يواجه البنتاجون ضربة جديدة، أمس الجمعة، باستقالة وزير رفيع آخر بعد رحيل وزير الدفاع، جيمس ماتيس، فى ديسمبر الماضى، حيث أعلنت وزيرة القوات الجوية الأمريكية هيذر ويلسون، استقالتها من منصبها والعودة إلى العمل الأكاديمى لتتولى رئاسة جامعة تكساس فى ولاية "إل باسو".
وتترك الاستقالة منصبا كبيرا آخر فى وزارة الدفاع شاغرا، إذ تأتى بعد ماتيس، الذى كان قد استقال بسبب خلافات سياسية مع الرئيس دونالد ترامب وهو من اختار ويلسون لمنصبها. وعلى غرار ماتيس، فإن ويلسون مناصرة قوية لتحالفات الولايات المتحدة التى تواجه توترا بسبب سياسات الرئيس الأمريكى، مثل حلف شمال الأطلسى "الناتو".
السعى صوب المنافسين
وبحسب وكالة رويترز فإن ويلسون أيدت بقوة مسعى ماتيس لتوجيه تركيز البنتاجون صوب المنافسة مع الصين وروسيا بعد أكثر من 15 عاما على الحملات المناهضة للجماعات الإرهابية مسلحة.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن وعلاقات وزيرة القوات الجوية مع الرئيس ترامي شهدت توترا وسط الجدل حول رغبته فى تأسيس قوة فضائية، إذ عارضت خطة الرئيس الأولية بشأن قوة الفضاء، التى شرع فى إنشاءها، وذلك بسبب مخاوف بشأن تكلفة سلاح الفضاء وإنشاءه منفصلا عن الجيش. وأشار تقرير فى أكتوبر الماضى، إلى نيته إقالتها من متصبها بسبب هذه القضية.
لكن ويلسون فازت فى نهاية المطاف، وتم الإعلان عن قوة الفضاء باعتبارها فرعًا من الجيش، الذى سيبقى ضمن اختصاص إدارة القوات الجوية، كما تم ترشيح أسمها بقوة فى أعقاب استقالة وزير الدفاع، لتتولى المنصب بدلا من ماتيس ولقيت بالفعل دعم كبير من الكونجرس. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت، فى سبتمبر، عن استهداف سلاح الجو لزيادة عدد أسرابه إلى 386 بحلول عام 2030، من 312، متوقعة حدوث صراع قوة كبيرة مع روسيا والصين.
قامت بعمل رائع للغاية
وعلى غرار إشادته بماتيس عندما قدم استقالته، رغم عودته وانتقاده بعدها بآيام، أشاد ترامب بويلسون، قائلا إنها "قامت بعمل رائع للغاية" كوزيرة للقوات الجوية وشكرها على خدمتها.
وكان مسؤولون فى وزارة الدفاع قد أبلغوا فى وقت سابق شبكة "سي إن إن" أن ويلسون اشتبكت مع القائم بأعمال وزارة الدفاع باتريك شاناهان، بشأن تقديرات تكلفة إنشاء قوة الفضاء. وينظر إلى شاناهان، الذى يدعم إنشاء قوة الفضاء، على أنه مرشح أعلى لتولى منصب وزير الدفاع ومن ثم فإن رحيل ويلسون يسهل المهمة له.
وفى مذكرة فى، سبتمبر الماضى، قال ويلسون إن إنشاء قوة فضائية ستيكلف حوالى 13 مليار دولار على مدى خمس سنوات. وقالت فى تصريحات لموقع ديفينس نيوز،"التكاليف هى تكاليف مضافة"، موضحة: "لإنشاء إدارة مسؤو عن التوظيف والتدريب والتخطيط والبرمجة والميزاننة وكافة متطلبات القيادة التى تتمتع بها الإدارة، هى مهمة كبرى. إنها فكرة جريئة."
إنشاء القوة الفضائية مكلفا
وقالت أيضاً إن إنشاء القوة الفضائية سيكون مكلفاً وسيترتب عليه بيروقراطية جديدة من شأنها أن تخاطر بتباطؤ تنمية الفضاء، تماماً فى الوقت الذى تواجه الولايات المتحدة تحديات جديدة فى هذا المجال.
لكن مما يشير إلى تصاعد التوتر بين ترامب ومسئولى الدفاع فى إدارته، أعلنت البحرية أيضاً، يوم الجمعة، أن مساعدة شؤون الطاقة والمنشآت والبيئة، فيليس باير، قد تقدمت باستقالتها "للبحث عن فرص أخرى". وتزيد هذه الاستقالات من الانتقادات الموجهة لترامب الذى يتبع سياسة مثيرة للجدل سواء على صعيد العلاقات مع الحلفاء أو السياسات الداخلية، ذلك فى الوقت الذى يستعد فيه لحملة الانتخابات الرئاسية 2020.