسُجل رأس السنة الشمسية فلكيا منتصف ليلة أمس حيث يصادف يوم الاعتدال الربيعى، وجاءت كلمة آية الله على خامنئى، فى منتصف ليل الاثنين، لتهنئة الإيرانيين بالعام الجديد، لتحمل رسائل سياسية ذو نكهة اقتصادية قوية وحلول محتملة للصعوبات الاقتصادية، وقال "العام الماضى كان ملیئا بالأحداث"، فى إشارة منه على الإنسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى مايو 2018 وإعادة فرض العقوبات، وتفاقم الوضع الاقتصادى فضلا عن الاحتجاجات المتفرقة التى شهدتها البلاد. وأضاف خامنئى فى الوقت نفسه معتبرا "أن الشعب احبط تلك المخططات وفي مواجهة إجراءات العقوبات المشددة"، وأطلق عليه عام ازدهار الإنتاج المحلى.

 

المرشد الايرانى
المرشد الايرانى

 

 

خامنئى يلقى باللوم على إدارة روحانى للاقتصاد

وجاءت رسائل خامنئى الأولى اقتصادية لتخاطب الداخل الإيرانى، حيث اقر المرشد الأعلى مجددا بتأثير العقوبات على اقتصاد البلاد، معتبرا أن "المشكلة الرئيسية فى البلد مازالت المشكلة الاقتصادية" لافتا إلى تزايد المشاكل المعيشية للإيرانيين فى الأشهر الأخيرة، لكنه فى الوقت نفسه ألقى باللوم على إدارة الرئيس حسن روحانى رغم أن الأخيرة ألقى بالكرة فى ملعب المرشد قبل أيام، حيث أعلن رفض الولى الفقيه العرض الذى قدمه له بقيادة زمام الحرب الاقتصادية التى تخوضها البلاد وقال خامنئى "قسما من هذه المشاكل یعود إلى الإدارة غیر الفاعلة على المستوى الاقتصادى، حیث یتوجب التعویض عن ذلك" ودعا المرشد السلطة التنفيذية المتمثلة فى الرئيس حسن روحانى بأن تأتى الخطوات التى اتخذها بنتائج ملموسة على حياة الإيرانيين قائلا: "بالتأكید هناك برامج وتدابیر اتخذت، یجب أن تثمر طوال العام الجارى ویشعر المواطنون بنتائجها".

 

وشدد المرشد الإيرانى على أن الأولویة العاجلة والقضیة الجادة للبلاد هى "الاقتصاد"، لافتا إلى أن مشاكل بلاده الاقتصادية تتمثل في تراجع قیمة العملة المحلية وانخفاض القدرة الشرائیة للمواطنین وانخفاض الانتاج و توقف بع المصانع عن العمل، ورأى خامنئى أن الحل يكمن فى تنمية الإنتاج الوطنى وتطويره. معتبرا أنفى فى حال دارت عجلة الإنتاج ستحل المشاكل المعیشیة وتزداد فرص العمل.

 

روحانى يجدد الوعود الاقتصادية ويدعو لإنهاء التناحر السياسى

فى المقابل دافع الرئيس الإيرانى حسن روحانى عن سجله فى رسالة منفصلة بثها التلفزيون بعد خطاب خامنئي مباشرة قال فيها إن المشكلة الاقتصادية نتجت فى المقام الأول عن العقوبات الأمريكية، فى محاولة لإلقاء الكرة فى ملعب الخارج، وقال أن أعداء بلاده تصوروا أن يوم 4 نوفمبر سيكون يوم تحقيق أهدافهم فى إشارة إلى حزمة العقوبات الأمريكية التى تم تفعيلها فى هذا التاريخ.

 

سن روحانى
سن روحانى

 

 

وجدد روحانى وعوده التى لم تتحقق خلال ولايتيه الأولى والثانية، وقال روحانى "العام الجديد هو عام زيادة الإنتاج وخلق فرص عمل لشبابنا، العام الجديد هو عام السيطرة على التضخم وتحقيق التوازن في سوق العملة الأجنبية وتعزيز الصداقة مع البلدان المجاورة"، وجاءت رسالة أخرى منفصلة دعا من خلالها التيارات السياسية فء البلاد لإنهاء التناحر بينها والتوحد فى مواجهة أعداء الخارج.

 

ترامب يتضامن مع الإيرانيين ويتوعد النظام

أما الولايات المتحدة التى تتوعد طهران بعقوبات أكثر ألما، وفى خلال تهنئته للإيرانيين بعيد النيروز أو رأس السنة الشمسية، أعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تضامنه مع الإيرانيين، متمنيا لهم مستقبل مفعم بالحرية ومزيدا من الاعمار والسعادة، متوعدا النظام الإيرانى الذى وصفه بالديكتاتورى بمواصلة إدانته وعدم الصمت أمام مطالب الإيرانيين لنيل الحرية.

 

 

وقال ترامب فى رسالته التى نشرتها تلفزيون صوت أمريكا الناطق بالفارسية: "للأسف الإيرانيون غير قادرين على الفرح فى هذه الأيام.. الشعب الإيرانى يسعى لاستعادة تاريخ بلده وثقافته ومكانته فى العالم، لافتا إلى أن هذا الشعب جدير أن تكون له حكومة مسئولة تتعامل معه باحترام، بينما يرفض النظام الإيرانى هذه الأسس، وختم ترامب رسالته بأن يوما ما ستتغلب الحرية والعدل على الظلم والقهر.

 

 

ما هو عيد النيروز؟

النيروز هى كلمة فارسية تعنى "اليوم الجديد، وهو عيد تعود جذوره إلى بلاد فارس ما قبل الإسلام، ويأتى من تعاليم الديانة الإيرانية القديمة "الزرادشتية"، ويعتبر العيد أكبر الأعياد عند القومية الفارسية ويحتفل به الدول المجاورة لإيران كأفغانستان وتركيا والأكراد وأذربيجان، تركمانستان، طاجيكستان، أوزبكستان وقيرغيزستان وكازاخستان.

 

وفى عام 2009 أدرجت منظمة اليونسكو هذا الاحتفال فى قائمتها للتراث العالمى واعتبرته العيد الأقدم فى العالم، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 2010 قرارا أعلن فيه يوم 21 مارس يوم نوروز يحتفل به كل عام، وفى الأمم المتحدة يتم الاحتفال به عبر تقديم رقصات ومراسم خاصة.

 

وفى إيران يحتفظ الإيرانيون بالتقاليد القديمة التى تعود إلى آلاف السنين وإلى الحضارة الفارسية، حيث يقومون بشراء الملابس الجديدة وتحضير الحلوى، وتشهد الأسواق الإيرانية حركة ونشاطا كبيرين، ومع التدهور الاقتصادى يصطدم الكثيرين بارتفاع أسعار مستلزمات العيد.

 

وتتم حساب بداية العام فلكيا، ويستقبل الإيرانيون العام الجديد بإعداد مائدة تتكون من 7 أشياء تبدأ بحرف السين، وهى "سير" الثوم و"سيب" التفاح و"سكة" العملة نقدية و"سنجد" تمر و"سماق" السماق و"سبزى" الخضراوات و"سمنو" حلوى، وكل منها يرمز إلى رمز معين فى العام الجديد. ويحافظ الإيرانيون على هذه التقاليد منذ القدم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة