استسلم وزير العدل الأمريكى، لضغوط الكونجرس المكثفة بشأن الكشف الكامل عن نتائج تقرير تحقيق المحقق الخاص فى قضية التدخل الروسى، المزعوم، فى انتخابات الرئاسة 2016، بعد أسبوع من الدعاية المضادة التى تركزت على التشكيك فى نزاهته من قبل الديمقراطيين والإعلام الأمريكى.
وأعلن وزير العام الأمريكى، وليام بار، أن تقرير نتائج تحقيق المحقق الخاص، روبرت مولر، فى قضية التدخل الروسى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، سيتم نشره بحلول منتصف أبريل، مضيفًا أن البيت الأبيض لن يطلع عليه قبل إرساله إلى الكونجرس.
وقال فى رسالة بعثها إلى رؤساء اللجان القضائية بالكونجرس، الجمعة،: "سيتمكن الجميع قريبًا من قراءته (تقرير مولر)".
و بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن بار أوضح فى رسالته أن المدعون العامون فى مكتب المحقق الخاص وغيرهم من المسؤولين عن إنفاذ القانون، يبحثون تنقيح التقرير من اى معلومات حساسة قبل إصداره، بما فى ذلك شهادات هيئة المحلفين الكبرى السرية والمواد السرية والمعلومات الخاصة بالتحقيقات الفيدرالية المستمرة،.
وقال إن التقرير، الذى يغطى حملة موسكو لتخريب السباق الرئاسى لعام 2016، والتحقيق فى حقيقة تآمر أى من أعضاء حملة الرئيس دونالد ترامب وما إذا كان الرئيس قد عرقل التحقيق، يتكون من ما يقرب من 400 صفحة، بالإضافة إلى الملاحق. وأشار إلى إنه يعتزم الإدلاء بشهادته فى الكابيتول هيل أوائل مايو، بعد وقت قصير من نشر التقرير، لمناقشته مع المشرعين.
يأتى إعلان بار بعد دعوات وضغوط قوية من الكونجرس لكشف التقرير كاملا، غير مكتفيين بالإفادة التى قدمها من 4 صفحات والتى تبرأ ترامب أو ايا من أعضاء حملته من تهمة التواطؤ مع روسيا. ومرر مجلس النواب مشروع قرار بالإجتماع يطالب بكشف التقرير، لكن الديمقراطيون يدعو ايضا لإرسال ملفات التحقيق.
ولم يكتف الديمقراطيون بالإفادة المكونة من أربع صفحات التى قدمها بار، بعد يومين من تسلمه التقرير، والتى أشار فيها إلى أن المحقق الخاص لم يوجه اى إدانة لترامب أو دائرته بشأن التواطؤ مع روسيا، كما لم يعرقل العدالة. لكن هذا الاستنتاج أثار إدانة سريعة من الديمقراطيين الذين اتهموا وزير العدل بالتدخل والألتفاف على ما جاء بالتقرير.
وقال بار إن رود روزنشتاين، نائب المدعى العام، وافق على استنتاجه بشأن مسألة عرقلة سير العدالة، لكنه أشار إلى أن مولر، فى حين أنه رفض إصدار حكم بشأن هذه القضية فإنه لم يقم صراحةً بتبرئة الرئيس. لكن استغل ترامب بالفعل النتائج التى توصل إليها بار كإثبات، وأعلن خلال تجمع مع أنصاره، الخميس فى ميشيجان، أن السحابة التى كانت معلقة على رئاسته قد رحلت أخيرًا.
لكن الديمقراطيون الساعون إلى أى خيط لتوريط خصمهم فى البيت الأبيض، رفضوا الاستسلام ورفضوا حتى رسالة بار الأخيرة، حيث قال جيرولد نادلر، النائب الديموقراطى ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب، فى بيان ردا على خطاب بار: "يطلب الكونجرس تقرير مولر الكامل، دون إجراء تنقيحات، وكذلك الوصول إلى الأدلة الأساسية".
وألقت صحيفة نيويورك تايمز، المعروفة بهجومها على ترامب، بشكوك بشأن المعلومات التى يمكن للعامون فى وزارة العدل إخفائها من التقرير قبل إرساله إلى الكونجرس. وأضافت أنه ليس من الواضح ما إذا كان بار أو غيره من المسؤولين المعينين سياسياً سيكونون جزءًا من عملية التنقيح هذه.
وبدأ الديمقراطيون فى مجلس النواب بالفعل فى تصوير نتائج تحقيق مولر كنقطة انطلاق لتدقيقهم لترامب. وفتحوا تحقيقات فى حملة ترامب ومعاملاته التجارية قبل توليه المنصب وبعده، وتلوح فى الأفق تحقيقات أخرى، بما فى ذلك تحقيقات تتعلق بلجنة تنصيب ترامب ودوره فى دفع مبالغ نقدية خلال الانتخابات للنساء اللائى زعمن علاقات جنسية معه خارج نطاق الزواج. ونفى ترامب هذه الأمور، رغم أنه أصر على أن المدفوعات كانت معاملات خاصة لا تنتهك أى قوانين.