بداية جديدة من المعاناة ولدت من رحم الطلاق لتبدأ رحلة شقاء الزوجات مع أزواج يستغلون الأطفال والنفقات فى ابتزازهن، ليقعن ضحية للعنف الأسرى والضغط النفسى بين صراع التخلى عن أولادهن فى ظل عدم مقدرتهن على حمايتهم فى ظل قانون الرؤية الحالى، أو مواجهة الأزواج فى المحاكم وأقسام الشرطة، وقسوة الاتهامات التى تنهال عليهن وتهدد بضياع حقوهن.
استمع "اليوم السابع" لحكايات بعض الزوجات منهن من استسلمت لحالها ورضيت أن تعيش بجسد منهك ومعتدى عليها خوفا من لعنة الطلاق، وأخريات قررن العصيان على الذل ورفض فقد كرامتها على فراش الزوجية.
صورة محكمة الأسرة
فى البداية قالت "حنان.س" الأم الثلاثينية إنها حصلت على الطلاق منذ عامين، بسبب خلافات مع عائلة زوجها التى وصلت لتجريدها من ملابسها وطردها للشارع، وخلال تلك الفترة لم يكن زوجها ينفق عليها، وعجزت عن الحصول على أى مستحقات مالية بعد الطلاق بسبب معاقبتى على الذهاب لمحكمة الأسرة، وواجهت من حماتها منتهى القسوة لتقدم على نشر اتهامات نالت من سمعتها بمنطقة سكنها، وأدت لمحاولة قتلى على يد شقيقى بسبب خوفه من الفضائح، فلم يكن أمامها إلا العمل لكن زوجها لاحقها وتسبب فى طردها منه.
وأضافت بعد إقامة دعوى نفقة أمام محكمة الأسرة بأكتوبر "ساومنى على التخلى عن كل حقوقى ومستحقاتى من نفقة لى ولطفلتى، وخلال العامين الماضيين لم يسأل على ابنته رغم أننى كنت أهتم بالذهاب لجلسات الرؤية والانتظار لساعات، ولم أمانع فى حضور أهله لرؤية الطفلة دون فائدة".
تعبيرية عن العنف ضد الزوجات
أما "نهى.ع" التى وقفت أمام محكمة الأسرة بأكتوبر بعد 15 عاما من الحياة الزوجية فقالت "عانيت كثيراً بسبب علاقات زوجى النسائية، لأضطر لترك منزل الزوجية كثيراً والذهاب إلى منزل أهلى، كان يغيب كثيراً عن المنزل ليقدم على أفعاله المخلة، ويستغل ذهابى للعمل ويحضر سيدات للمنزل، ما دفعنى لطلب الطلاق حتى لا تكبر ابنتى وترى تلك الحماقات التى يفعلها والداها".
وتؤكد الأم والزوجة "طلبت الطلاق منذ 5 سنوات، بعدما رفض قطع علاقاته النسائية، وبعد الطلاق كنت أسمح له برؤية ابنتنا كل أسبوع، لكنه أراد أن ينتقم منى على فضحه ليخطف الصغيرة ويختفى".
وتضيف "أقمت عدة دعاوى وتم الحكم لى بضم حضانة ابنتى لكنه نجح فى الهروب من مصر والذهاب لأمريكا للإقامة هناك".
ووقفت "جميلة.ع" التى تزوجت بالإجبار على يد والدتها خوفا من شبح العنوسة أمام محكمة الأسرة بالمعادى تستغيث بعد 12 عاما من العنف لتقول "عجزت على تحمل الضرب والإهانة، لأهرب للخلع بعد أن رفض زوجى تطليقى، فهو يستمتع بسبى وضربى أمام أولادنا الثلاثة، فقط لأنه يشعر بأننى أفضل منه اجتماعيا".
تعبيرية عن العنف ضد الزوجات
وأضافت "بعد الزواج اكتشفت شعور زوجى بالنقص بسببب مستوى أهلى الاجتماعى، وشعوره بأنه أنقذنى من مصيبة عدم الزواج على حد وصفه ومعايرته الدائمة لى بعد بلوغى 36 عاما بدون زواج، وبالتالى قبل به أهلى عندما تقدم لخطبتى رغم أنه حاصل على تعليم متوسط، لأعيش فى جحيم دفعنى لمحاولة الانتحار هربا من جبروته.
أما عن "علا.ع" فهى حالة مأساوية أسوء حالا ممن سبقنها فصاحبة الثلاثين عاما تعيش على أمل واحد، هو رؤية ابنها التى أرغمت على تركه بأمر زوجها.
وتضيف الزوجة "اعتاد زوجى إخضاع جسدى الهزيل بالضرب بالحزام وتقييدى كالحيوانات طوال فترة حياتى معه برفقة حماتى، طوال 5 سنوات مع زوج لا يرحم فى منزل أهله، مع ستة أفراد وأبناء شقيقته، تحملت الإهانة والسب والضرب والاغتصاب من أجل أن أعيش وأربى الجنين الذى يتكون فى أحشائى، ورضيت أن أصبح خادمة لعائلته.
وتكمل "هربت وتركته وطوال 7 سنوات أعيش داخل أروقة محاكم الأسرة بحثا عن ابنى بعد أن طردنى من البيت، وجردنى من مصوغاتى، وخرجت من المنزل بلا شىء يسترنى أو مال ومحرومة من نجلى الصغير، ووصل الأمر بأهله أن يتعدوا على بالسكاكين داخل المحكمة بسبب طلب حضانة طفلى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة