اعتاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب استخدام تكتيكات غير معتادة، وغالبا ما تكون خارج نطاق النزاهة السياسية، لاستهداف خصومه وانتقادهم ومحاولة النيل منهم.
ويبدو أن ترامب عازم على مواصلة استخدام هذا التكتيك فى معركة الانتخابات الرئاسية المقررة فى 2020، حيث بدأ يلوح بورقة "عدم الشرعية" فى حال فوز الديمقراطيين، وهو ما سيكون ضربة قاصمة للنظام السياسى الأمريكى الذى ربما لم يشهد وضعا مماثلا من قبل.
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه حتى مع بدء سباق الانتخابات بشكل جدى، فإن ترامب يشير إلى أن الديمقراطيين لا يستطيعون هزيمته بشكل نزيه، ويثير احتمال أنه فى حال خسارته فى السباق الرئاسة، فإنه الانتخابات لن تكون شرعية.
كان ترامب قد كتب تغريدة يوم الثلاثاء قال فيها إن الديمقراطيين فى الكونجرس كانوا شرسين وأظهروا أوراقهم أمام الجميع، مشيرا إلى بدء تحقيق واسعا حوله، وتابع قائلا: إنه عندما كان للجمهوريين الأغلبية لم يتصرفوا أبدا بهذه الكراهية والازدراء، إن الديمقراطيين يحاولون الفوز فى انتخابات فى 2020 يعرفون أنهم لا يستطيعون الانتصار فيها بشكل مشروع.
كما أن المتحدثة باسم حملة ترامب 2020 كايليه ماكنانى رددت نفس الأمر فى بيان حول التحقيقات التى يجريها الديمقراطيون، وقالت إن هؤلاء الديمقراطيين اليائسين يعرفون أنهم لا يستطيعون هزيمة ترامب فى 2020، لذلك واصلوا الاضطهاد المشين له الذى له هدف واحد هو الإطاحة بإرادة الشعب الأمريكى والسيطرة على السلطة التى لا فرصة لهم فى الفوز بها بشكل شرعى.
وعندما سئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز عن التحقيقات، أشارت إلى أن من يجريها مجموعة صغيرة من اليساريين المتشددين، وهم يعرفون أن هذا لا يكفى لهزيمة هذا الرئيس، لهذا فإنهم سيبحثون عن وسائل أخرى لفعل هذا.
وتشير "سى إن إن" إن هذا الخطاب يتبع نمط واضح، وهو إقناع القاعدة الشعبية لترامب إنه ليس ممكنا أن يخسر رئيسهم انتخابات نزيهة وشرعية فى 2020. ومن ثم، لو خسر، لا بد أنها ستكون غير شرعية.
ولم تعد هذه المرة الأولى التى يتحدث ترامب فيها عن تصويت غير شرعى. ففى عام 2016، فاز ترامب بأصوات المجمع الانتخابى لكنه خسر التصويت الشعبى لصالح منافسته هيلارى كلينتون بفارق ثلاثة ملايين صوت تقريبا.. وبعد أقل من ثلاثة أسابيع على فوزه، كتب ترامب على تويتر يقول إنه بالإضافة إلى الفوز بالمجمع الانتخابى بفارق كبير، فزت بالتصويت الشعبى لو لم يتم احتساب الملايين الذين صوتوا بشكل غير شرعى.
وفى لقاء مع مجموعة المشرعين من الحزبين بعد فترة قصيرة من تنصيبه، كرر ترامب الأمر مجددا، وقال للحاضرين إن ما بين 3 إلى 5 مليون صوت غير شرعى تم الإدلاء بهم فى الانتخابات، وأنه لو تم حساب الأصوات الشرعية فقط، لفاز بالتصويت الشعبى، بالإضافة إلى أصوات المجمع الانتخابى.
لكن ترامب أو أى مسئول فى إدارته لم يقدموا أبدا أى دليل على مزاعمه، وحتى اللجنة التى شكلها ترامب فيما بعد لدراسة الأمر تم حلها بعد اقل من عام، ولا يوجد أى دراسات تثبت حدوث تزوير واسع فى التصويت.
وطالما كان هذا أسلوب ترامب دائما فى إدارة مصالحه سواء قبل دخوله عالم السياسة أو بعدها. ففى حياته السابقة كرجل أعمال، كان ترامب يعلن الفوز فى صفقة بصوت عال حتى فى الوقت الذى لا تؤيده فيه الحقائق، ولا يتعلق الأمر فقط بفكرة أنه لا يحب الخسارة، لكنه ليس مستعد لقبول أى نوع من أنواع الخسارة خوفا من أنها ستؤثر على شخصيته التى تقوم على فكرة أن كل ما يفعله هى الفوز.
وكان محامى ترامب السابق مايكل كوهين قد حذر فى شهادته الأخيرة أمام الكونجرس الأسبوع الماضى من أن ترامب لن يقبل بالهزيمة فى الانتخابات المقبلة، وقال: "بالنظر إلى خبرتى فى العمل مع السيد ترامب، فإننى أخشى ألا يكون هناك انتقال سلمى للسلطة مطلقا إذا خسر الانتخابات فى 2020"، ومضى قائلا: إن قلقه بشأن انتقال السلطة فى 2020 هو "السبب فى موافقتى على أن أمثل أمامكم".