بعيدا عن أعين الكاميرات ووسائل الإعلام، صنع شاب قصة بطولة فقد على إثرها حياته، حيث فوجىء بطالب يسقط بنهر النيل، ويغرق بالمياه، لم يتوانى فى إنقاذه، وأسرع محاولا انتشاله، لم يفكر فى المخاطر التى قد يتعرض لها، من شأنها أن يدفع حياته ثمنا لها، أسرع إلى المياه وحاول نجدة الطالب، إلا أنها لحظات معدودة صارع خلالها الموت، ليختفى عقب ذلك مع الطالب وتبتلعهما مياه النيل، لتنتهى حياتهما سويا.
"محمد فتح الباب" شاب يبلغ من العمر 31 عاما، كان يستقل الأتوبيس النهرى الخاص بنقل المواطنين من منطقة الحوامدية إلى المعصرة كعادته اليومية بحكم إقامته بمنطقة الحوامدية، عدد كبير من الأهالى يستقلون الأتوبيس النهرى، البعض يجلس على المقاعد، والاخرون يقفون على جوانبه.
لحظات وتحرك الأتوبيس فى رحلته النهرية، لكن سرعان ما تعالت صرخات أحد الأشخاص، وحدثت حالة من التزاحم، الاستغاثة تبين أنها لـ "احمد" طالب يبلغ من العمر ما يقرب من 13 عاما، اختل توازنه وسقط بالمياه، كان يجاهد لمقاومة الغرق، تحرك "محمد" مسرعا نحو الإستغاثة، ولم يفكر فى إجادته السباحة من عدمه، ألقى بنفسه بالمياه وراء الطالب محاولا إنقاذه، حاول التمسك به ورفعه من المياه، إلا أن القدر كان له رأى أخر، حيث ابتلعتهما المياه وغرقا سويا ليفارقا الحياة، أمام أعين ركاب الأتوبيس النهرى الذين عجزوا عن تقديم المساعدة لهما.
عقب غرق "أحمد" وشهيد الشهامة "محمد" تم إبلاغ قسم شرطة الحوامدية، حيث أسرع رجال المباحث للإستعانة بفريق الإنقاذ النهرى، الذين بدأوا فى البحث عن جثتى الضحيتين، استمرت عمليات البحث عدة ساعات فى محاولة للعثور على الجثتين وانتشالهما، إلا أن عمليات البحث باءت بالفشل، مما دفع أهالى الضحيتين وأصدقاءهما للمطالبة بمساهمة كل من يمتلك الخبرة أو يعمل فى مجال الغطس، بالمشاركة فى عمليات البحث عن الجثتين.
وأكد عدد من أهالى منطقة الحوامدية، أن الحادث أصابهم بحالة من الحزن، خاصة وأن الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، وأضافوا أن المعدية الخاصة بنقل المواطنين حدث بها عطل منذ فترة، فتم الإستعانة بالأتوبيس النهرى لنقل المواطنين من الحوامدية إلى المعصرة والعكس.
وذكروا أن الأتوبيس النهرى يصاب أيضا بالعديد من الأعطال، مما يسفر عن توقفه عن العمل، وهو ما يعطى الفرصة لأصحاب اللنشات الخاصة لاستغلال المواطنين فى رفع أجرة نقلهم، وطالبوا بإطلاق إسم الشهيد "محمد فتح الباب" على أحد شوارع الحوامدية، تخليدا لذكراه وتقديرا لبطولته باعتباره شهيد الشهامة، حيث قدم روحه فى محاولة لإنقاذ شخص لا تربطه به أى علاقة سابقة.