تسميم الأفكار وتلويث عقول شباب المدارس، خاصة فى المرحلة الثانوية، هو هدف جماعة الإخوان الإرهابية فى الوقت الراهن، التى تحاول أن تغرس أفكارها المتطرفة فى عقول جيل جديد من الشباب، خاصة المراهقين وطلاب المراحل الثانوية والجامعية، مستغلين فى ذلك أماكن تواجد وتجمع الشباب مثل المدارس والجامعات والمساجد لاسيما الزوايا التى يتم بنائها بطريقة عشوائية، لبث أكاذيبهم وأفكارهم المتطرفة.
وفى هذا الإطار أكد الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الدينى، والمتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، على أنه تم تكليف مديرى مديريات الأوقاف بإعادة حصر الزوايا الموجودة فى كل مديرية على مستوى مصر، على أن يتم الانتهاء من حصر هذه الزوايا خلال شهر مارس الجارى، ومن ثم وضع معايير لتقنينها مثل القرب المكانى بينها وبين المساجد فلا يعقل أن يتم فتح زاوية للصلاة وهناك مسجد لا يبعد عنها سوى بـ 500 متر، وكذلك الكثافة السكانية فى المنطقة المتواجد بها الزاوية.
وأشار طايع، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إلى أن الوزارة لا تمنح تراخيص للزوايا، لذلك خاطبنا وزير التنمية المحلية، ووزير الإسكان والمجتمعات العمرانية لعدم السماح بفتح أى زوايا أسفل العمارات، أو بينها، أو بأى طريق من الطرق دون تصريح كتابى مسبق من وزارة الأوقاف، مع حتى لا نصير إلى عشوائية فى فتح الزوايا أو توظيفها لأغراض لا تتفق ونشر الخطاب الدينى الوسطى الرشيد، مؤكدًا أن نظام إنشاء الزوايا غير متواجد فى أى دولة سوى مصر.
وتساءل الدكتور جابر طايع، ما الفائدة من إنشاء زاوية للصلاة طالما أنه بجوارها مسجد أو جامع كبير وربما أكثر مسجد، قائلًا:"على العكس تمامًا فوجود هذه الزوايا بجوار المساجد يساعد على تفتيت الخطاب الدينى وجعل الزوايا أقرب إلى أن تكون مركز دروس خصوصية وانتشارها بكثرة يجعل من الصعب الرقابة عليها وتوفير إمام وخطيب لهذا الكم الهائل من الزوايا".
فيما أكد اللواء عبد الحميد خيرت، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، على أن جماعة الإخوان الإرهابية متواجدة الآن فى أماكن كثيرة وتسعى إلى إعادة تكوين التنظيم من جديد من خلال عدة نشاطات من بينها استغلال الزوايا فى نشر فكر التنظيم فى عقول الشباب، خاصة طلاب المدارس الثانوية، مطالبا الدولة بأن تقنن هذه الزوايا وتضعها تحت رقابة الجهات المسئولة، وكذلك إعادة النظر فى الجمعيات التى تم إشهارها بكثرة فى عام 2012.
وأضاف خيرت، لـ"اليوم السابع"، أنه لكى يتم مكافحة التطرف لابد من السيطرة على منابر الدعوة للتطرف، والمشكلة فى زوايا الصلاة أنها لا ضوابط، ولم يكن لدى وزارة الأوقاف القدرة على تغطية كل هذه الزوايا، لأن هناك شروط لضم أى مسجد للأوقاف.
وأشار وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، إلى أن هذه الزوايا متروكة لأى شخص يعتلى المنبر فيها، سواء كان إخوان أو سلفى أو غير ذلك، وبالتالى أصبحنا أمام ظاهرة فى منتهى الخطورة، قائلًا:"معظم العناصر الإرهابية حينما كان يتم استجوابهم عن حركاتهم وتاريخهم نكتشف أنهم خريجى هذه الزوايا وتتلمذوا على يد زعمائهم بداخلها، وبالتالى لا يمكن مكافحة التطرف دون تجفيف منابر الدعوة هذه التى تخرج عن سيطرة الدولة"
وأكد خيرت، على أن الجماعة تبدأ بالسيطرة على الزاوية من خلال وضع إمام منها وخطيب، ثم تبدأ فى إعطاء دروس دينية بعد الصلوات تتحدث فيها فى أمور الدين بشكل عام ثم تبدأ فى الأنشطة مثل الرحلات وتقسيم الحاضرين للدروس إلى مجموعات وعمل مسابقات فيما بينهم حتى ينخرطوا فى أنشطة الجماعة، ثم يتم تنقيح وفرز هذه المجموعات واختيار الشباب الذين لديهم ميول للانضمام للجماعة والتحدث إلى كل واحد بشكل فردى"، مضيفًا: "الجماعة الآن تحاول رأب الصدع فى صفوفها وإعادة بناء التنظيم من خلال ضم جيل جديد من الشباب يكون امتداد للجماعة"
وشدد خيرت، على أن من يروج لفكرة عدم تواجد الإخوان الآن أو اختفائهم هو خاطئ ويحقق ما تريده الجماعة التى تسعى لإيهامنا بذلك، وهى فى الوقت نفسه تعيد بناء نفسها، ولكن فى الخفاء فهم لا يمارسون عمل عام مثلما كان يحدث قبل 2013، بدليل الضربات الأمنية التى تتلاحق على أفراد التنظيم ويتم القبض عليهم بشكل دائم سواء فرادى أو جماعات.
واختتم وكيل جهاز مباحث أمن الدولة السابق، بالإشارة إلى ظاهرة جديدة قائلا:"هناك ظاهرة جديدة فى التجمع والمدن الجديدة، وهى أنه لا يتم بناء زوايا ولكن يتم تحويل الجراجات إلى زوايا، وبالتالى فقدنا السيطرة على المناطق الجديدة التى كان من المفترض أن نتلافى فيها كل الأخطاء فى المناطق السابقة"، مؤكدا أن المسئول عن انتشار الزوايا بهذا الشكل وخاصة فى المدن الجديدة هو فساد المحليات، لأنهم يغضوا الطرف عن هذه الممارسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة