نسى حق الجيرة وما أوصى به الدين فى حق الجار على جاره، فهذا رسول ألله يقول " ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه "، أما الآن بات واضحا أن قطاع كبير من المجتمع لم يعد يراعى حقوق الجار، وأصبح دمه مستباح لأتفه الأسباب.
وفى هذا السياق تشاجر رجلان بسبب خلافات بين زوجتيهما واستعان كل منهما بعشيرته وتبادل الطرفان إطلاق الرصاص فروعوا الناس ومات زوج إحدى السيدتين.
" هو اللى رفع السلاح الأول وضرب نار، ولو كنت معملتش كده كنا عشنا عنينا مكسورة فى المنطقة، محستش بنفسى إلا وأنا والسلاح فى ايدى وهو مرمى فى الأرض سايح فى دمه "، هذه كانت كلمات "سامح.ص" 40 سنه المتهم بقتل جاره بروض الفرج بسبب خلافات بين زوجتيهما.
وكشف أمر إحالة، المتهم لمحكمة الجنايات عن أن القتيل جار المتهم منذ فترة طويلة، و نشبت خلافات بين زوجتيهما وتبادلتا السباب والشتائم النابية، فأبلغت إحداهما زوجها "المجنى عليه" بالمشاجرة، الذى حضر على الفور وبصحبته شقيقه، وسب زوجة المتهم التى أبلغت زوجها فحضر وبرفقته شقيقه، ونشبت مشاجرة بين الطرفين.
وكشف المتهم فى أقواله للنيابة العامة، أنه كان يعلم أن المجنى عليه لديه سلاح ناري يستخدمه فى التشاجر مع الآخرين، وعندما أخبرته زوجته بالمشكلة وبينها وزوجة المجنى عليه، وسب القتيل لها قرر المتهم إحضار سلاح ناري ليواجه به المجنى عليه، لأنه يعلم بأن القتيل سيستخدم السلاح الذى بحوزته، فقرر مواجهته بالسلاح ليسترد كرامة زوجته التى أهانها أمام الجميع فى المنطقة وفق تصوره.
وأضاف المتهم بأنه اتصل بشقيقه وطلب منه أن يسبقه إلى منزله ويحضر معه أصدقائه وأسلحة نارية وبيضاء، موضحا بأنه كان مقررا أن يستعيد حق زوجته وينتقم لكرامتها من خلال مشاجرة كبيرة ترعب باقى الأهالى حتى لا يتجرأ أحد منهم بعد ذلك عليها، وفور وصوله لمنزله أشهر السلاح النارى وتوجه إلى وسط الشارع وأخذ يسب ويستدعى المجنى عليه كى يواجهه، وعندما خرج القتيل ومعه شقيقه أطلق وابلا من الأعيرة عليه ومن معه، قاصدين إزهاق روحه.
وأضاف المتهم، بأنه لم يتردد فى تبادل الأعيرة مع المجنى عليه، وصوب على منزله وجميع النوافذ فيه الرصاص، قاصدا إرهابه لا قتله، وعقب توقف الأعيرة أخبره شقيقه بأنه أصاب الضحية وسقط غارقا فى دمه، كما أصاب شقيقه وعدد من الأهالى، فترك الشارع وفرا هاربا مع شقيقه.
بدأت القضية تلقى ضباط مباحث روض الفرج بلاغ من الأهالى باندلاع مشاجرة بين شخصينن بالأسلحة النارية مع سقوط مصابين.
انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين لهم من المعاينة الأولية وفاة أحد المصابين " محمد.أ " قبل نقله إلى المستشفى وإصابة آخرين تم اسعافهم.
وبسؤال المصابين وأهالى المنطقة أفادوا أن المشاجرة نشبت بين زوجتى المتهم والمجنى عليه، واستعانت كلا منهما بزوجها اللذين استخدما أسلحة نارية وانتهت بسقوط المجنى عليه مفارقا الحياة.
بتكثيف التحريات، وجمع المعلومات، توصل رجال المباحث إلى مكان اختباء المتهم، وبإعداد الأكمنة ، تمكنوا من القبض عليه وبحوزته السلاح النارى المستخدم فى الواقعة.
وبمواجهته، اعترف بارتكاب الواقعة بقصد الثأر لكرامة زوجته فتحرر المحضر اللازم، وباشرت النيابة العامة وأحالت المتهم لمحكمة الجنايات، التى عاقبته بالسجن المؤبد بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة