واجهت محافظة مطروح، خلال العقود الماضية، مشكلة حادة فى نقص مياه الشرب، خاصة خلال فصل الصيف من كل عام، مع توافد أعداد كبيرة من المصطافين، لاعتماد المحافظة على مياه النيل بعد ترشيحها بمحطات الإسكندرية ومحطة جنوب العلمين، ونقل المياه عبر خطوط لمسافة 300 كيلو متر من الإسكندرية أو 220 كيلو مترا من محطة جنوب العلمين.
وتفاقمت هذه الأزمة عقب ثورة يناير مع تزايد التعديات على الخطوط الناقلة لمياه الشرب واستخدامها فى رى الأراضى الزراعية، قبل أن تقضى الدولة على هذه الأزمات المتكررة، من خلال التوسع فى إنشاء محطات تحلية مياه البحر، حتى وصلت للاكتفاء الذاتى من مياه الشرب.
وأكد الدكتور إبراهيم خالد السيد، رئيس مجلس إدارة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح، أن القيادة السياسية وجهت بالاعتماد على تحلية مياه البحر فى المدن الساحلية، موضحاً أن تكلفة تنقية ونقل مياه النيل إلى مطروح، أغلى من تكلفة التحلية، حيث إن تكلفة تنقية مياه النيل ونقلها لمسافة 100 كيلو تعادل تكلفة التحلية، فى الوقت الذى يتم فيه نقل المياه لمطروح مسافة 240 كيلومترا، وهو ما يرفع التكلفة بشكل كبير بسبب الروافع واستهلاك الكهرباء وصيانة الخطوط، بالإضافة إلى زيادة التعديات وسرقة المياه لرى الزراعات، مشيرا إلى أن تكلفة تحلية مياه البحر 13 جنيها للمتر المكعب فى حين أن تنقية ونقل مياه النيل تتراوح بين 15 و 17 جنيها للمتر المكعب.
وأضاف "السيد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن حجم إنتاج محطات التحلية، التى أنشأت مؤخرا بمدينة مرسى مطروح تصل لـ72 ألف متر مكعب يوميا، ويتزايد الاستهلاك خلال فصل الصيف ليتجاوز 100 ألف متر مكعب يومياً، ويتم استكمال الاحتياجات، من الخط الرئيسى الناقل من محطة جنوب العلمين.
وقال محمد خضر، مدير العلاقات العامة والإعلام بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح، لـ"اليوم السابع"، إنه تم القضاء على مشكلة نقص مياه الشرب نهائيًا، من خلال تحلية مياه البحر، وتحقيق الاكتفاء الذاتى بالاعتمادها على محطات تحلية مياه البحر، التى تم إنشاؤها خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف "خضر"، أن الدولة بدأت منذ 5 سنوات، فى التوسع بإنشاء محطات تحلية مياه الشرب العملاقة، وافتتاح محطتى الرميلة 1 و2 بطاقة إنتاجية 48 ألف متر مكعب يوميا وأعقب ذلك إنشاء محطة الرميلة 3 بطاقة 12 ألف متر مكعب يوميا، ليصل إجمالى إنتاج محطات تحلية الرميلة إلى 60 ألف متر مكعب يومياً، إضافة إلى محطة باجوش لتحلية مياه البحر التابعة للقوات المسلحة بطاقة 24 ألف متر مكعب يوميا، ومحطة كليوباترا التى تغذى مناطق غرب مرسى مطروح.
وأكد المهندس أنور الفونس أنيس، رئيس قطاع التحلية بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بمطروح، أن مشكلة نقص مياه الشرب انتهت بعد اعتماد مطروح على محطات التحلية، خاصة بعد افتتاح الرئيس السيسى، محطة الرميلة 2 لتحلية مياه البحر بطاقة 24 ألف متر مكعب يومياً، وأعقب ذلك افتتاح محطة الرميلة 3 بطاقة 12 ألف متر مكعب ليصبح إجمالى كمية المياه المنتجة من محطات التحلية بمدينة مرسى مطروح 90 ألف متر مكعب يوميا، وفى حال الاحتياج لكميات إضافية خلال الصيف سيتم توفيرها من خط محطة جنوب العلمين.
وأضاف "أنيس"، أن هناك عددا من محطات التحلية الأخرى على مستوى محافظة مطروح، من بينها محطة تحلية مياه البحر فى مدينة السلوم بطاقة 3500 متر مكعب يوميا، وفى مدينة برانى محطة بطاقة 5500 متر مكعب ومحطة مدينة النجيلة بطاقة 1000 متر مكعب.
يذكر أن أزمة نقص مياه الشرب، قد بلغت أشدها خلال السنوات اللاحقة لثورة يناير، مع تزايد تعديات المواطنين على الخط الرئيسى الناقل لمياه الشرب من محطة جنوب العلمين وحتى مرسى مطروح غربًا، بطول نحو 200 كيلو متر، واستخدام مياه الشرب فى رى المزارع.
ومع تفاقم أزمة نقص مياه الشرب بمطروح خلال الصيف، أنشأت القوات المسلحة، محطة باجوش لتحلية مياه البحر لخدمة أهالى مطروح، قبل أن يبدأ محافظو مطروح المتعاقبين التفكير فى التوسع فى إنشاء محطات التحلية العملاقة بمطروح، بعد أن كانت هناك محطات تحلية بطاقات محدودة تكفى احتياجات سكان المدن الغربية البعيدة مثل السلوم وسيدى برانى والنجيلة، وخصصت الحكومة التمويل اللازم لإقامة محطات التحلية.
وأقيمت محطات الرميلة على مساحة 45 ألف متر، على شاطئ البحر، بمنطقة الرميلة، شرقى مدينة مرسى مطروح، وافتتح الرئيس السيسى، فى شهر مايو 2015 عبر الفيديو كونفرانس، المحطة الأولى من محطات الرميلة لتحلية مياه البحر، وبدء إنتاجها بطاقة إنتاجية 24 ألف متر مكعب.
وافتتحت محطة الرميلة 2 خلال شهر فى عام 2016، وبدء إنتاجها بطاقة 24 ألف متر مكعب يوميا، ليصل إنتاج المحطتين إلى 48 ألف متر، إلى جانب إنتاج محطة تحلية باجوش التابعة للقوات المسلحة بطاقة 24 ألف متر يوميا، وأعقب ذلك افتتاح محطة الرميلة 3، ونفذت المحطات إدارة المياه بالقوات المسلحة، بأحدث تكنولوجيا عالمية فى مجال تحلية مياه البحر وتكلف إنشاء محطتى الرميلة 1 و2 نحو 520 مليون جنيه، بما فى ذلك المنشآت الإدارية والتجهيزات الأخرى، وتكلف إنشاء محطة الرميلة 3 مبلغ 120 مليون جنيه.
وتتولى شركة مياه مطروح إدارة وتشغيل محطات التحلية، وعملية نقل المياه إلى الخزانات الاستراتيجية بمنطقة الكيلو 9 أو عبر الخطوط لمنازل المواطنين.