قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن القمة العربية العادية هذا تنطلق ولا زالت أزمات المنطقة تنتظر انفراجة تُخفف من عناء الشعوب التى أنهكتها الصراعات، وتستجيب لقلق الرأي العام العربى حيال حالات التفسخ والتفكك التي ضربت بعض الدول العربية، فضلاً عن نهج التربص والانقضاض الذى تنتهجه بعض القوى الإقليمية فى تعاملها مع المنطقة العربية.
جاء ذلك فى كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيرى للقمة العربية الثلاثون، والتى تنطلق يوم الأحد القادم بالجمهورية التونسية.
وأكد أبو الغيط، أن العالم العربى، على ما فيه من مشكلات وما يمر به من أزمات، لا زالت كلمته مجتمعة على قضايا لا تقبل مساومة، أو تحتمل تجميلاً أو مُداهنة.
وشدد على رفض العرب بأن يسمى الاحتلال بغير اسمه. أو أن يُمنح المحتل شرعية لاحتلاله. قائلا: "نقول بصوت واضح إن الجولان أرض سورية عربية محتلة بواقع القانون الدولى، وقرارات مجلس الأمن 242 (لعام 1967) و497 (لعام 1981) التى رفضت الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان".
كما شدد على أن أى إعلان من أية دولة –مهما كان شأنها أو كانت مكانتها- يُناقض هذه الحقيقة لن يُغير من الواقع شيئاً، وليست له حيثية أو أثر قانوني .
وقال أبو الغيط، أنه إذا كان الاحتلال جريمة كبرى، فإن شرعنته خطيئة، وتقنينه عبث بالقانون ومبادئ العدالة .
وتابع:"اجتمعت كلمة العرب أيضاً على دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"
ولفت إلى أن القمة العربية الأخيرة بالرياض اتخذت من القدس عنواناً لها في رسالة لا ينبغي أن يخطئ أحد فهم دلالتها أو يتغافل عن رمزيتها. مؤكدا أنه لا قضية تجمع العرب قدر قضية القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف:"يخطئ من يظن أن أزمات المنطقة صرفت الانتباه عن هذه القضية الجوهرية"
وأكد ألو الغيط إن حالة الاستقواء غير المسبوق التي يسعى الاحتلال إلى تكريسها في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ قمعاً وحصاراً واستيطاناً، لا يكافئها سوى مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة التي جاءت كلها مخيبة للآمال، ومشجعةً للاحتلال على المضي قدماً في هذا النهج الذي يضرب استقرار المنطقة، ويضعف من قدرتها على مواجهة رياح التطرف، دينياً كان أم قومياً.
وقال:"اجتمعت كلمة العرب كذلك على التمسك بالدولة الوطنية، ورفض الانزلاق إلى نفق الطائفية المقيتة أو الميلشياوية المُدمرة أو الاستسلام لجماعات الإرهاب وعصابات الإجرام باسم الدين".
وتابع:"من أجل الحفاظ على الدولة الوطنية وحماية تكامل ترابها، وصيانة سيادتها، فلا حل سوى الدخول في تسويات سياسية حقيقية، سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن، تحفظ للوطن مكانه وللمواطن حقوقه، وتقف حائلاً دون تدخل الآخرين في شئوننا".
وأكد ألو الغيط أن هذا يقتضى من الجميع، ارتفاعاً فوق الأجندات الخاصة، وإعلاء لمصلحة الأوطان. مؤكدا إن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات. وأنه سبيل سوى الحل السياسي والمصالحة الوطنية الشاملة من أجل الحفاظ على وحدة الدول واستقلالها، وصيانة أمنها من شرور الإرهاب والتفتت.
وتابع" أشير بقدر من الارتياح إلى انعقاد القمة العربية- الأوروبية، للمرة الأولى، في شرم الشيخ الشهر الماضي.. ففي ذلك مؤشرٌ على علاقة إيجابية مع التجمعات والتكتلات العالمية الكبرى.. وفي نفس هذا الاتجاه جاء انعقاد الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني في يوليو 2018".
وأعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى انعقاد منتدى التعاون العربي-الروسي في شهر إبريل القادم، وكذا الاجتماع الوزاري العربي-الهندي، والدورة الثانية للحوار السياسي العربي-الياباني بنهاية العام الجاري.
كما علق أبو الغيط، أهمية كبيرة على انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة في الرياض بنهاية 2019، خاصة لما ينطوي عليه البعد الإفريقي من أهمية استراتيجية متزايدة للعالم العربي على أكثر من مستوى.
وتوجه أبو الغيط بالشكر للدكتور ابراهيم العسّاف، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، على ترأس بلاده أعمال القمة العربية للسنة الماضية بالظهران، والتي وصفها بالقمة الناجحة بكل المقاييس، من حيث ترتيباتها وأعمالها وما تمخض عنها من نتائج وقرارات.
كما تقدم بالشكر لخميس الجهيناوي، وزير الشئون الخارجية للجمهورية التونسية، على حسن الإعداد والاستقبال وكرم الضيافة لاستضافتها القمة العربية القادمة.