9 روايات سودانية رصدت مأزق الأسود بين الرق والعبودية.. تعرف عليها

السبت، 09 مارس 2019 06:41 م
9 روايات سودانية رصدت مأزق الأسود بين الرق والعبودية.. تعرف عليها الكاتب منصور الصويم
رسالة تونس - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بلال-رمضان
 

قال الكاتب السودانى منصور الصويم إن الرواية السودانية اشتغلت بكثافة ملحوظة على موضوع الرق والعبودية، خاصة أن أكثر هذا المنتج الروائى يتمحور حول المجالين الاجتماعى والسياسى، من حيث إثارة الموضوعات، مما يضعه فى مواجهة لازمة مع قضية الاسترقاق وآثارها الكارثية على سلامة المجتمع السودانى، بل وتماسك الدولة السودانية برمتها.

جاء ذلك خلال كلمة الكاتب السودانى، منصور الصويم، المعنونة بـ"تسريد العبودية فى الرواية العربية.. مأزق الأسود.. ثيمة الرق فى الرواية السودانية"، ضمن فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية، فى دورته الثانية، والذى يعقد تحت شعار "قضايا البشرة السوداء"، فى مدينة الثقافة، فى العامصة التونسية.

ورصد منصور الصويم خلال كلمته 9 تسع روايات سودانية، اشتغلت على كأزق الأسود بين الرق والعبودية، وقضية الاسترقاق وآثارها الكارثية على سلامة المجتمع السودانى، بل وتماسك الدولة السودانية برمتها.

 

رواية عرس الزين للكاتب الطيب صالح

وذكر منصور الصويم أن هناك عددا من أبرز الروايات التى تناولت الرق، أبرزها رواية الطيب صالح "عرس الزين"، وقد تسبب فى حساسية مفرطة لدى بعض السودانيين ممن لا ينتمون إلى ثقافة النيل – شمالية، وذلك نتيجة للإشارات التى عدوها عنصرية ضمن المتن الروائى، حين أشار الطيب صالح إلى من يمكن وصفهم بـ"العتقاء"، وتقديم صورة عدّوها شائهة عن الحياة الاجتماعية لهذه المجموعة.

 

رواية مندكور للكاتب مروان الرشيد

وأوضح منصور الصويم أن رواية "مندكور" – وهى كلمة تعنى العربى أو الأبيض للروائى مروان الرشيد، تدور أحداثها ما بين شمال وجنوب السودان، ورواية "الطريق إلى المدن المستحيلة" للروائى أبكر آدم إسماعيل، وقارب فيها الآثار المجتمعية الحديثة لقضية الرق، ورواية "قصة آدم" للروائى عاطف عبد الله، التى تقدم تحليلاً للعنصرية الشمالية، ودورها فى تأجيج الصراع فى هوامش السودان، ورواية "النهر يعرف أكثر" للروائى أسامة الشيخ إدريس، وحاول فيها رسم حالة تاريخية تستدعى صورة للتعايش السلمى بين المسترق والسيد، وتنفى إحساس الغبن لدى فئة المسترقين، وصنع صورة مثالية لـ"السيد" الشهم المثالى ذى المبادئ – ابن البلد.

 

رواية الإنداية.. قصة الأقنان والعبيد

ومن أهم هذه الروايات رواية حديثة بعنوان "الإنداية.. قصة الأقنان والعبيد" لكاتبها صلاح البشير، وسرد خلالها قصة ثائر حاول تحرير الرقيق فى قلب المركز النيلى الشمالى، ورغم أن بطل الرواية – الثائر من الأسياد، إلا أنها تعطى صورة عامة عن شكل الحياة التى كان يحياها الرقيق فى واحدة من أوج وأخصب فترات الاسترقاق – العهد السنارى.

 

"زهرة الصبار".. الرق فى ثوب الحداثة

وأوضح منصور الصويم أن رواية "زهرة الصبار" للروائى الزين بانقا تنبش فى التاريخ السرى لأحفاد العبيد، وترصد عبر تقديمها لسيرة ثلاثة أجيال؛ التحولات العنيفة التى وسمت حياة الرقيق السابقين، وما طرأ من تبدلات وتحوّرات على حياة أحفادهم، وتطرح خلال هذا سؤالاً مهماً ومقلقاً: هل تخلص الأحفاد من إرث الأجداد المحزن والمظلم؟ أم أن المأساة هى ذاتها وإن تغيرت أدوات القمع وأساليب النفى والإقصاء، مع تغير الزمن واختلافه؟

 

"فركة".. الرق إدانة أيديولوجية وتعرية تاريخية

وقال منصور الصويم إن هذه رواية "فركة" جريئة ومتحدية وثورية فى طرحها الحكائى، وبعدها النقدى الموازى. صوب كاتبها "طه جعفر" سهامه الناقدة بشكل مباشر إلى المركز؛ ببعديه الثقافى والجغرافى. ولكونه – الكاتب – يأتى من المركز – العربى الإسلامى المكانى– ذاته؛ بدت الرواية وكأنها خيانة مباشرة لهذا المركز، مما ألب السلطة وبعض النقاد على الرواية وكاتبها، حيث منعت من التوزيع داخل السودان، رغم أنها حازت أرفع جائزة أدبية محلية "الطيب صالح للإبداع الروائي". فما هو الشيء الذى تجرأت الرواية على كشفه – قوله وأغضب الجميع؟

 

رواية شوق الدرويش.. العبودية ممارسة داعشية متقدمة

وأوضح منصور الصويم أنه بإمكاننا استخدام رواية "شوق الدرويش"، لحمور زيادة؛ كمختبر سردى – حكائى يرصد بدقة متناهية تحولات الرق والعبودية خلال ثلاث حقب تاريخية متتالية، هى: التركية الأولى، والثورة المهدية، والحكم الإنجليزى المصري. فأحداث الرواية تبتدئ فى لحظة سقوط المهدية وبداية تدشين دولة الاستعمار، وتقدم من خلال السرد تاريخياً اجتماعياً سرياً غير مطروق من قبل، لا فى الأدب السودانى ولا فى الوثائق التاريخية الرسمية، وهو تاريخ الأرقاء والعتقاء – المتحررين من الرق - فى تماسهم وعلاقاتهم مع أسيادهم القدامى، والتغيرات السياسية العنيفة التى ضربت البلاد.

ورأى منصور الصويم أن رواية "شوق الدرويش" تقدم وجهاً آخر غير مألوف فى الكتابة السودانية، وهو صورة السودانى – الأسود، فى ذهنية الآخر الأجنبى - الأبيض، وشكلاً للتفاعل الثقافى الحضارى على المستويين الفردى والمجتمعى بينهما. كما ضمت الرواية ما يمكن عده خريطة إثنوغرافية توضح طبيعة الأسماء والأعلام فى تلك الفترة، تبادلاً ما بين السادة والعبيد.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة