لا تكاد تمر مناسبة، إلا ويظهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان متفاخرا بالمشروعات التى يقول إن حكومته تعمل بكد على إتمامها، ومن بينها مطار اسطنبول الجديد، إلا أن هذا المشروع الذى ظل حلما يراود أردوغان قد تحول إلى كابوس على ما يبدو فى ظل التأجيلات المستمرة وانسحاب المقاولين الذى بات يهدد المطار كله.
وفى تقرير لها، قالت مجلة "المونيتور" الأمريكية إن أردوغان افتتح المطار الجديد فى حفل أقيم فى 29 أكتوبر الماضى فى الذكرى الخامسة والتسعين لتأسيس الجمهورية التركية، بهدف أن يصبح هذا المطار أكبر مركز فى العالم عند تشغيله بالكامل.
إلا أن هذا المطار يظل لغزا حتى اليوم، فقد تم تحديد موعد لفتح المطار فى ديسمبر الماضى، وفى يناير تم إعلان موعد جديد فى الثالث من مارس، وفى منتصف فبراير، حدث تأجيل أخر حتى إبريل، وبرغم كل الجهود، عانى المطار من العديد من الرحلات التى تم إلغاؤها وحتى إيقاف مؤقت، كما تشير بعض التقارير إلى أن المقاولين ينسحبون من المشروع.
ونقلت المجلة عن موظف رفيع بشركة الخطوط الجوية التركية قوله إن هناك حاجة إلى منشآت للطائرات ومبان لخدمات التموين، ولا يقترب الإنشاء من الانتهاء، ولا نعرف متى سيحدث هذا، وليس من الممكن تشغيله بالكامل قبل أن يتم الانتهاء من هذه المرافق.
وتقول المونيتور إن تلك التأجيلات ليست محرجة فقط، ولكنها تشير أيضا إلى سوء إدارة الحكومة التركية للتخطيط على المستوى القصير، فأصبح المطار الذى كان يتوقع أن يكون نصبا للنصر إلى مشكلة ضخمة.
وتقول المونيتور إن المهندسين والنواب المعارضة وممثلى عمال المشروع الذين تحدثت معهم انتقدوا جميعا
موقع
المطار منذ البداية، لكن لم يؤخذ صوتهم فى الحسبان، وأشاروا إلى سببين رئيسيين للتأجيل، والتى يمكن أن تسبب مشكلات خطيرة لو تم تشغيل المطار بالكامل وهما التخطيط السىء والانهيار المالى.
كما أن موقع المطار خطأ لأسباب اقتصادية وبيئية وأخرى لها علاقة بالبنية التحتية، فوفقا للفيديو، التمهيدى الرسمى للمشروع، كانت الأرض التى اختيرت للمطار موقع مناجم فهى لها أسطح غير مستوية وأراضى رطبة وكثبان رملية ساحلية، وتطلب الأمر 750 مليون متر مكب من التربة لملئها، وهو ما أثار قلق الخبراء بشأن متانة الموقع، كما قال أحد المهندسين إن الأرض غير مستوية ويقام المطار على أرض رطبة، ولا يوجد ما يكفى من التربة فى العالم لملئها بشكل يجعله آمن.
وقالت المونيتور إن كل المهندسين الذين تحدثت إليهم أكدوا على أنه كان ينبغى إنشاء مركز للأرصاد الجوية قبل بناء المطار، فالمنطقة المختارة عرضة لرياح قوية وضباب حوالى ثلث العام، وهذا خطر على الرحلات الجوية والهبوط والإقلاع، وقد ساهمت تلك الظروف فى وفاة العديد من العمال.
ويقول أحد العاملين السابقين فى المطار إنهم لا يعرفون كم من العمال فقد حياته فى ظل التعاقد مع العديد من المقاولين الفرعيين، لكنه عندما بدأ العمل فى عام 2016، كانوا يتوقفون عن العمل لأن سرعة الريح أقوى من 45 كيلومتر فى الساعة، ومع اقتراب الموعد النهائى، كان العمال يضطرون للعمل فى ظروف غير آمنة وصلت فيها سرعة الريح من 65 إلى 70 كيلومتر.
واتهم علماء البيئة القائمين على المشروع بالإضرار بالبيئة حيث يتواجد فى طريق هجرة الطيور الرئيسية مما يعرض الطيور للخطر، ويزيد من احتمال دخول الطيور فى محركات الطائرات، مما يهدد سلامة الرحلات الجوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة