لو بطلنا نحلم نموت هذه الكلمات ليس مبالغ فيها، بل حقيقية بنسبة كبيرة، فالإنسان دون هدف أو حلم يسعى لتحقيقه يصبح وكأنه ميت وهو على قيد الحياة، لكن تحقيق الأحلام على أرض الواقع مهارة لا يتقنها الكثير، لأن النجاح بحاجة لأشخاص لا يعرفون اليأس، وهذا ما اتبعته "هايدي سعيد" لتحقيق حلمها الذي روادها من عشر سنين، وحققته بالفعل من مدة قصيرة.
هايدي خريجة فنون جميلة وأم لطفلين مقيمة حاليا في نيوزيلاند، تفننت في صنع الماجات بالصلصال الحراري والذي يبدو الأمر غريبا للوهلة الأولى، وهذا تحديدا ما لفت نظرها لهذا الفن المختلف، وتروي تفاصيل بدايتها: الموضوع بدأ معايا من عشر سنين كنت بتفرج على برنامج تلفزيوني، وكان في فقرة عن حاجة اسمها صلصال حراري، وكنت أول مرة اسمع عنه.
هايدي لم يمر عليها هذا الأمر مرور الكرام، فسعت لمعرفة المزيد عن هذه المادة، وأكملت حديثها قائلة: "الموضوع شدني جدا وبدأت أدور عليه في المكتبات وكان النوع ده من الصلصال قليل جدا، وكان صعب إني ألاقيه وقتها".
لكن شاء القدر أن يحقق لهايدي حلمها وسافرت إلى انجلترا، فوجدت أن هذا الفن منتشر هناك، والخامات متوفرة وفي متناول الأيدي، ومن هنا بدأت هايدي في تعلم كيفية صناعة المجات، عن طريق مشاهدتها لفيديوهات على اليوتيوب.
وتروي "هايدي" التفاصيل لليوم السابع: "بدأت اعلم نفسي بنفسي وبدأت اخترع مع نفسي خامات وادخلها مع الصلصال زي الكريستال والمعادن، والحمد لله كنت من أوائل الناس اللي عملت ماجات بالصلصال الحراري ، وبقي مجال جديد في مصر اسمه مجات بالصلصال الحراري، وانتشر في مصر عن طريق تسويقي لشغلي "أون لاين".
وقامت "هايدي" بعرض أول مج لها على جروب في الفيس بوك خاص بالبنات، وذلك لترى مدى التفاعل وهل ستنال أعمالها إعجاب الآخرين أم لا، وبالفعل تفاعل الكثير وأبدوا إعجابهم بالمجات، ومن هنا بدأ التسويق لأعمالها، لكنها لم تستطع تصدير هذه المجات لمصر، لارتفاع أسعار الشحن والجمارك، فالبيع أصبح مقتصر على نيوزيلاند واستراليا.
لم تكتفي "هايدي" بهذا النجاح فهي لا تزال تطمح في المزيد، حيث قالت: "حاليا بجرب مادة جديدة محدش جربها قبل كدة، والمادة دي بتخلي الماجات تنور بناء على درجة حرارة السائل".