كان الرهان منذ البداية على التخطيط وجودة التنفيذ ومعدلات النجاح، وعلى مدار شهرين من تنفيذ طرق الأبواب والندوات، تمكنت حملة "اتنين كفاية" من تحقيق معدلات نجاح فاقت ما كان متوقع منها على كل المستويات، فالحملة التى ركّزت فى مرحلتها الأولى على محافظات وجه قبلى، استطاعت أن تصل بتأثيرها وفاعليتها إلى كل محافظات مصر، وتخطى تأثيرها التفاعل الكبير مع المواد التليفزيونية والإذاعية إلى خلية عمل على مدار الساعة على أرض كل قرية من المحافظات المستهدفة بالمرحلة الأولى.
وانطلق المشروع فى يناير 2019 ليطرق أبواب كل أسرة مصرية فى محافظات أسوان، الأقصر، قنا، سوهاج، أسيوط، بنى سويف، المنيا، الفيوم، الجيزة، والبحيرة، مستهدفا الوصول إلى مليون و148 ألف أسرة، واستطاع أن ينفذ 438,917 زيارة مباشرة ضمن حملات طرق الأبواب، وإقناع ما يزيد عن 50 ألف سيدة مصرية للذهاب مباشرة إلى عيادات تنظيم الأسرة التى استعدت بكامل طاقاتها لاستقبال السيدات والتعامل معهن فى خطط مُحكمة لتقليل نسب الإنجاب.
وعلى مستوى الاستعدادات والتجهيزات، استطاعت الحملة التى عكفت عليها وزارة التضامن بالتعاون مع كل الجهات المختصة، تطوير 33 عيادة أهلية بالمناطق المحرومة، ووضعت فى أهدافها تحسين أوضاع الطبيبات والممرضات بتلك العيادات من خلال زيادة رواتبهم بحوافز مالية شهرية.
ونجحت تلك العيادات فى القيام بدورها من خلال استقبال أكثر من 6 آلاف سيدة قررن الاستجابة للحملة والالتزام بنصائح وبرامج تحديد النسل، إلى جانب تلك النجاحات كان الجانب التوعوى والتثقيفى للمشروع يسير بشكل فائق الإنجاز، حيث تم تنفيذ 47 ورشة عمل بالمحافظات المستهدفة، وتم تدريب 1271 مثقفة اجتماعية من المتطوعات المشاركات فى حملات طرق الأبواب، كنواة أولى لنشر الفكرة وزيادة تفعيلها فى مراحل المشروع المقبلة.
هذا إلى جانب تشكيل 10 مجموعات تدريب من وعاظ الأزهر، والأطباء، للقيام بالدور التوعوى الدينى لمواجهة أفكار مغلوطة حول تنظيم الأسرة.
وعلى مستوى المواد التليفزيونية والإعلانية، استطاع المشروع من خلال خطته الدعائية إلى إحداث فارق كبير على مستوى المحتوى المذاع عن فكرة تحديد النسل، فكان لإعلانات "أبو شنب" التى قام بها الفنان أكرم حسنى أثر كبير على تغيير أفكار الفئات المستهدفة من الحملة، وخلق الإعلان حالة من التفاعل الكبير بين أهالى الصعيد ومحافظات وجه قبلى التى تمثل النطاق الجغرافى للمرحلة الأولى من المشروع، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى إشادات واسعة بالإعلان ومحتواه وتأثيره، وقدرته على إبراز وتأكيد مفاهيم الحملة حول خطورة زيادة الإنجاب على مستقبل الأطفال، من خلال أغانى وأفكار خفيفة استطاعت أن تصل إلى كافة مستويات الجمهور والأسر المستهدفة.
وتمكن إعلان "أبو شنب" من تسليط الضوء على بعض النقاط المهمة، مثل أزمة العبء الاقتصادى على الأسر بسبب زيادة النسل، وإلقاء اللوم على الزوج وليس الزوجة كما كان معتادا بين أسر المجتمع، والرد على فكرة السند والعزوة المنتشرة فى محافظات المرحلة الأولى المستهدفة من الحملة.
وجاء ذلك بالتوازى مع عدد من المواد المذاعة الأخرى مثل البرنامج الإذاعى دقيقة أسرية، الذى يبث على شبكة القرأن الكريم، وبرنامج "الناس الطيبين" المذاع على راديو مصر فى أوقات تشهد نسب استماع عالية.
كل تلك الجهود المبذولة من المشروع الأوسع والأنجح "اتنين كفاية" جعل استمراره فى مرحلته الثانية المقبلة، أملا ينتظره الكثيرون للوصول إلى النتائج المرجوة وخفض نسب الإنجاب إلى 2.4 مولود لكل سيدة بحلول عام 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة