شارع الصاغة أحد أقدم شوارع القاهرة بحى الجمالية، محلات متراصة على جانبيه، فاترينات عرض تحتوى على أشكال وألوان من الحلى الذهبية، أصحاب المحلات يتابعون العمل ويشرفون على عملية البيع والشراء، بينما مجموعة من العمال يتراصون أمام المحلات لجذب الزبائن، هنا فى شارع الصاغة أقدم مراكز تجارة الذهب فى مصر، يتوافد الراغبين فى البيع والشراء، إلا أن وسط تلك العمليات يتخللها محاولات لبيع مصوغات ذهبية مسروقة من جانب بعض اللصوص الذين يلجأون إلى شارع الصاغة للتخلص من حصيلة سرقاتهم، إلا أن أصحاب المحلات يقفون لهم بالمرصاد، حيث تنتهى رحلة الذهب المسروق فى الشارع الشهير، وتسليم اللصوص لقسم شرطة الجمالية.
شارع الصاغة بالجمالية
الأونة الأخيرة شهدت إحباط عدة محاولات لبيع مصوغات ذهبية مسروقة أو تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية، أو كما يطلق عليها أصحاب المحلات، "ذهب ومصوغات شمال"، منها القبض على خادمة تدعى "ع.ع" أثناء عرضها مصوغات ذهبية عبارة عن سلسلة بدلاية، انسيال، 3 تعليقة للبيع، إلا أن صاحب المحل شك بأمرها، وأبلغ عنها رجال المباحث، لتعترف بسرقتها من صاحبة الشقة التى تعمل لديها، وتقرر النيابة حبسها على ذمة التحقيق.
المتهمة بسرقة مصواغت ذهبية ومحاولة بيعها بشارع الصاغة
كما أبلغ صاحب محل بشارع الصاغة قسم شرطة الجمالية عن تورط أحد الأشخاص فى عرض كمية من المصوغات الذهبية المسروقة للبيع، وكشفت تحريات رجال المباحث أن المتهم "ك.ع" عامل بمحل هواتف محمولة بأحد الفنادق، سرق المصواغت الذهبية من مكتب استيراد وتصدير بالفندق الذى يعمل به، وبمواجهة المتهم اعترف بالسرقة.
وشك صاحب محل مصوغات ذهبية بشارع الصاغة فى أمر سيدة تدعى "أ.م"، حيث عرضت عليه مشغولات ذهبية عبارة عن 4 دلاية، و2 سلسلة وخاتم للبعيه، بثمن لا يتناسب مع قيمة المحتويات، فأبلغ عنها قسم شرطة الجمالية، وألقى رجال المباحث القبض على المتهمة لتعترف بسرقتها من شرقة ربة منزل تدعى "ن.م".
ونجح ضباط قسم شرطة الجمالية فى القبض على "ش.ع.ع" 27 سنة، مدير وشريك بإحدى شركات التنقيب والحفر، بمحافظة أسوان، و"ص.أ.م" 42 سنة، موظف بإحدى شركات التنقيب والحفر لاتهامهما بمحاولة بيع كمية من الذهب الخام وزنت نحو 50 جراما، واعترفا أنهما استوليا عليها من شركة يعملان بها بمحافظة أسوان دون علم المسئولين بالشركة وأنهما حضرا لمكان الضبط لصهر المضبوطات وتحويلها إلى سبيكة، وتحديد العيار الخاص بها، بقصد التصرف فيها بالبيع.
المتهمان بمحاولة بيع ذهب خام مسروق بشارع الصاغة
جمال الدين حسين صاحب محل مصوغات ذهبية بشارع الصاغة تحدث عن كيفية إحباط محاولات بيع الذهب المسروق بشارع الصاغة، فقال لـ"اليوم السابع" أن الشارع يتردد عليها عشرات الزبائن يوميا، سواء للبيع أو الشراء، باعتباره أقدم مراكز تجارة الذهب فى مصر، إلا أن وسط الانشغال بالعمل اليومى نفاجأ بعرض أحد الأشخاص سواء كان رجل أو سيدة لكمية من المصوغات الذهبية للبيع، دون فاتورة تثبت ملكيتها، بالإضافة إلى جهله بقيمتها أو نوعها، وهو الأمر الذى يثير الشك تجاهه، ومع توجيه بعض الأسئلة له يبدأ فى الارتباك، وحينها يتأكد صاحب المحل أن المصوغات المعروضة للبيع مسروقة، فيسرع للاتصال بقسم شرطة الجمالية، حيث تحضر قوة أمنية وتتسلم الشخص، وتتحفظ على المصوغات الذهبية التى بحوزته، لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وأضاف حسين أن شارع الصاغة يوجد به خدمة أمنية ثابتة تابعة لقسم شرطة الجمالية، مهمتها تأمين المحلات والمواطنين، حيث يستعين بهم أصحاب المحلات حال اكتشاف محاولة بيع ذهب مسروق، كما أن قسم الجمالية يوفر خدمة التواصل عن طريق برنامج التواصل "واتس اب" من خلال "جروب" خاص بأصحاب المحلات بشارع الصاغة وضباط قسم شرطة الجمالية، حيث يتم التواصل من خلاله فى حالة الطوارى، بالإضافة إلى عرض المصوغات الذهبية المسروقة عليه، بالإضافة إلى أن هناك قائمة بالأرقام الهاتفية الخاصة بضباط قسم شرطة الجمالية موزعة على كل محلات شارع الصاغة.
وذكر حسين المواردى أحد أقدم العاملين فى مجال تجارة الذهب بشارع الصاغة، حيث يمارس مهنته منذ ما يقرب من 40 عاما، أن شارع الصاغة يتردد عليه كل من يرغب فى بيع وشراء المصوغات الذهبية، سواء من التجار من كافة المحافظات، أو من المواطنين، ومن بينهم من يرغب فى بيع الذهب الذى حصل عليه بطريقة غير شرعية، وهو الذهب المسروق أو "الشمال"، لاعتقادهم أن أصحاب المحلات يشترون كل ما يعرض عليهم من مصوغات ذهبية، وهو الأمر المخالف للحقيقة، حيث إن تجار شارع الصاغة لا يشترون الذهب إلا بفواتير مختومة، أو مع زبائنهم المعروفين لديهم، والذين يتعاملون معهم منذ سنوات ويكتسبون ثقتهم.
وأضاف أن رجال الشرطة يوزعون عليهم نشرات بالمصوغات الذهبية المسروقة سواء من محلات أو من الشقق السكنية، حتى يتم اكتشافها حال عرضها للبيع من جانب سارقيها، للتحفظ عليه والإبلاغ عنه.
وأكد أن تلك النشرات تحتوى على عدد القطع المسروقة ومواصفاتها، بالإضافة إلى وزنها، ويتم متابعة المحلات من جانب رجال المباحث، للتأكد من التزام التجار بتلك النشرات، وحال تورط صاحب محل فى شراء الذهب المسروق يتم القبض عليه، وضمه للقضية باعتباره سىء النية، وعلى علم أن الذهب المعروض للبيع من حصيلة جريمة سرقة.
أقدم بائعى شارع الصاغة يتحدث لمحرر اليوم السابع
وقال أن بعض أصحاب المحلات من اصحاب الضمائر الميتة يشترون الذهب المسروق المعروض للبيع، لتحقيق أرباح طائلة، حيث أن سارقه يبيعه بثمن لا يتناسب مع قيمته الأصلية، وعقب ذلك يتولى صاحب المحل بيعه لأصحاب ورش صناعة الذهب، حيث يتم إعادة تصنيعه وبيعه مرة أخرى للمواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة