افتتح الدكتور محمد معيط وزير المالية، أمس، مؤتمر "مبادرة التنمية الدولية لتشجيع التعاون الأفريقة عن طريق المشروعات الصغيرة" أحد الفعاليات الدولية المقامة على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين التى بدأت أمس بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتستمر حتي يوم 15 إبريل الحالى، وفى حضور السفير مارك جروسمان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية سابقا وحاليا نائب رئيس مجموعة كوهين TGC وجوزيف كوستا نائب رئيس المجموعة وزينة البستاني المستشار الأول بالمجموعة، إلى جانب عدد كبير من المستثمرين الدوليين المهتمين بأفريقيا.
وقال وزير المالية، أن الوضع المالى للاقتصاد المصرى حاليا يعد أفضل من أوضاعه قبل 2011 بشهادة المؤسسات الدولية ومجتمع المستثمرين والمؤشرات المالية لمصر، حيث نجحنا فى زيادة حجم الفائض الأولى بالموازنة العامة إلى 21 مليار جنيه، ما يعكس نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى وضع مصر ضمن الدول الأعلى نموًا فى الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن مصر بدأت بالفعل في تنفيذ خطة لتخفيض العجز الكلي بالموازنة العامة أدت إلى خفض مستوى الدين العام من 108% من الناتج المحلى الإجمالي إلى 98% حاليا، متوقعًا أن ينخفض إلى 93% في يونيو المقبل و 89% فى عام 2019- 2020.
وأوضح الدكتور محمد معيط أن وزارة المالية تعمل على تنويع مصادر تمويل الموازنة العامة بما فيها العجز الكلي، حيث طرحنا مؤخرا سندات دولية لاقت إقبال كثيف من المستثمرين وحققت طلبات اكتتاب تخطت قيمتها 9 مليار دولار فور الإعلان عن الطرح بأسواق المال الدولية.
وأضاف الوزير، أن الحكومة المصرية نجحت فى تخطى العديد من الصعاب بفضل تبني القيادة السياسية الحكيمة حلولًا فعالة لمشكلات الطاقة مثل عدم انتظام التيار الكهربائي خلال الفترات الماضية، اما الان وبفضل جهود الدولة تمكنا من تنويع إنتاج الكهرباء من عدة مصادر تشمل محطات تعمل بالغاز الطبيعي، وبالطاقة الشمسية، ، وبالرياح، والفحم ونسعي لإقامة محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة النووية وهو ما حقق وفرة في حجم الانتاج ساعدنا علي العودة لأسواق التصدير لدول الجوار بالإضافة أن الدولة نجحت في تجاوز أزمة نقص إنتاج الغاز الطبيعي الذي كنا نضطر لاستيراده والآن حققنا الاكتفاء الذاتي من الغاز ونتجه لمعاودة التصدير مرة اخرى بدءا من الشهر المقبل.
وأشار الدكتور معيط إلى أن توجه الدولة فى جميع مخططاتها يستهدف تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي وهو ما يؤكد اتجاه الاقتصاد المصري فى المضي قدما نحو الأمام دائما وإن مصر تشهد حاليًا مرحلة مهمة من تاريخها من أجل بناء مستقبل تستحقه ومكانة تليق بمواطنيها وهو ما يعكسه تنفيذ الحكومة خطة للتنمية الشاملة ضمن رؤية مصر 2030 والتي تستهدف ان تكون مصر ذات اقتصاد تنافسي متوازن يعتمد علي الابتكار والمعرفة وقائم علي العدالة والاندماج الاجتماعي والمشاركة وإرساء نظام تكنولوجي متزن ومتنوع تستثمر عبقرية المكان والإنسان لتحقيق التنمية المستدامة وترتقي بجودة حياة المصريين.
وقال الوزير إن هناك 13 مدينة جديدة يجرى إنشائها حاليًا بخلاف العاصمة الإدارية الجديدة لم تتحمل الموازنة العامة للدولة اية أعباء في تمويل إنشائها سواء العاصمة الإدارية او المدن الجديدة بل تمول ذاتيًا مؤكدا ان هذه المدن تعد إضافة مهمة لقدرات الاقتصاد القومي الذي استفاد أيضًا من المشروعات القومية الأخرى وعلى رأسها تنمية محور قناة السويس، حيث حولت القناة أكثر من 4 مليارات دولار لموازنة العام المالي الحالي 2018/2019، لافتًا الي أن الإصلاحات التي تجرى تشمل جميع القطاعات الحيوية خاصة تطوير البنية التحتية لمصر حيث يتم إنشاء 5 أنفاق اسفل القناة لتقليل زمن السفر من وادي النيل إلى سيناء بالإضافة إلى انشاء 7 ألاف كيلو متر من الطرق الجديدة.
وأكد الوزير، أن التحدى الأكبر أمام مصر يتمثل فى قطاع المواصلات والسكك الحديدية، وهو ما نعمل على مواجهته حاليا ، كما تعمل الحكومة علي تطوير قطاعات الصحة والتعليم والتكنولوجيا.
من جانبه، قال السفير مارك جروسمان، أن المجموعة تلمس طلب متزايد على الاستثمار والتعامل مع مصر والاهتمام بتطور أوضاعها الاقتصادية، حيث زاد هذا الطلب بشكل ملحوظ من قبل المستثمرين الأجانب هذا العام مقارنة بالوضع منذ عامين.
جدير بالذكر ان مجموعة كوهين (TCG) هى مجموعة استثمارية تساعد العملاء على الدخول والنجاح في أسواق القطاعين العام والخاص الأفريقية بالاضافة الى مساعدة العملاء على فهم المشهد السياسي والتنظيمي والقانوني والإعلامي لإدارة المخاطر التي قد تتعرض لها اعمالهم ، وتتعامل المجموعة مع الشركات العالمية الكبري والمتوسطة بما فيها الشركات متعددة الجنسيات والتي تعمل في قطاعات السيارات والكيماويات والطيران المدني والخدمات المالية والخدمات اللوجستية الدولية والإعلام والتعدين والنفط والغاز والأمن والاتصالات.