صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، دراسة جديدة للدكتور عصام محمود، تحت عنوان "اللسانيات الحاسوبية العربية"، هو كتاب يحاول من خلاله المؤلف الوقوف على أوجه الاستفادة الممكنة فى هذا المجال، مع إلقاء الضوء على التقنيات العربية فى مجال علاقة اللغة العربية بالحاسوب، ساعيا إلى ربط الماضى بالحاضر، واستشراف المستقبل.
ويناقش المؤلف فى مبحث عن اللغة الشفاهية واللغة الكتابية، وناقشت فيه تعريف اللغة الإنسانية وقارنت بينهما، وأنواع اللغة الإنسانية والروابط التى تجمع بين اللغات البشرية والحاسوبية وأهم السمات الخاصة بكل لغة والمصطلحات اللغوية الحاسوبية.
ويتوقف الكتاب عند مصطلح اللسانيات الحاسوبية، وتكلم فيها عن أهميتها فى مجال البحث الحاسوبى فى اللغة العربية، والهدف من دراستها وأهم موضوعاتها وطموحات البحث اللسانى فى مجالها، وما تحقق منها وما لم يتحقق، كما تكلم عن مستويات تحليل اللغة من خلال الحاسوب، ومدى ما حققه الحاسوب فى هذه المستويات.
وتطرق الكتاب أيضا إلى رسم الحروف العربية، وتكلم فيه عن رسم الحرف العربى ومشكلاته فى الحاسوب، وخصائصه التى لا توجد فى الموازى الأجنبى خاصة الإنجليزى، وصور رسم الحرف العربى المختلفة، ومشكلة الخطوط العربية فى الحاسوب وعدم توافرها وكيفية معالجة هذا الأمر.
كما خصص الكتاب جزء عن النشر الإلكترونى، وكيف ساهم ذلك فى تراجع وسائل النشر التقليدية الأخرى، مثل التلفزيون والصحف الورقية، فى ظل التقدم التكنولوجى، وكيف أثر ذلك فى مجال النشر العلمى والإبداعى، وما كان المبدعون يعانونه من صعوبات فى نشر رواية أو قصة أو قصيدة شعرية.
ويرى المؤف أن ثورة المعلومات الثقافية طرحت مجانا، وأثرت بصورة كبيرة فى مجال النشر عامة والعلمى بصفة خاصة، وفى مجال النشر العام أصبح انتقال الخبر بواسطة الإنترنت هو الأساس فى مجال النشر، كما كان سببا فى مواجهة الصعوبات التى كانت تقف ضد رغبة كثير من الكتاب فى الانتشار والوصول إلى أكبر عدد ممكن من القراء، حيث أصبح مع بداية النشر الإلكترونى يجد الكاتب أن عمله تم الاطلاع عليه من آلاف القراء، ويتابع ردود الأفعال والتعليقات، ويمكنه الرد والتعليق على ردود القراء.
وأوضح الكتاب أيضا بعض عيوب النشر الإلكترونى والتى تتمثل فى احتياج القارئ إلى أجهزة تقنية خاصة لقراءة هذه الكتب، وأحيانا يكون فى احتياج برمجيات خاصة للعمل مع الأجهزة المتاحة حتى وإن كانت حديثة، أما من الناحية الأدبية والفكرية، فيمكن لأى شخص أن يحصل على الكتاب الموجود على شبكة الإنترنت، وإذا لم يكن الكتاب مطبوعا من قبل فى شكل نشر ورقى يمكن لم قام بتحميله الاستيلاء عليه، ونسبه إلى نفسه، كما أن الفضاء الواسع للحصول على المعلومات حقق إغراء وجعل البعض يستغلوا بصورة سلبية وقاموا بالاستيلاء على أعمال ونسبها إلى أنفسهم فيما يعرف بالسرقات العلمية.