لا تزال فوضى عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تهيمن على المشهد السياسى البريطانى لاسيما بعد نزول ما يقرب من مليون شخص أمس السبت، وسط لندن للمطالبة باستفتاء جديد يمنح البريطانيين الكلمة الأخيرة لهذه القضية، وسط مطالبات متزايدة باستقالة رئيسة الوزراء التى فشلت فى تمرير اتفاقها الخاص بالخروج عبر مجلس العموم مرتين متتاليتين.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" عن نواب بارزين فى حزب المحافظين البريطانى الحاكم، أن تيريزا ماى قد تحصل على دعم لصفقتها فى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إذا وعدت بالتخلى عن منصبها، حيث قال نواب إنهم ربما يؤيدون على مضض اتفاق إذا علموا أنها لن تكون مسئولة عن المرحلة التالية من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبى.
وكانت رئيسة وزراء بريطانيا، واجهت رد فعل عنيف بعد بيان انُتقد على نطاق واسع حيث ألقت فيه باللوم على النواب فى أزمة خروج بريطانيا، فى الوقت الذى ذهبت فيه مع زعيم المعارضة، ورئيس حزب العمال، جيريمي كوربين إلى بروكسل لإجراء محادثات منفصلة مع زعماء الاتحاد الأوروبى، الأسبوع الماضى.
وألقت رئيسة الوزراء خطابا من داونينج ستريت أشارت فيه إلى أن النواب كانوا مخطئين لفشلهم فى تنفيذ نتيجة استفتاء الاتحاد الأوروبى لعام 2016، قائلة إن ما حدث كان خطأهم وليس خطأها.
لكن هذه الخطوة أثارت غضب حتى بين نوابها، حيث وصف البعض تصريحاتها بأنها "سامة" واتهموها بتوجيه "ضربة تحت الحزام".
يأتى ذلك فى الوقت الذى تحدثت فيه تقارير صحفية عن خطة أعدها وزراء فى حكومة ماى للانقلاب عليها، حيث كثرت التكهنات باقتراب رحيلها، وسط استقطاب كبير بين صفى حزب المحافظين والعمال نظرا للانقسام بين نوابهما بشأن كيفية الخروج.
ويبدو أن قادة حزب المحافظين بدءوا بالفعل فى اتخاذ خطواتهم ليحلوا محل تيريزا ماى مع تزايد الضغوط من كل صوب، سواء من الداخل أو من الاتحاد الأوروبى، عليها لتحديد موعد مغادرتها لـ "داوننج ستريت" لاسيما مع الفشل فى "الخروج" والاتجاه إلى التأجيل، من خلال الاستعانة بالمادة 50 من معاهدة لشبونة، وسط دعوات متنامية لها بالاستقالة من منصبها وإعطاء الفرصة لغيرها لإدارة هذا الملف المعقد الذى لم توفر هى فيه، حقيقة الأمر، جهدا، حيث عكفت على تنفيذ رغبة البريطانيين والتى عبروا عنها فى استفتاء يونيو 2016.
فى غضون ذلك، شارك مئات الآلاف فى مسيرة وسط لندن للمطالبة باستفتاء جديد على الخروج، ويقول منظمو حملة "دعوا الرأى للناس" أو "Put It To the People" إن أكثر من مليون شخص انضموا إلى المسيرة قبل التجمع أمام البرلمان.
وكانت ماى قالت إنها قد لا تقدم خطتها للخروج للبرلمان للتصويت عليها للمرة الثالثة.
ومن ناحية أخرى، قال المحرر السياسى لصحيفة "صنداى تايمز" إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى تواجه مؤامرة وزارية مكتملة الأركان للإطاحة بها وإن 11 وزيرا قالوا إنهم يريدون أن تستقيل.
وقال تيم شيبمان إن " انقلابا وزاريا كاملا يجرى الليلة لاستبعاد تيريزا ماى من رئاسة الحكومة". ونقل عن وزير لم يكشف النقاب عن هويته قوله" النهاية أصبحت وشيكة، ستذهب خلال عشرة أيام".
وأوضح شيبمان، أن ديفيد ليدينجتون نائب ماى الفعلى أحد المرشحين لأن يصبح رئيس وزراء مؤقتا ولكن آخرين يضغطون من أجل أن يتولى هذا المنصب وزير البيئة مايكل جوف أو وزير الخارجية جيريمي هانت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة