كم مرة اختطفتك "نداهة" اليوتيوب وعزلتك عن الواقع.. للوهلة الأولى تبدو منصة الفيديوهات مكانا الترفيه الأمثل، دون أن ندرك أننا ندخل بأرجلنا إلى دوامة لا تنتهى إلا بانتهاء باقة الإنترنت، علاوة على ما نجنيه من معلومات مغلوطة وبعض خطابات الكراهية والمحتويات العنيفة، وغيرها من الأمور التى طالما تصادفنا خاصة داخل "الموضوعات المتعلقة".
لكن هل فكرت يوما فى الآلية التى تتحكم فى الفيديوهات المتعلقة التى نراها على يوتيوب، والتى تحكم صناعة الترند على المنصة الأشهر فى العالم، وكيف تعرف ما نفكر به؟
هكذا يعرف يوتيوب ما تفكر به
قد تسأل نفسك عن سبب ظهور فيديوهات معينة بجانب الفيديو الذى تشاهده فى الوقت الحالى، كفيديوهات مقترحة، وستزداد دهشتك عندما تجد أن الفيديوهات المقترحة تتعلق بأمر ما كنت تفكر به، مثل الفيديوهات الخاصة بغرف الأثاث للشخص المقبل على الزواج وغيرها، وبالتأكيد هذا ليس سحرا.. إليك كيفية حدوث ذلك؟
خوارزمية الجنّى المطيع
على طريقة جنّى علاء الدين فى تحقيق أمنية مالكه، تأتى خوارزمية يوتيوب لتوفير كل التسهيلات للمستخدمين، وتتوقع ما يبحثون عنه من خلال رصيد طويل من جمع المعلومات عن المستخدمين، لكن فى نفس الوقت يمكن وصفها بأنها "الدبة التى قتلت صاحبها"، فرغم امتلاكها هذا القدر من الذكاء الاصطناعى إلا أنها لا تفرق بين المحتوى الصحيح والمحتوى المضلل عند عرضه فى الموضوعات المقترحة، فبحسب سياسة جوجل فإن الأنشطة التى يجريها المستخدم على جوجل ويوتيوب وكروم تؤثر على نتائج البحث فى يوتيوب والاقتراحات التى تظهر على الصفحة الرئيسية والإشعارات ضمن التطبيق ومقاطع الفيديو المقترحة، دون أن تحدد ما إذا كانت هذه الفيديوهات مفيدة حقا للمستخدمين أم لا.
هكذا تصبح أسيرا للموضوعات المتعلقة
صورة جاذبة وقليل من وقت الفراغ هى الظروف المثالية لتحويلك إلى أسير "المقاطع المتعلقة" التى تظهر على يوتيوب، مع الاعتماد على دافع الفضول الإنسانى الذى يسحبه وراء كل ما هو غريب، خاصة إذا ما اعتمدت هذه الفيديوهات على غرابة الصور أو العنوان، لتجد نفسك فى النهاية داخل دوامة هذه الفيديوهات المتعلقة تنتقل من فيديو إلى آخر بحثا عن معلومة مفيدة أو محتوى جذاب دون أن تدرك حقيقة ذلك.
شاهد قبل الحذف.. فى كل الحالات ستندم
بالتأكيد صادفك هذا العنوان على يوتيوب، ودفعك فضولك لتشغيل مثل هذه الفيديوهات لتكتشف فى النهاية أنها مجرد وهم، دون وجود أى محتوى هادف، بل هو مجرد تلاعب بالعناوين ليس أكثر لـ"جر رجل" المشاهد لفتح الفيديو والحصول على مشاهدات ليس أكثر، وهو ما من شأنه أن يصيبك بالندم فى النهاية لتشغيلك مثل هذه الفيديوهات، فمنطقيا طالما أن يوتيوب سمح بتواجد مثل هذه الفيديوهات على المنصة لفترة من الزمن فلن يقوم بالتأكيد بحذفها بعد ذلك، إذ أن ذلك لن يحدث سوى بطلب رسمى ممن يملكون حقوق ملكية هذا المحتوى.
حصان برأس بطة.. لا تصدق الخرافة
حتما مثل هذه الجملة سمعناها كثيرا فى العديد من الحكايات التى كنا نسمعها من الأجداد ونحن صغاراً، فهى فى الأساس خرافات لا ترقى لدرجة التصديق، لكن القائمين على مثل هذا المحتوى يفضلون التلاعب بأفكار المستخدمين لجذبهم، معتمدين على هذا الموروث الشعبى المرتبط بنوستالجيا الطفولة لدى الكثيرين، الأمر الذى يشارك فيه بعض مستخدمى يوتيوب من خلال عرض مزيد من الفيديوهات تتعلق بمثل هذه الخرافات، فيكفى فقط أن تشاهد فيديو واحد، حتى يبدأ يوتيوب تلقائيا باقتراح الآلاف من الفيديوهات من مثل هذه النوعية عليك، وفى الغالب ستجد مجموعة من الصور المركبة عن طريق برامج تعديل الصور، أو ربما تجد أن الصورة نفسها لا تمت للمحتوى الموجود بأى صلة.
الحلقة المقبلة من المسلسل الفلانى.. بيع الفنكوش الحصرى
على طريقة فيلم "واحدة بواحدة" عندما أراد البطل الإعلان عن سلعة ليس لها وجود تحمل اسم "الفنكوش" نجد الكثير من الفيديوهات المقترحة تحمل عنوان.. الحلقة المقبلة من مسلسل "..." دون أن يكون هناك أى محتوى حقيقى موجود، فى محاولة لبيع الوهم للمستخدمين من أجل حصد مزيد من المشاهدات ليس أكثر، خاصة أن مثل هذه المحتويات غالبا ما تحميها حقوق الملكية وغيرها، لتجد أن الفيديو قد يضم لقطات سابقة من المحتوى، أو ربما يضم محتوى آخر أو ربما مجموعة من الصور الثابتة المجمعة معا.
لماذا تسمح للآخرين بالربح على حساب خسارتك.. احفظ الباقة
لا يعلم كثيرون أن كل دقيقة يقضونها على يوتيوب وينفقون خلالها بعض الميجابايتس التى تمثل خسارة لهم، تتيح لشخص آخر الربح من ورائهم، فبمعادلة بسيطة تقوم على شخص يشاهد أى فيديو وهمى أو غير هادف أو لا يوفر أى محتوى، مضافا إليه خوارزمية يوتيوب التى تقف عاجزة عن التفرقة بين ما هو صحيح وما هو وهمى، يؤدى ذلك فى النهاية إلى انتشار مثل هذه المحتويات بين الكثيرين كفيديوهات مقترحة، لذا هل أنت مستعد للتضحية بباقة الإنترنت الخاصة بك لجعل الآخرين يربحون من بيع الوهم؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة