تعمل البنوك المركزية على مستوى العالم على رفع مستوى تأمين فئات النقد التى تصدرها، وذلك لمواكبة المعايير الدولية فى هذا الشأن، إلى جانب الحفاظ على الظهر الحضارى للعملة المحلية، ويرصد "اليوم السابع" كيف تطورت علامات تأمين البنكنوت المصرى على مدار 50 عامًا.
وتطورت عملية طباعة البنكنوت، لتصل حاليًا إلى فئات النقد البلاستيكية التى تعد الأطول عمرًا والأكثر تحملًا لمعدلات التداول المرتفعة، والتى ينوى البنك المركزى المصرى طرحها خلال العام القادم 2020، وهو الخبر الذى انفرد به "اليوم السابع" قبل أسابيع.
وتتولى عملية طباعة العملة المصرية الورقية بفئاتها المختلفة مطبعة البنك المركزى – دار طباعة النقد – المتواجدة فى حى الهرم، بمحافظة الجيزة، والتى تخضع لعمليات تأمين معقدة.
وتتكون فئات البنكنوت المحلية من العملات الورقية حاليًا فئات " الربع جنيه والنصف جنيه والجنيه، و5 جنيهات و10 جنيهات و20 جنيهًا و50 جنيهًا و100 جنيه و200 جنيه"، ويتم تحديث العناصر التأمينية لها على فترات زمنية ليست بعيدة، ويتم طباعتها عن طريق البنك المركزى المصرى، بينما يتم إصدار الفئات المعدنية من فئات الـ25 قرشًا و50 قرشًا و1 جنيه، عن طريق مصلحة سك العملة التابعة لوزارة المالية.
وتعتبر دار طباعة النقد بالبنك المركزى المصرى من أعرق دور طباعة النقد فى الشرق الأوسط وأفريقيا فقد تم تأسيسها فى الستينيات من القرن الماضى وتم افتتاحها للإنتاج عام 1967 ليتم طباعة أوراق النقد المصرى داخل جمهورية مصر العربية وليس بخارجها واعتمادًا على الكوادر الفنية المدربة على هذا النظام الجديد فى آنذاك الطباعة وتشمل الأوفست والغائرة.
وتم اختيار مكان الدار ليكون بجانب الأهرامات بالجيزة حيث إن الدار تمثل الحضارة المصرية، وقد روعى فى إنشاء مبنى الدار إن يكون تحفة معمارية حيث انه على شكل تمثال أبو الهول فمبنى الإنتاج هو الجسم والإدارة هى وجه التمثال.
ومن المقرر أن يبدأ العمل فى دار طباعة النقد الجديدة التابعة للبنك المركزى المصرى فى العاصمة الإدارية الجديدة خلال العام القادم 2020.
وبدأت دار طباعة النقد بإنتاج القوالب المجمعة بالخارج واستنساخ لوحات الطباعة منها بالدار عام 1967 والطباعة بالدار، وفى عام 1983 بدأت دار طباعة النقد بإنتاج قالب الوحدة الواحدة من الخارج وتجميعه وإنتاج القالب المجمع واستنساخ اللوحات منهم والطباعة داخل دار طباعة النقد.
وفى عام 1993 بدأت دار طباعة النقد بإنتاج أول عملة مصرية بالكامل وهى فئة الـ 50 جم بداية من التصميم حتى إنتاج اللوحات والطباعة، وفى عام 2003 تم طرح تصميم جديد من فئة 10 جم تم إعداده بالكامل بدار الطباعة من التصميم وإنتاج اللوحات حتى الطباعة والتشطيب.
وشهد عام 2007 إصدار فئة جديدة هى 200 جم بالمقاس الكبير (8 × 17.5 سم)، وفى عام 2009 تم تعديل المقاس ليصبح (7.2 × 16.5 سم)، وبدأت دار طباعة النقد بخط انتاجى واحد ويتم تشطيب البنكنوت يدويًا وحاليًا يوجد بالدار خطين للإنتاج ويتم التشطيب آليا بالإضافة إلى اليدوى، وتقوم دار طباعة النقد أيضا بطباعة جميع الوثائق المؤمنة مثل جواز السفر وشهادات التعليم وشيكات البنوك وذلك استكمالًا لدورها القومى فى حماية المستندات الهامة ضد التزوير والتزييف.
ونظرًا لأهمية المنتجات المنوط بها دار الطباعة فإنها تقوم بصفة دورية بتأهيل جميع الكوادر الفنية فى طباعة أوراق النقد والأوراق المؤمنة بصقل وزيادة كفاءة هؤلاء الأفراد بها لمواكبة التطور الحديث وإضافة جميع العناصر التى من خلالها يصعب تزوير وتزييف هذه المنتجات .
وعلى مدار 50 عامًا تطورت عناصر التأمين البنكنوت، وبدأت بوضع علامة مائية موحدة لجميع الفئات، وإضافة الشرائط التأمينية، وإضافة عناصر متغيرة بصريًا فى أحبار الطباعة، وإضافة عناصر ضد التصوير الملون لكافة الفئات، ووضع علامة مائية (عام 2012 ) مخصصة لكل فئة على حدة، وجارى حاليًا دراسة إضافة عناصر تأمينية متطورة مثل تغيير الشرائط التأمينية الحالية بأخرى أكثر تطورًا وأكثر صعوبة فى التقليد والتزييف، وإضافة عنصر الحركة إلى العناصر المتغيرة بصريًا، وكذلك إضافة عنصر تأمينى ضد المسح الضوئى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة