فى ظل توجه الدولة بزراعة الأشجار المثمرة ذات القيمة الاقتصادية بهدف إعلاء قيم الجمال والحد من تلوث البيئة، والتحول من زراعة الأشجار الغير النافعة الى أشجار ذات قيمة اقتصادية وجمالية، وتحقق الاستفادة القصوى من وحدتى الأراضى والمياه ، تنتشر في الشوارع العامة والميادين وHمام المنازل والمصالح الحكومية، أشجار مدمرة وخطرة وهى شجرة" (الكونوكاربس) وعدة أنواع اشجار للفيكس.
تغلغل جذور شجرة الكونوكاربس فى انابيب الصرف الصحى
الدكتو عادل الغندور الخبير الزراعى، يقول فى تصريحات لـ "اليوم السابع "، إن شجرة" "الكونوكاربس" هى نبات طبيعى سريعة النمو بدايتها كانت تزرع بالصومال وتتحمل الملوحة ودرجات الحرارة، ودخلت مصر 1985، وبدأت دول مثل الكويت تقلقل من زراعتها بسب تأثيرها على البنية التحتية وشبكات المياه والصرف الصحى والمنازل واستبدالها بالأشجار المثمرة الطبيعية ومتعددة الأغراض، وكذلك استهلاكها الماء بكثرة، ولابد من استبدالها بالأشجار ذات النفع الاقتصادى.
تغلغل جذور شجرة الكونوكاربس داخل مواسير المياه
وقال الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن شجر"الفيكس" وأشجار" (الكونوكاربس) ليس لها أى قيمة اقتصادية، وضارة بالبيئة، موضحا أن شجرة الفيكس تستهلك مياه بمعدلات مرتفعة، مشيرا إلى أن النقابة تدعم التوسع فى الأشجار المثمرة، ونباتات الزينة المزهرة، بدلا منه، واستبدالها أيضا بزراعة التوت والنبق، مؤكدا أنها شجرة مستوردة وليست من النباتات المحلية، ومشاكلها كثيرة جدا.
أشجار الفيكس
وأوضح خليفة، فى تصريحات لليوم السابع، أن تلك الأشجار تعد مصدر للأوبئة وبعض الأفات الزراعية، حيث تكمل بعض الآفات جزء من حياتها على أوراق الفيكس، وتظل فى حالة سكون حتى بدء نمو بعض المحاصيل الجديدة وتنتقل إليها، قائلا: وبالتالى لا نوصى تماما بزراعتها، لأنها شجرة غير جيدة وليست ذات فائدة، مشير الى أن هناك من 14 إلى 15 مليون شجرة زينة مزروعة فى الأندية ومراكز الشباب والجامعات، يستهلكوا سنويا 1.3 مليار متر مكعب من المياه.
قالت الدكتورة إحسان السيد عبده، باحث بقسم نبات الزينة، وتنسيق الحدائق بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة ، إن شجرة الكونوكاربس تتميز بأنها سريعة النمو وتتحمل القص والتشيكل الهندسى، والمناخ الجاف والحرارة العالية فى الصيف وانخفاض درجات الحرارة فى الشتاء، ويمكن اعتبارها مصدات رياح قوية والحد من تعرية التربة، كما أن جذوعها الخشبية القوية تمثل مصدر جيد للفحم.
أشجار الفيكس
وأضافت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن لها العديد من الأضرار، من بينها: تراكم الاوساخ فى الشوارع وعلى الارصفة وعلى التربة، وثمارها ذات رائحة كريهة ويتجمع حولها البعوض والذباب وتعتبر الشجرة بيئة مناسبة للحشرات ومأوى للزواحف الضارة مثل الثعابين، كما أنها تحتضن نوع من أنواع العنكبوت الذي ينتقل الى النخيل ويسبب أضرارا لها وتلف في نوعية التمور ويقلل من إنتاجها، وتستهلك الكثير من المياه الجوفية ومياه الرى وتنافس النباتات القريبة منها وتعيق نموها لذلك ينصح بعدم زراعتها بجوار الأشجار المثمرة ، وعدم زراعة أى نباتات أخرى قربها .
الكونوكاربس
وأشارت إلى أنها تسبب أضراراً بالمنازل قد تكون مدمرة بسبب القدرة القوية لجذورها على اختراق الجدران المحاذية لها، واصفة الشجرة بالمدمرة اذا تعرضت للعطش اذ تتسم جذورها بقوة خارقة في سبيل الحصول على المياه وتتجه عميقاً في الأرض مدمرة كل ما يحيط بها وهذا يفسر تشقق الجدران المحاذية لها والسيراميك وأساسات المباني وتكسر أنابيب المياه ، وتحتوي جذورها على شعيرات دقيقة تدخل لشبكات المياه من أبسط المسامات ثم تنمو بداخلها بشكل كثيف وتتسبب في اغلاقها.
من ناحيته، قال حسين صدام، نقيب الفلاحين، إن أشجار الفيكس غير مفيدة، ونتمنى أن يتم استبداله بشجرة الزيتون، حيث أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، وتظل خضراء طول العام وتعطى شكل جمالى أيضا مثل الفيكس، مطالبا بوجود حملة قومية لدعم زراعة النخيل والأشجار المثمرة التى تظل خضراء طوال العام، السبب فى وجودها كان بعض المهتمين بالشكل الجمالى أكثر من الفائدة، لكن مع الزيادة السكانية ودخولنا إلى مرحلة الفقر المائى يجب التفكير جديا فى كل الأشجار المزروعة فى الطرقات، مثل الفيكس، مشيرا إلى أنه انتشر خلال الفترة الماضية فى كافة المحافظات، ويحصل على كميات كبيرة من المياه، ومن الممكن أن يتم استغلال الأماكن المزروع بها بالأشجار المثمرة أفضل.
الكونوكاربس
فيما قال المهندس محمدى البدرى، عضو مجلس نقابة الزراعيين، إن شجرة الفيكس تسهتلك مياه كثيرة جدا فى حال مقارنتها بشجر الزيتون، وتؤثر سلبا على كميات مخزون المياه الجوفية لأنها تعتمد بشكل أساسى عليها، مطالبا بصدور قانون بتنظيم زراعة الأشجار فى الشوارع، لضمان أنها أنواع غير ضارة بالبيئة، وذات عائد اقتصادي، خاصة أن أوراقه ليست متساقطة مثل "الأكاسيا"، وتظل طوال العام خضراء، وبالتالى عرضه لمزيد من الأتربة والأوبئة، كما أن الفيكس يتعمق بشكل كبير فى التربة وذلك يجعلها تسحب كميات كبيرة جدا فى المياه، وتؤثر على مواسير الصرف الصحى والأراضي الزراعية المجاورة، حيث يفقد الأراضى المُحيطة منه الخصوبة.
وأوضح المحمدى، أن الفيكس بدأ دخوله إلى مصر من أيام محمد على، لكنه انتشر بشكل كبير فى المحافظات مع التوسع فى بناء المنتجعات والمسطحات الخضراء الكبيرة، وللأسف أصبحت اليوم نشهدها على الترع والمصارف، رغم أنه من المفترض أن يتم زراعة التوت والجميز بدلا منها، للاستفادة من أوراقهم وأخشابهم، خاصة أن أخشاب شجر الفيكس رديئة جدا، على عكس الكافور والتوت.
وعن أشجار "الموسكيت" أكد الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين أنها شجرة متشعبة من النباتات الغازية وتزرع فى المناطق الملحية وتتغذى عليها الابل ، وموجودة بعدة مناطق في الطور والساحل الشمالى ومنطقة جبل علبة ، وهى شجرة موجودة فى المناطق الصحراوية ، "قائلا ": ولكن أن وجدت في البيئة الزراعية بالوادى والدلتا لها اضرار جسمية ، مما جعلها تصنف من ضمن الأشجار غير المرغوب فيها خاصة فى المساحات المروية.
المسكيت
فيما أكدت مصادر، أن شجرة " الموسكيت" تشكل خطورة بالغة على البيئة المصرية، حيث إنها تتشعب بشكل عشوائى وتمتد جذورها فى الأرض لعمق يصل إلى 72 مترا تقريبا وبشكل أفقى لمساحات طويلة جدا تصل لمئات الكيلومترات، وخطورتها فى أنها تبقى حية لأكثر من 20 سنة، ويمكن أن تنبت فى أى وقت مادم توافرت لها ظروف الإنبات الملائمة.
وأوضح ، إن الاتحاد الدولى(IUCN) صنف هذه الشجرة كأخطر الكائنات الحية فى العالم فى حالة إدخالها لتزرع فى بيئات غير بيئاتها الأصلية، وأطلق عليها بسرطان البيئة أو الشجرة الحمقاء وأن الوطن الأصلى لشجرة الموسكيت هو المكسيك، وهى شجرة دائمة الخضرة طول السنة، وأفرعها تنمو بطريقة عشوائية غير منتظمة، وذات أشواك حادة جدا وكثيفة للغاية، تحول حتى دون الاستفادة بها فى رعى الحيوانات المستأنسة، وتشبه فى شكلها بعض الأشجار البرية.
شجرة المسكيت