د. عبدالعزيز آدم يكتب: أسباب وعلاج الكذب عند الأطفال

السبت، 23 مارس 2019 12:00 م
د. عبدالعزيز آدم يكتب: أسباب وعلاج الكذب عند الأطفال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يولد أحد من البشر وارثا لأى صفة ذميمة، أو حاملا لها من تلقاء نفسه، وإنما يولد كل إنسان صفحة بيضاء، تتشكل سلبا أو إيجابا عبر المعضلات والتحديات والمكتسبات النفسية والأخلاقية، أن ظاهرة الكذب عند الأطفال هى أحد الأمراض السلوكية التى استشرت فى كل المجتمعات شرقا وغربا.

فى شهر فبراير من العام المنصرم قامت جامعة نورث North الأمريكية بعمل دراسة نفسية لظاهرة الكذب عند الأطفال تم نشر نتائجها فى مجلة "علم النفس التجريبي"- وخلصت نتائج هذه الدراسة إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال (اكثر من 70٪) يغيرون الحقيقة أو يختلقون قصص وهمية فى حال تم تعنيفهم أو عدم خلق جو صحى لهم لقول الحقيقة،

وللتعمق بشكل أكبر فى أسباب وعلاج هذه الصفة الخطيرة عند الأطفال يجب أولا أن نعرف صفة الكذب من حيث أنواعها تدرجا فى الخطورة من الأدنى الى الأكثر خطورة:

- أول درجات الكذب عند الأطفال هى إخفاء جزء من الحقيقة؛ مثلا كأن يحدث شجار بين الطفل وزملائه فى المدرسة لدرجة أن يتم معاقبته، ويذكر لوالديه جزء من القصة، كأن يحكى عن هذا الشجار دون أن يذكر أنه قد تم معاقبته.

- ثانيا إخفاء الحقيقة كاملة؛ وأشهر أمثلتها أن يخفى الطفل عن والديه درجات الامتحانات فى حال كونها سلبية.

- آخرها وأخطرها اختلاق قصص وهمية كاذبة.

 

ومن هنا نسرد بإيجاز، دور الأسرة والمعلم فى علاج هذه الصفة إذا ظهرت بشكل مطرد عند الطفل:

أول نصيحة، أن يتعود الأب والأم وكذا المعلم على عدم معاقبة الطفل بشكل مبالغ فيه فى حال قوله الحقيقة، لأن الطفل يلجأ عادة إلى الكذب كأسلوب دفاعى نفسى ليتجنب العقاب، فى حال اخطأ الطفل واعترف بخطئه، يجب أولا أن نشكره على عدم اخفاء الحقيقة، ثم نوضح له تبعات هذا الخطأ بشكل مفصل، على أن ينتهى الحديث بوعد من الطفل بعدم تكرار هذا الخطأ.

يلجأ الطفل أيضا للكذب ليلفت الانتباه له؛ كأن يحكى مثلا بأنه قد قام بعمل بطولات وهمية أو تم تكريمه فى المدرسة- على غير الحقيقة، وسبب ذلك هو إهمال الوالدين أو انشغالهم المفرط وعدم تواصلهم مع الطفل بشكل إيجابي، فيلجأ الطفل إلى الكذب كحيلة لجذب الانتباه.

أهم وأخطر وسائل علاج الكذب عند الأطفال، أن تكون الأسرة ذاتها قدوة للطفل، لأن الطفل يتأثر بشكل رهيب بتصرفات الوالدين سلبية كانت أو إيجابية، فلا يصح أبدا أن يكذب الوالدين أمام الطفل ويطلبان منه عدم الكذب وهما القدوة، إنها حلقة مترابطة وبنيان واحد إذا اختل اساسه، خر هاويا بأكمله، القدوة والتعامل مع الأطفال بشكل سوى وصحى هى مفتاح لحل كل المشاكل السلوكية وكذا النفسية لننشئ جيلا على أسس قويمة نافعا لوطنه ثم أسرته قبل نفسه.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة