صراع قديم يتجدد بين واشنطن والاتحاد الأوروبى، يدفع الحليفين نحو فصل جديد من التوترات التى أذكتها سياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب، والتى تعلقت بشكل رئيسى بشأن التجارة.
فبعد سنوات من الهدوء بشأن الخلاف الخاص بدعم الاتحاد الأوروبى المتواصل لشركة "إيرباص"، الأوروبية المصنعة للطائرات، فاجأ الرئيس ترامب حلفاءه فى القارة العجوز بفرض تعريفة جمركية إضافية على عدد من البضائع المستوردة من الاتحاد الأوروبى تقدر قيمتها بـ11 مليار دولار، وذلك ردا على الدعم المتواصل لـ(إيرباص).
ونشر مكتب الممثل التجارى للولايات المتحدة قائمة أولية بسلع الاتحاد الأوروبى التى تم تعيينها لتكون خاضعة لزيادة الرسوم وتتضمن القائمة تعريفة على الطائرات غير العسكرية والأجزاء المنتجة فى فرنسا أو ألمانيا أو إسبانيا أو المملكة المتحدة - البلدان التى يتم إنتاج أجزاء مختلفة من طائرات إيرباص فيها - وكذلك الرسوم على مجموعة كاملة من المنتجات من جميع الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى البالغ عددها 28.
ويعود التوتر بشأن الدعم الأوروبى لإيرباص إلى عام 2004، عندما قدمت الولايات المتحدة شكوى لدى منظمة التجارة العالمية بشأن الأمر، وتقول واشنطن أن المنظمة وجدت - مرارا وتكرارا - أن إعانات الاتحاد الأوروبى لشركة (إيرباص) تسببت فى آثار سلبية على الولايات المتحدة، مضيفا أن تلك الإعانات تسببت فى أضرار تقدر بنحو 11 مليار فى التجارة سنويا.
وقالت الإدارة إن التعريفة الأمريكية تأتى بعد أن قضت منظمة التجارة العالمية، فى مايو الماضى، بأن إيرباص تلقت تمويلًا غير قانونى لطرازى A380 و A350، مما يضر بمبيعات بوينج، لكنها أشارت إلى أن التعريفة لن يتم تنفيذها سوى بعد أن تمنح منظمة التجارة الضوء الأخضر النهائى هذا الصيف.
الأمر أتخذ اتجاها تصعيديا فى التوتر التجارى العابر للأطلسى ، حيث يستعد الاتحاد الاوروبى لفرض تعريفات جمركية انتقامية ضد الولايات المتحدة بشأن دعمها لشركة بوينج الامريكية، مصنع الطائرات العملاق. وصفت كلا من الكتلة الأوروبية وشركة إيرباص الخطوة الأمريكية بغير المبررة تماما.
ويأتى التوتر فى الوقت الذى تعمل فيه الدول الـ28 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لتفويض المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذى للكتلة، للتفاوض بشأن خفض التعريفات مع إدارة ترامب. غير أن التهديدات الجديدة ربما تعقد هذه الجهود، التى تمثل جزء من الجهود الأوروبية لدرء التهديدات الأمريكية لفصل التعريفات الخاصة بالسيارات الأجنبية وقطع غيار السيارات عن غيرها من التعريفات.
وعلى الرغم من أن الإجراء الأمريكى ضئيلا نسبيا بالمقارنة للحرب التجارية مع الصين الذى شهد تعريفات متبادلة تصل إلى 360 مليار دولار خلال تسعة أشهر، لكنه يمثل تصعيدا لافتا فى التوتر مع الكتلة الأوروبية التى كانت فرضت تعريفات انتقامية بقيمة 3.2 مليار دولار على واردات البضائع الأمريكية فى أعقاب قرار ترامب فرض قيود تجارية على الصلب والألومنيوم من الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة