لم يقتصر سعى التشكيلات العصابية وراء البحث عن كنوز المصريين القدماء المدفونة بباطن الأرض فى عمليات التنقيب والحفر فقط، بل امتد لارتكابهم جرائم قتل و خطف، وفقد أرواح من أجل تحقيق هدفهم، واستخراج القطع الأثرية التى تحولهم إلى أثرياء حال نجاحهم فى بيعها.
خلال الشهرين الماضيين فقط تم الكشف عن عشرات من عصابات التنقيب عن الآثار، داخل العقارات القديمة بمختلف المحافظات، إلا أن عددا من عمليات التفتيش والسعى وراء الحصول على الكنوز انتهت بارتكاب جرائم، كان أخرها تورط 3 شباب فى خطف طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وقتله والتخلص من جثته بالمياه، لإجبار والده على تسليمهم قطع أثرية أُشيع أنه استخرجها خلال تنقيبه عن الاثار بإحدى قرى منشاة القناطر، حيث تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين، وتقرر النيابة حبسهم على ذمة التحقيق.
وفى قرية تابعة لمركز العياط بالجيزة، أوهم دجال صاحب عقار احتواء مسكنه على كنز أثرى، مما دفع صاحب العقار للإستعانة بعاملين للحفر والتنقيب عن الاثار، إلا أن عمليات البحث انتهت بعد انهيار الحفرة على العاملين ومصرعهما، ليلقى رجال المباحث القبض على صاحب العقار، وينجح رجال الحماية المدنية ومسئولى مجلس مدينة العياط فى استخراج الجثتين بعد مرور 5 أيام على الحادث.
كما كشف ضباط مديرية أمن الإسكندرية غموض العثور على جثة سائق ملقاة بمصرف مياه بمنطقة محرم بك، حيث تبين أن السائق اشترك مع 5 أشخاص فى التنقيب عن الاثار داخل عقار، إلا أنه أثناء مواصلة عملية الحفر، انهارت قطعة خرسانية على رأس السائق مما أسفر عن مفارقته الحياة، فقرر شركائه التخلص من جثته حتى لا يتم القبض عليهم.
وفى منطقة مصر القديمة، ألقى رجال المباحث القبض على 4 أشخاص، لاتهامهم بمحاولة التخلص من جثة عامل، وبمواجهتهم اعترفوا أن العامل كان يساعدهم فى التنقيب عن الآثار، إلا أنه فارق الحياة خلال عملية الحفر، مما دفعهم لاتخاذ قرار بالتخلص من جثته.
كما شهدت محافظة البحيرة واقعة مصرع عامل نتيجة تعرضه للاختناق بسبب استنشاقه غاز أول أكسيد الكربون، خلال التنقيب عن الاثار بمنزله، وذكرت زوجته أنه أثناء قيام زوجها بالحفر والتنقيب عن الآثار داخل المنزل إستنشق العادم الناتج عن تشغيل موتور شفط المياه مما أدى لإختناقه ووفاته.
اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، قال أن البحث عن الثراء السريع، دون تعب أو بذل مجهود، دفع العديد من الأشخاص للجوء للتنقيب عن الاثار، خاصة أن الكنوز الفرعونية المدفونة بباطن الأرض، منتشرة فى كافة المحافظات، وزادت عمليات التنقيب عقب أحداث يناير عام 2011، لاستغلال التشكيلات العصابية حالة الإنفلات الأمنى، وهو ما يقودهم إلى الهاوية.
وأضاف المقرحى أن غريزة الطمع التى تتملك الباحثين عن الثراء تدفعهم لسلوك أى طريق للوصول لهدفهم المنشود، حتى إذا اقتضى الأمر ارتكاب أى جريمة، حيث تهيىء لهم مخيلتهم أن الثروة التى سيحصلون عليها عقب العثور على الاثار ستعوضهم عن كل المخاطر التى تعرضوا لها، ومن بين تلك الجرائم التى قد يلجأ الباحثين عن الاثار لارتكابها، جرائم القتل لشركائهم حال اختلافهم، أو الخطف كما حدث من جريمة خطف طفل بمنشاة القناطر وقتله، طمعا فى قطع أثرية أُشيع أن والده عثر عليها.
وتابع المقرحى حديثه قائلا أن عدد من المنقبين عن الاثار يفقدون حياتهم خلال عمليات البحث، حيث تنهار عليهم الأتربة ويسقطون فى الحفرة، ليلقوا مصرعهم، لاستخدامهم أدوات بدائية فى عمليات الحفر والتنقيب.
وذكر المقرحى أن المنقبين عن الاثار عادة ما يستعينون بأشخاص دجالين، لمساعدتهم فى تحديد أماكن الحفر، ويوهمونهم أن العثور على الكنز يتطلب ذبح طفل، وهو ما يدفع المتهمين لارتكاب الجريمة طمعا فى تحقيق هدفهم، والوصول للثراء السريع.
اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق
المتهمون بالتنقيب عن الاثار فى الأسكندرية
المتهمون بقتل طفل العياط
طفل العياط المجنى عليه
موقع انهيار حفرة على عاملين أثناء التنقيب عن الاثار بالعياط