استطاعت كرة القدم عبر السنوات أن تصبح أشهر لعبة فى العصر الحديث، أما تاريخها فلم يحسم بعد، فالجميع يدعون أن البداية كانت من عندهم، وفى ذلك تحدث كتاب "الهرم المقلوب .. تاريخ تكتيكات كرة القدم" لـ جوناثان ويلسون" ترجمة أحمد لطفى على والصادر عن "كلمة".
فى البداية مورست كرة القدم في جو من الفوضى، ولم يكن للعبة شكل محدد حتى جاء العصر الفيكتورى فتم تقنينيها، وبعده أتى المنظرون فتفرغوا لتحليل اللعبة ووضع قواعد لها ولم تكن التكتيكيات حتى أواخر عشينات القرن العشرين ، تشبه الشكل الحديث الذي أقر فيما بعد.
وحتى مطلع سبعينات القرن الماضي، كان هناك إجماع على أن ترتيب اللاعبين في الملعب أحدت فرقا كبيرا في طريقة اللعب. لكن كرة القدم بشكل عام لم تعرف شيئا من التعقيد في ممارستها المبكرة.
وربما أشارت حضارات عدة إلى ألعاب تضمنت ركل الكرة بالقدم لكن كرة القدم الحديثة رغم ما تدعيه رزوما واليونان ومصر وجزر الكاريبي والمكسيك والصين وااليابان أنها موطنها الأصلي - تضرب بجذورها في "لعبة الغوغاء" التى انتشرت في بريطانيا العصور الوسطى. ولقد تباينت قواعد اللعبة من مكان إلى آخر، وكانت تتضمن فريقين يحاول كل منهما دفع جسم شبه كروي تحاه هدف ما في الطرف الآخر من الملعب المتفق عليه.
وكانت اللعبة عنيفة جامحة فوضوية ، وتم حظرها أكثر من مرة، ومن أوائل القرن التاسع عشر، عندما قررت المدارس العامة – تأثرا بالداعين إلى إقامة ديانة مسيحية فتية – أن الرياضة يمكن تسخيرها لتهذيب أخلاق التلاميذ، ظهر ما يشبه كرة القدم الحالية، وقبل أن تكون هنا تكتيكات، ظهرت مجموعة مترابطة من القواعد.