يوم عصيب جديد تعيشه بريطانيا مع إجراء البرلمان تصويت مهم على خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماى للبريكست، وهو التصويت الذى سيتوقف عليه مصير ماى السياسى بعد أن قالت إنها ستتنحى فى حال موافقة البرلمان، كما أن نتيجته قد تحل كثير من الغموض والتعقيد المحيط بعملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أو تزيد منه.
فى السطور التالية، نرصد أهمية هذا التصويت وأسبابه وتأثيره على عملية البريكست..
علام يصوت البرلمان البريطانى اليوم؟
لن يصوت البرلمان على كلا القسمين فى خطة تيريزا ماى التى تفاوضت عليها مع الاتحاد الأوروبى، وهما اتفاق الانسحاب والإعلان السياسى، وهما وثيقتان مختلفتين. فالأول يعد اتفاقية ملزمة قانونا تحدد كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد، بينما الثانى غير ملزم وهو بيان بسيط بالأهداف المتعلقة بالعلاقة المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد بعد البريكست. وسيصوت مجلس العموم اليوم فقط على اتفاقية الانسحاب.
لماذا يقتصر التصويت على اتفاقية الانسحاب؟
كان التصويتان السابقان على خطة ماى للخروج يشتمل الجزءين. وجاء قرار ماى لطرح اتفاقية الانسحاب فقط للتصويت نتيجة مباشرة لحكم من المجلس الأوروبى الأسبوع الماضى، حيث قال المجلس الذى يتكون من رؤساء الدول الأعضاء فى الاتحاد إنه مستعد لتأجيل البريكست حتى 22 مايو فقط لو وافق البرلمان على اتفاق الانسحاب هذا الأسبوع، ولم يقل الموافقة على الإعلان السياسى.
وترغب الحكومة البريطانية فى التمسك بخيار 22 مايو لأن البديل الأكثر احتمالا هو تأجيل طويل للبريكست.
كما أن الموافقة على الإعلان السياسى ستكون مطلوبة قبل رحيل بريطانيا عن الاتحاد، إلا أن الوزراء يراهنون على أنهم يستطيعون سد الهوة فى موعد لاحق.
والسبب الثانى للتصويت على اتفاق الانسحاب فقط هو حكم رئيس مجلس العموم جون بيركاو بأن الحكومة لا يمكنها أن تطالب بتصويت آخر على اتفاق لم يتغير.
هل من المرجح أن يوافق البرلمان على اتفاق الانسحاب؟
لا، فرغم الجهود المكثفة والتنازلات الجديدة التى قدمها وزراء الحكومة إلا أن حزب الديمقراطى الإيرلندى لا يزال يرفض التصويت لصالح الاتفاق. ولا يزال يعارض الاتفاق أيضا 20 من النواب المحافظين، وسيصوت حزب العمال المحافظ ضد خطة الخروج المقترحة. ورغم أن انتقاداته الرئيسة للإعلان السياسى إلا أنه يقول إنه لا يمكن تقسيم الوثيقتين.
ماذا سيحدث لو فازت ماى؟
لو وافق مجلس العموم على الإعلان السياسى، وهو أمر غير متوقع، فإنها ستحصل على موعد حتى 22 مايو، كما حدد المجلس الأوروبى لإتمام البريكست بتأمين موافقة البرلمان على الجزء الثانى من خطتها الخاص بالإعلان السياسى. وهو ليس بالمهمة السهلة نظرا للانقسام الشديد فى البرلمان حول مدى العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى بعد البريكست. إلا أن المعارضة الأقوى لماى من داخل حزبها وشركائها فى الحكومة تتعلق بمسألة الحدود الإيرلندية.
ولو حصلت ماى على موافقة البرلمان على الاتفاق السياسى، سيسمح هذا للحكومة بتقديم مشروع قانون الانسحاب الذى يطبق بنود الاتفاق، ليجعل هذا بريطانيا أقرب للانفصال عن الاتحاد الأوروبى بحلول 22 مايو.
كما أن مستقبل ماى السياسى متوقف على ما سيحدث اليوم. حيث أعلنت أنها ستتنحى لو وافق البرلمان على خطتها للبريكست. وتصويت مجلس العموم لصالح اتفاق الانسحاب سيجعل هذا قريبا جدا.
وماذا يحدث لو خسرت ماى؟
لن يتغير الكثير على الأرجح، حيث ستضطر بريطانيا، وبموجب حكم المجلس الأوروبى، إلى الانسحاب بدون اتفاق أو تقديم خطة بديلة قبل 12 إبريل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة