تتميز كنائس منطقة وسط البلد بطرازها المعمارى الفريد، فهى تعد تحفًا معمارية ومبانٍ تاريخية لها أهمية كبرى، بالإضافة الى كونها دور للعبادة والصلاة وإقامة المناسبات الاجتماعية للمسيحيين المصريين على اختلاف مذاهبهم.
ويرصد اليوم السابع، عدد من كنائس وسط البلد التى يتخطى عمرها ال100 عام، وتعد من المتاحف المقدسة.
الكنيسة الإنجليلية بالإسعاف على الطراز الفرنسى
الكنيسة الإنجليلية بالإسعاف ، وهى كائنة بمنطقة الإسعاف انشأت 1913 على الطراز الفرنسى، بنيت لخدمة الجالية الفرنسية حتى عام 1975 حين وجهت أنشطتها لخدمة المصريين الإنجيليين، ومط الكنيسة فريد من نوعه فى مصر، فقد صممت لتكون على نمط الكنائس الموجودة فى فرنسا وسويسرا، ومسجلة ضمن سجل التراث المعمارى المتميز بجهاز التنسيق الحضارى.
الكنيسة الإنجليلية الألمانية، أنشأت عام 1907، لخدمة المتحدثين بالألمانية، فى العام 1869 منح الخديو إسماعيل للألمان والسويسريين الذين استقدمهم للعمل فى الإنشاءات الهندسية المرتبطة بقناة السويس، قطعة أرض لإقامة كنيسة لهم بشارع المغربى بالقاهرة (شارع عدلى حاليا)، وفى 5 ديسمبر من نفس العام قام الأمير “فردريك ولهلم” بوضع حجر أساس الكنيسة، وفى عام 1907 قامت الطائفة الإنجيلية البروتستانية ببناء هذه الكنيسة بشارع الجلاء بمنطقة بولاق أبو العلا وبناء مدرسة ومسكن للراعى فى نفس المنطقة، وبدأت الصلاة فى الكنيسة عام 1911.
كنيسة كوردى ييزو الكاثوليكية أمام نقابة الصحفيين
كنيسة كوردى ييزو الكاثوليكية، وهى متواجدة أمام نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت انشأت عام 1880، وتعد من أقدم كنائس وسط البلد، بدأ التفكير فى إنشاءها عام 1874، حين كان شارع رمسيس قناة مائية كبيرة يحاذيها طريق تستخدمه القوافل التجارية الذاهبة إلى ميناء بولاق أبو العلا النهرى، ومع أول تخطيط فعلى للقاهرة الخديوية، طلب القديس دانيال كومبونى من الخديو إسماعيل قطعة أرض لبناء معهدين لتنشئة الشبّان السودانيين المسيحيين بالقاهرة، تهدّمت كوردى بيزو عام 1927 لبناء كنيسة أكبر من الرخام الثمين المستورد خصيصا من إيطاليا، وانتهى البناء الجديد عام 1930، وهى منشأة من طابقين؛ الطابق الأرضى موجود به حجر أساس الكنيسة فى غرفة سقفها عبارة عن مربعات من الخشب تتدلى منه لمبات إضاءة، وبها كراسى خشبية مزخرفة ولوحة كبيرة لكومبونى مؤسس الكنيسة، ومتصل بهذه الغرفة قاعة كبيرة للاجتماعات، والطابق الأعلى هو مبنى الكنيسة، وأما فى باحة الكنيسة فهناك مطعم وكافتيريا كبيرة مخصصة لأبناء الجاليات التى ترتاد الكنيسة، وهى مسجلة بجهاز التنسيق الحضارى.
كنيسة الشهيدة دميانة والعذارى الأربعين، وهى كائنة ببولاق أبو العلا، انشأت عام 1905، فى عام 1905 فى عهد البابا كيرلس الخامس بابا الأقباط الأرثوذكس، جاء راهب إلى منطقة بولاق أبو العلا، واشترى قطعة أرض ليبنى عليها كنيسة صغيرة يتعبد بها، وبعد فترة تبرع أحد الأقباط المقتدرين بقطعة أرض كبيرة للراهب ليبنى عليها الأخير كنيسة “الشهيدة دميانة”، وتم بناء كنيسة أخرى ملحقة بهذه الكنيسة للتوسعة على المتعبدين، هى كنيسة جميع القديسين.
كنيسة سان جوزيف، وهى كائنة فى شارع بنك مصر، أنشأت عام 1950، على يد مجموعة من المصممين الإيطاليين وهى تابعة للرهبان الفرنسيسكان بمصر، وقد اختاروا هذا المكان لأنهم رأوه مناسبا فى وسط القاهرة وحيوياً، والكنيسة ملحق بها دير للرهبان يخدمها نحو عشرين عاما، فبعد زلزال عام 1992 تأثر مبنى الكنيسة فتم ترميمها طوال أربعة أعوام، فى البداية كان يتولى رعاية الكنيسة رهبان تابعين للأراضى المقدسة من الأجانب، ثم جاء بعدهم رهبان مصريين، وتحتفل الكنيسة بعيد القديس يوسف يوم 19 مارس من كل عام، وتتميز الكنيسة بلون حوائطها الأبيض وبالبساطة فى زخارفها، إلى جانب اتساع مساحتها وكثرة الأعمدة فى كل ركن فيها، إضافة إلى وجود نماذج مصغرة للقديسين، مثل القديس بولس والقديسة ريتا ووتمثال لمريم العذراء والقديس أنطونيوس والقديس جوزيف، إضافة إلى القديس فرنسيس مؤسس الفرنسسكانية.
كنيسة "سيدة الكرمل" ببولاق أبو العلا
كنيسة مريم العذراء”سيدة الكرمل” الكاثوليكية، موجودة ب7 شارع البابور الفرنساوى فى بولاق أبو العلا، انشأت عام 1928، وهى مبنى كبير تملؤه المزروعات، وتميزه شجرة كبيرة مقطوعة فروعها لترسم صليباً كبيراً، وراء تلك الشجرة تجد مبنى ملحق بالكنيسة هو مقر للرهبان، عبارة عن طابقين، الطابق الثانى سكن للرهبان، أما الطابق الأول فمكون من 11 غرفة مخصصة لاستقبال الجمهور، كان الرهبان الفرنسيسكان يأتون من الأراضى المقدسة إلى منطقة الموسكى لخدمة الكنيسة، وبعدما وصل عدد الجالية إلى نحو 3600 فرد، بدأوا فى تعيين اثنين من الكهنة لخدمة الجالية وكانت اللغة السائدة هى اللغة الفرنسية، أما تبعية الكنيسة فكانت لروما مباشرة، واستمرت تلك التبعية إلى أن استلمها الآباء الفرنسيسكان التابعين للإقليم المصرى، وتبلغ مساحة الكنيسة نحو 56 مترا طولا و 26 مترا عرضا، تحولت الكنيسة عام 2003 من اللاتينية إلى القبطية، وأدى هذا التحول إلى تغيير اللغة المستخدمة ودخل المصريون للصلاة فى الكنيسة، فقد كانت مخصصة للأجانب فقط، وهى مسجلة بجهاز التنسيق الحضارى ضمن المبانى ذات الطابع المعمارى المتميز.
كنيسة “غبريال” بحارة السقايين، أنشأت عام 1881، وهى من أقدم الكنائس فى القاهرة الخديوية، وتعود قصة بنائها كما جاء فى كتاب “الخطط التوفيقية”، إلى البابا كيرلس الرابع الملقب بأبى الإصلاح، حين سعى إلى بناء كنيسة بحارة السقايين بجوار المدرسة التى قام بتأسيسها للبنين والبنات، وكانت أول مدرسة لتعليم البنات فى مصر، فطلب من الخديو سعيد باشا التصريح له ببناء الكنيسة، وصدر التصريح بالبناء يوم 26 نوفمبر عام 1854 وفى عام 1858 افتتح البابا كيرلس المبنى المؤقت للصلاة بالكنيسة وتم استكمال بنائها بشكلها الحالى عام 1881 فى عصر البابا كيرلس الخامس البطريرك رقم 112، وبعد زلزال عام 1992 دمرت الكنيسة وتم ترميمها للمرة الأولى، ثم رممها الأنبا رافائيل مرة بعدما كلفه البابا شنودة بخدمة كنائس وسط القاهرة، ويوجد بالكنيسة مكتبة ضخمة ظلت محتوياتها لسنوات طويلة فى طى النسيان، حتى عام 2002 عندما قررت الكنيسة إسناد مهمة تنظيم وتصنيف المقتنيات الموجودة بها إلى متطوعين، هما وجيه جورج كأمين للمكتبة وأمين عزيز لترميم الكتب والمخطوطات، تضم المكتبة نحو 25 ألف كتاب ومخطوط فى شتى فروع العلم والثقافة.
بطريركة الأرمن الكاثوليك بشارع صبرى أبو علم
بطريركية الأرمن الكاثوليك، وهى كائنة فى شارع صبرى أبو علم أنشأت عام 1926، وهى محاطة بسور ضخم خلفه من الداخل رواق كبير مزين بلوحات تضم النصب التذكارى للشهداء، وساعة شمسية وصلبان ولوحة أخرى طويلة مدون عليها عبارات بالغة الأرمينية، وفى المنتصف مجموعة من أحواض الأشجار، بعد أن ينتهى الرواق تجد مبنى الكنيسة، والكنيسة تأسست حين كثر عدد الأرمن فى مصر بعد المذابح الأرمينية بدايات القرن العشرين، فقررت الطائفة الأرمينية بناء عدة كنائس لهم من ضمنها هذه الكنيسة، وكانت ف بدايتها عبارة عن مبنى صغير دُمر عقب زلزال عام 1992 فأعيد بناؤها وتوسعتها لتأخذ شكلها الحالي، وفى عام 2009 حينما توليت شئونها تم تجديد الرواق وبناء باب آخر للكنيسة، وتضم مكتبة كبيرة بها العديد من الكتب والمؤلفات باللغة الأرمينية وكانت مرجعا لأبناء الطائفة، ولكنها نقلت للكنيسة الأرمينية الموجودة بمصر الجديدة بسبب منع الانتظار للسيارات فى وسط البلد، إضافة إلى مدرسة لراهبات الأرمن ولقاءات ومحاضرات للعائلات والشباب، يميز الكنيسة سقف مرتفع للغاية مثلث الشكل من الخارج ودائرى من الداخل، وتضم الكنيسة نماذج وهياكل لأشهر ملوك الأرمن إضافة إلى هيكل القديسة مريم الحزينة وهيكل قلب السيد المسيح وبها أيضا مغارة صغيرة تقام بها الصلاة والدعوات وتعد بمثابة مكان للتبرك بالسيدة العذراء، والكنيسة مقسمة إلى قسمين، الأول هو قسم الكاتدرائية أو العرش، والقسم الآخر هو قسم الشعب.
كنيسة قصر الدوبارة، وهى كائنة بجاردن سيتى خلف مجمع التحرير أنشأت عام 1938، مكونة من طابقين تجد الحوائط مغطاة بعوازل للصوت، ويتدلى من سقفه ثمانى نجفات كبيرة، والشبابيك مزخرفة بالأرابيسك بين حواشيها زجاج ملون، وهذه الزخارف والرسومات رسمها بعض خدام الكنيسة مثل الدكتور عصام ميلاد، وبعض الرسامين من الخارج. وبداخل الكنيسة مكتب للتعهدات أو جمع التبرعات، ولها بابين، الأول يطل على 7 شارع الشيخ ريحان، والآخر على 5 شارع عبد القادر حمزة.
كنيسة العذراء مريم ومار يوحنا باب اللوق، انشأت عام 2006، وتعد آخر كنيسة بُنيت فى وسط البلد، حيث قام البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث بوضع حجر أساس الكنيسة فى التاسع من أغسطس 2006، ثم افتتحها البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الأحد 26 أكتوبر 2014، ودشن ثلاث مذابح؛ حمل المذبح الرئيسى اسم العذراء، والثانى اسم يوحنا المعمدان واليشع النبي، والثالث مار جرجس والأنبا كاراس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة