فى إطار ضغوط وحرب شعواء ، تشنها الولايات المتحدة ، ضد الاستثمارات الصينية المتعلقة بمبادرة الحزام والطريق الصينية، لاسيما فى الدول الحليفة لواشنطن، تحدث تقرير لمجلة فورين بوليسى، الأمريكية، عن عمليات تجسس صينية ،على إسرائيل بهدف سرقة أسرار تتعلق بالولايات المتحدة، منتقد تجاهل طويل من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعمليات الاستخبارات التى تقودها بكين وموسكو فى هذا الصدد.
وقالت المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، نشر مؤخرا ، أن هذا الشهر سيقدم مجلس الأمن القومى الإسرائيلى (NSC) توصياته بشأن الاستثمارات الأجنبية فى إسرائيل ، وبسبب حساسية القضية، لا أحد فى مجلس الوزراء مستعد للحديث عن ما وصفته المجلة الأمريكية بـ "فيل فى الغرفة" فى إشارة إلى خطورة أمر ما.
وأضافت المجلة ، من الواضح أن سياسة المراجعة والتقرير يركزان بشكل أساسى على الصين ، وفى العقد الماضى، زادت بكين ، من استثماراتها ومصالحها الاقتصادية والعسكرية فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك إسرائيل. وتقول المجلة ، إن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت سلوك الصين لفترة طويلة، لكنها بدأت فى الآونة الأخيرة فى الاهتمام بالأمر.
وتضيف المجلة ، أنه يتعين على مجلس الأمن القومى التوفيق بين سياستين متناقضتين، وكلاهما مهم للاقتصاد الإسرائيلى ومصالح الأمن القومى. الأولى هى سياسة تبنتها جميع الحكومات من مختلف الأطياف السياسية لعقود وهى تشجيع الاستثمار الأجنبى وخصخصة الأصول والمرافق الوطنية وتوسيع الأسواق الدولية للبضائع الإسرائيلية. وفى السنوات الأخيرة، مثلها مثل العديد من المصدرين الآخرين، نظرت الشركات الإسرائيلية شرقًا إلى الاقتصادات النامية والصاعدة فى آسيا، وخاصة الصين.
وأظه مسح أجراه مجتمع الاستخبارات الإسرائيلى ، أن الاستثمارات الصينية فى الشرق الأوسط ارتفعت بنسبة 1700% بين عامى 2012 و 2017. وقد استثمر الصينيون 700 مليار دولار فى المنطقة. ما يقرب من نصفها في قطاع الطاقة، و 150 مليار دولار فى مجال البحث والتطوير، و 113 مليار دولار فى الصناعة، و 103 مليار دولار فى مجال النقل، و 68 مليار دولار فى المجال العسكرى، و 4 مليارات دولار فى شكل قروض مالية ، و 155 مليون دولار فقط فى صورة مساعدات إنسانية.
أما السياسة الثانية، تقول المجلة، هى الدفاع عن الأصول والبنية التحتية الوطنية والاستراتيجية من السيطرة عليها والاستيلاء عليها من قبل الحكومات والشركات الأجنبية، حتى لو لم تكن معادية لإسرائيل. بسبب اقتصاد التكنولوجيا الفائقة، تواجه إسرائيل أيضًا المشكلة الحساسة المتمثلة فى التجسس الأجنبى وسرقة تقنياتها المتقدمة ودرايتها. وتتهم فورين بوليسى روسيا والصين بتعزيز جهود التجسس داخل إسرائيل فى السنوات الأخيرة، بهدف الوصول إلى كل من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية المملوكة للدولة والخاصة، ومن خلالهما الوصول إلى تلك الأمريكية، الحليف الوثيق لإسرائيل.
وتشير إلى أن الصين استهدفت أكبر مصدرين للسلاح فى إسرائيل وهما Israel Aerospace Industries والشركة المصنعة للأسلحة Rafael، إلى جانب شركة Elbit Systems. الأولى والثانية هما شركات ملوكة للدولة، والثلاث شركات لديهم فروع فى الولايات المتحدة تساعد على تصنيع الأسلحة الإسرائيلية الأكثر تطوراً، بما فى ذلك الصواريخ وإلكترونيات الطيران. هذه التصاميم والأسرار التجارية مطمعا من قبل وكالات الاستخبارات والحكومات فى جميع أنحاء العالم.
ونوهت المجلة ، الى أن التحقيقات التى أجرتها وكالات مكافحة التجسس الإسرائيلية كشفت أن المتسللين الصينيين ، كانوا مهتمين بشكل خاص بعلاقات الشركات الإسرائيلية مع مقاولى الدفاع الأمريكيين. تتعاون الشركات الإسرائيلية مع نظرائها الأمريكيين مثل رايثيون وبوينج ولوكهيد مارتن فى المشاريع المشتركة، والتى تشمل طائرات F-16 و F-35 وأنظمة الدفاع الصاروخى المضادة للصواريخ الباليستية. وتقول فورين بوليسى إن من الواضح أن الصين تنظر إلى إسرائيل على أنها باب خلفى يمكنها من خلاله الوصول إلى البرامج الأمريكية السرية واختراقها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة