وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، مساء اليوم الاثنين، على قرار اعتراف رسمى بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وأعطى الرئيس الأمريكى قلم التوقيع على مرسومه الرئاسى الخاص بالإعتراف بسيادة إسرائيلى على هضبة الجولان السورية المحتلة ، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وقال خلال مؤتمر صحفى أن "إسرائيل لديها الحق المطلق فى الدفاع عن نفسها" بما فى ذلك من أى هجوم إيراني محتمل من الأراضى السورية.
وأثار التوقيع ردود فعل دولية مستنكرة، كونها تخالف القوانين الدولية التى تؤكد أن الجولان هى أرض سورية محتلة ، وسبق أن قال مايك بنس، أكد فى وقت سابق، أن ترامب سيعترف رسميا، الاثنين، بالسيادة الإسرائيلية.
وقال بنس في كلمة أمام جمعية "آيباك" المؤيدة لإسرائيل: "اليوم، وللمرة الأولى منذ 52 عاما، بوجود رئيس الوزراء نتنياهو ، إلى جانبه، سيعترف رئيس الولايات المتحدة رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان".
بدوره انتقد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، فى اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى، مايك بومبيو، اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وقال لافروف ، إن توجه واشنطن إلى الاعتراف بإسرائيلية الجولان "يقود إلى انتهاك سافر للقانون الدولى ويعرقل تسوية الأزمة السورية ويزيد الوضع فى منطقة الشرق الأوسط تأزما".
وأثار أعلان الرئيس الأمريكى، الأسبوع الماضى، عزمه على الاعتراف بسيادة إسرائيل على المرتفعات، انتقادات واسعة فى العالم، فيما أكدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى تمسكهما باعتبار المرتفعات أراضى محتلة من قبل إسرائيل منذ حرب 1967.
بدوره قال مصدر رسمى فى وزارة الخارجية والمغتربين السورية ، أن اعتراف الرئيس الامريكى دونالد ترامب ، بسيادة اسرائيل على الجولان اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضى سوريا.
وأكد المصدر السورى - بحسب وكالة سانا - أن القرار يأتى تجسيداً للتحالف العضوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل فى العداء المستحكم للأمة العربية ويجعل من الولايات المتحدة العدو الرئيسى للعرب من خلال الدعم اللامحدود والحماية التى تقدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة للكيان الإسرائيلى الغاصب.
وشدد المصدر السورى ، على أن قرار ترامب يمثل أعلى درجات الازدراء للشرعية الدولية وصفعة مهينة للمجتمع الدولى ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها من خلال الانتهاك الأمريكى السافر لقراراتها بخصوص الجولان السورى المحتل وخاصة القرار 497 لعام 1981 الذى يؤكد الوضع القانونى للجولان السورى كأرض محتلة ويرفض قرار الضم للاحتلال الاسرائيلى ويعتبره باطلاً ولا أثر قانونياً له.
كان رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك ، قد قال إن الاتحاد الأوروبى يتمسك بموقفه من هضبة الجولان رغم تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على المنطقة، التى استولت عليها في حرب1967.
ولا يعترف الاتحاد الأوروبى بسيادة إسرائيل على الجولان ، فيما أعلنت الخارجية الفرنسية ، أن الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان وفقما قال ترامب "سيكون مخالفا للقانون الدولى".
وأضاف بيان الوزارة: "تم الإقرار بأن هذا الوضع باطل ولاغ فى عدة قرارات لمجلس الأمن، بالأخص القرار 497 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وختم البيان بأن "الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، الأرض المحتلة، سيكون مخالفا للقانون الدولى بالأخص، واجب الدول عدم الاعتراف بوضع غير قانوني".
من جانبها، قالت الجامعة العربية إن تصريحات ترامب "خارجة بشكل كامل عن القانون الدولى"، مؤكدة أن "الجولان أرض سورية محتلة".
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية التى تمهد لاعتراف رسمى أمريكى بسيادة إسرائيلية على الجولان السورى المحتل، تعد خارجة بشكل كامل عن القانون الدولى".
كانت إسرائيل قد احتلت مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة فى حرب 1967، وبعد ذلك ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان والقدس الشرقية، فى خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولى ، ويعيش في منطقة الجولان، نحو 20 ألف مستوطن إسرائيلى.