ليس غريبا أن يطلق عليهم أصحاب القدرات الخاصة بدلا من ذوى الاحتياجات الخاصة، فعلى مر الأيام يثبتون أنهم يتحدون بإرادتهم وعبقريتهم وقدراتهم الفريدة للإعاقة أيًا كان نوعها، واستطاعوا أن يطوعوا هذه الإعاقة لصالحهم فأصبحت نعمة وليس نقمة، وبطل قصتنا لم يفقد طرفا من أطرافه أو عضوا من أعضاء جسده يمكن الاستعاضة عنه بآخر صناعى ولكنه فاقد لنور عينية وإن كان فقد بصره فلم يفقد بصيرته إنه المهندس الشاب الكفيف " المعتز بالله عبد النبى الذى تخصص فى مجال من أصعب المجالات والذى يعتمد بشكل كبير على بعض التعقيدات والتدريبات واستخدام مئات الأوامر والبرامج إنه مجال الكمبيوتر بل لم يتوقف عند حد التعلم فقط فأصبح مدربا ماهرا والأغرب أيضا أنه يدرب المبصرين والمتابع لتحركاته داخل أروقة التدريب وتعليماته وشرحه للبرامج يعرف جيدا أنهم أصحاب قدرات خاصة.
التقى "اليوم السابع" بـ"المعتز بالله عبدالنبى" الذى تحدث قائلا: إنه ولد بمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط ولم يكن مصابا بفقد بصره ولكن نتيجة خطأ طبى فى سن مبكر من عمره وأثناء إجراء عملية جراحية بعينيه فقد بصره بالكامل، وكنت وقتها فى أشهر عمرى الأولى وكان الأمر بالنسبة لوالدى ووالدتى غاية فى الصعوبة فى البداية ولكنهما قررا بعد ذلك أن يهزما إعاقتى فوقفا بجانبى، وأدخلانى للتعليم والتحقت بالأزهر الشريف حتى حصلت على ليسانس كلية أصول الدين، والدعوة قسم الدعوة والثقافة الإسلامية سنة 2010، وسهرا على تعليمى وكانت المعاملة بالنسبة لى معاملة من نوع خاص لم أشعر فى وقت من الأوقات بأننى كفيف أو نهرانى مثلا لأننى خربت شيى دون قصد بل كانا مبهوران بتدخلى فى الفك والتركيب وإصلاح الأجهزة بالمنزل والوقوف بجانب أى صنايعى أو كهربائى يدخل منزلنا وكل ذلك كان له دور كبير فى حياتى ونمو شخصيتى، حتى أصبحت أملك شخصية تتخذ القرار لا تتكل على الآخرين فى كل شىء وأصبح تدخل المحيطين بى لمساعدتى فى أضيق الحدود حتى أنهم عندما وجدوا اهتمامى بالكمبيوتر هم من قاموا بالبحث عن دورات تناسب حالتى واشتركوا لى وبدونهما ما كنت الآن وما كنت استطيع إنجاز أى شىء والفضل الأكبر لهما فيما وصلت إليه.
وأكمل عبد النبى وجدت هوايتى فى تعلم الكمبيوتر عندما كنت أتابع أحد الأقارب الذى كان يعلم إخوتى الكمبيوتر فكنت أجلس استمع إلى المصطلحات الخاصة بهذا الجهاز الغريب المثير بالنسبة لى وكان عندى شغف كبير فى الإلمام بكل ما فيه وكنت دائم الأسئلة عن أى مصطلح أسمعه وفى عام 2014 سمعت عن دورات تدريبية للمكفوفين بالمحافظة، وسافرت لهذه الدورة لمدة 15 يوما تعلمت خلالها حفظ لوحة المفاتيح، وبعض المعلومات عن بعض البرامج ثم بدأت فى البحث عن برامج وعن كل ما يخص الكمبيوتر للمكفوفين عن طريق الانترنت وعن طريق بعض المحاضرات التى كنت اتابعها وأدرسها وأبدا فى تطبيقها وأخذت قرار أن أستمر فى تدريب نفسى، وكنت أتابع على الانترنت مع بعض الأصدقاء والمدربين المكفوفين وكونا مجموعة للتواصل والتدريب حتى تمكنت والحمد لله من تكوين حصيلة علمية غيرت مجرى حياتى ولاحظ الكثيرون تقدمى فى تعلم الكمبيوتر حتى استعانت بى احدى الجمعيات الجمعيات الأهلية بمركز أبو تيج لتدريب بعض الأشخاص مبصرين وذوى إعاقة حتى تم الاستعانة بى لتدريب مجموعة من العاملين بالدولة داخل ديوان عام محافظة أسيوط ومنها التحقت بالمركز التعليمى لنظم المعلومات التابع للمنطقة الجنوبية العسكرية بأسيوط وأعمل مدرب فيه منذ عام 2013 للأشخاص ذوى الإعاقة البصرية وأيضا أقوم بتدريب مجموعات من المبصرين وحتى الآن ومن أجمل الدورات التى قمت بالتدريب عليها منحة من اجل فرصة عمل أفضل حيث كان لها هدف جميل لأننا كنا ندرب الناس على المهارات التى لابد أن يدخلون بها سوق العمل ويستطيعوا أنهم يكونوا كوادر مفيدة فى أعمالهم.
وأضاف عبد النبى أقف عند حد التدريب فقد كان لى دور فى العمل الاجتماعى حيث اعمل نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الابتسام للأشخاص ذوى الإعاقة، وتنمية المجتمع بمركز ساحل سليم وأقوم بعمل دورات وتدريبات وندوات تناقش حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والتعريف على القانون واللائحة التنفيذية الجديدة للقانون والإتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة وأتطلع إلى الوصول إلى أن أكون واحدا من المعدودين على مستوى الجمهورية فى التدريب وأناشد كل أصحاب الإعاقة البصرية عدم الاستسلام للإعاقة وندب الحظ بل اعتبارها دافع للاختلاف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة