علاقتى بالدمرداش العقالى استمرت بعد طلاقى معه وكان يزور أبنائى فى بيتنا ويتغدى معنا
رفض الهجوم على العقالى بعد اتجاه للتشيع ولكل شخص رأيه وطوال التاريخ الإسلامى هناك مذاهب وهذه ليست معرة
واجهت والدى لإكمال تعليمى بعدما رفض طلبى وناظر المدرسة كان له دور كبير فى إكمال دراستى
عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان له دور هام فى إكمال دراستها بمدارس "أمريكان كوليدج"
الشيخ أحمد الباجورى كان له دور كبير فى التحاقى بالأزهر رغم تخرجى من مدارس تبشيرية
تعرفت على المستشار الدمرداش العقالى خلال زيارته لوالدى فى المستشفى ووالدتى أخذت تقنعنى عاما للقبول بالزواج لأنى كنت أريد إكمال دراستى العليا
الدمرداش العقالى ترك لى مسائل البيت وتربية الأبناء وسألنى فى مرة ابنته الكبرى علمى علوم أم رياضة
زوجى انضم للإخوان لفترة قصيرة للغاية ثم تركهم مبكرا وعلاقته بإبراهيم شكرى كانت قوية للغاية وكان من الصعب أن يؤثر أى شخص عليه
زرت الدمرداش العقالى فى المستشفى قبل أسبوعين من وفاته وحضرت عزاءه وزرت قبره رغم طلاقنا
أفكر فى الترشح لمجلس الشورى ولن أترشح مجددا فى الانتخابات البرلمانية
ما نعرفه عنها هى تلك المرأة المثقفة الأستاذة الجامعية، والنائبة البرلمانية التى خاضت معارك قوية مع التيار السلفى لفضح فتاويه الشاذة، بجانب تصريحاتها القوية تحت قبة البرلمان، ولكن لا نعرف شيئا عن آمنة نصير سيدة البيت والزوجة والأم، كيف توفق بين مهامها كأستاذة جامعية ونائبة فى البرلمان وبين بيتها.
أسرار جديدة تكشفها الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، حول طفولتها وكيف كان والدها يرفض أن تكمل تعليمها ودور عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى إكمال تعليمها فى مدرسة أمريكان كولدج، وكيف تخرجت من مدرسة تبشيرية ثم التحقت بالأزهر الشريف.
خلال حوارنا مع الدكتورة آمنة نصير، تطرقنا إلى محاور عديدة خاصة بزوجها المستشار الدمرداش العقالى، وتكشف لأول مرة العديد من الكواليس الخاصة بحياتهم وكيف ساعدها المستشار فى إكمال دراستها العليا، وعن فترة عمله السياسى وكيف كانت تساعده، وعلاقاتهم ببعض بعض الطلاق بجانب أسباب الطلاق ورسالته لها عندما طلبت منه الأنفصال وعغلاقتهما بأبنائهما والكثير من الأسرار والكواليس فى الحوار التالى..
أنتِ نائبة برلمان وأستاذة فى الجامعة وربة منزل.. كيف ترتبين عملك اليومى وتفرغين نفسك لعمل لمنزل بجانب تلك المهام؟
أهم شىء لدى هو قيمة الوقت، فلما كان أطفالى صغار يحتاجون إلى وقتى، ففى البداية كان لدى خدامتين، أخذتهم من بيت والدى فى بداية زواجى، الأولى للتنظيف، والثانية لتجهيز الأكل وأقوم أنا بتحضيره ، وأنا منذ بداية زواجى وأنا متفرغة لأبنائى ، وعمرى ما تركت شغالة من الشغلتين تحب أطفالى ، فكنت أنا من أدرس لهم وألبسهم واربيهم ، وحتى السواق لم أكن أجعله يوصلهم إلى المدرسة، بل أنا اللى منت بوصلهم ، وكانوا فى 3 مدارس، وكنت أوصلهم إلى الـ3 مدارس المختلفة كل يوم صباحا ، وكان المستشار الدمرداش العقالى يقول لى أتركى السواق يوصلهم فكنت أقول له "لا"، محدش هيوصل أبنائى غيرى خصوصا البنات، فقد راعيت طفولة أولادى ، فكنت أتابع أبحاثى ودراساتى فى الجامعة وفى ذات الوقت أتابع مذاكرتهم بشكل يومى ، وكان أكثر واحد مشاغب فيهم محمد الدمرداش ، فكانت الحياة مليئة بالترف والحب، والرعاية النفسية والاجتماعية والإنسانية لأطفالى.
هل كان هناك تكامل فى تربية الأبناء بينكى وبين زوجك المستشار الدمرداش العقالى؟
المستشار حينها كان عضو مجلس شعب لـ5 سنوات، وعضو مجلس شورى ورجل فى النقض، وكان يأتى على المكتب ويعمل بـ 10 ساعات ، فلم يكن لديه وقت كى يربى معى الأبناء .
هل هناك موقف تتذكريه بشأن هذا الأمر بينكى وبين المرحوم الدمرداش العقالى؟
أذكر أن إبراهيم شكرى، كان يأتى ليزورنا فى المنزل، فإبراهيم شكرى تحدث مع الدمرداش العقالى وقال له يا سيادة المستشار هى أبتهال – ابنتنا الكيرة- علمى ولا أدبى، فرد عليه الدمرداش العقالى وقال لا والله ما أعرف استنى لما اسأل امها، فقال يا دكتور هى ابتهال علمى أيه فقلت له علمى علوم ، فهو كان مطمئنا أنى سأقوم بمهمة تربية الأبناء بشكل جيد ، فهو كان غرقان فى السياسة بتاعته ، وهذه كانت عيشته فهو كان مهتم بالعمل وأنا كنت أهتم بالبيت والأولاد ، وكان من الطبيعى أن المستشار لا يأكل أى أكل "بايت"، فكنت كل يوم أعمل أكل جديد، فكان كل يوم لابد من أكل طازج، فكما قولت أهم شئ تنظيم الوقت، واحترام الوقت، وكنت لا أشتت نفسى فى أى دعوة ، فلم اذهب إلى أى مؤتمر وأبنائى معى، وأذكر أنه جاءنى مؤتمر إلى النمسا فقال لى أبنائى أذهبى نحن سنتصرف، وحينها أتيت بأبنة خالتى وكانت فى الإسطندرية كى تجلس معهم حتى أعود من النمسا، فلابد من مراعاة إدارة شؤون بيتك ، وكان المستشار الدمرداش العقالى دائما يقول لا يوجد سيدة فى الدنيا كلها مثلها، فعمرى ما قصرت له فى حق، ولم أقصر فى حق أولادى، لم أقصر إلا فى نفسى.
هل هذا يؤكد أن السيدة يمكن أن لا تقصر فى بيتها وكذلك فى عملها لأن أغلب السيدات يتركون العمل بدعوى أنهم لابد أن يهتموا فقط بتربية الأبناء؟
هؤلاء طاقتكم كذلك، فليس كل إنسان لديه نفس الطاقة المتنوعة المتحفزة والنشيطة صاحبة الإرادة ، فأنا ربنا أعطانى هذه المميزات ، فهذه مهمة ثقيلة ، فلم أدخل أى مدرس بيتى للمذاكرة لأبنائى، بل أنا من كنت أذاكر لهم، فتنظيم الوقت هو مدرسة ، فهذا يحتاج إلى جهد كبير وصبر وإمكانيات.
انتى تعلمتى فى مدرسة تبشيرية فكيف أصبحتِ أستاذة عقيدة وفلسفة بجامعة الأزهر؟
فى البداية، أنا والدى كان ضد أنى أخرج من القرية وأتعلم، فكانت هذه معركة رهيبة، فأنا بعد ما أخذت الـ 4 سنوات التعليم الإلزامى بمدرسة القرية، ففكرت أن أكمل تعليمى فى أسيوط، وأتذكر أنى عندما قلت ذلك لوالدى فكأنى مسنى جن، فقرأتى للجرائد فتحت عقلى وجعلتنى أفكر فى إكمال تعليمى، فقد جعلتنى أكون مبهورة بأمينة السعيد، وبنت الشاطئ، فوالدى كان مندهش لفكرة إكمال تعليمى، وقال لى أنتى تعرفى تقرأى وتكتبى مثل اللبلبة، فلماذا تكملى تعليمك، فلجأت إلى ناظر المدرسة الأستاذ أحمد عبد الرحمن، وناظر المدرسة التى كنت أدرس فيها كان يعرف أنى متميزة ومستنيرة ، وكان يأتى بى من سنة تانية ابتدائى لأقرأ لسنة رابعة ابتدائى، وقلت لناظر أنا أريد أن أكمل تعليمى فى أسيوط، فرد على وقال شاطرة أنا سأذهب لأبوكى وأقنعه.
وماذا حدث بعد ذلك؟
عندما جاء ناظر المدرسة إلى والدى ، أشعر بهذه اللحظة إلى الآن عندما أتذكرها أشعر بخفقة قلبى حول ماذا يقول الأستاذ أحمد عبد الرحمن لوالدى، وهذا الرجل كان رائعا حيث قال له أنا سأجعلها تذهب إلى مدرسة لن يراها أحد ، حيث لا تخرج على الإطلاق إلا أنك تذهب بها إلى المدرسة وتأتى لتأخذها بعد ذلك سواء أنت أو أبنك أو الذى ترسله، وطمأنه على المدرسة، وذهب ناظر المدرسة وأخذ ملفى من المدرسة وذهب به إلى مدرسة أميركان كولدج، وقدم لى فى المدرسة وجاء لى وذهب بى إلى المدرسة للتقديم وقال لى أسرعى قبل ما والدك يتراجع عن قراره، وعندما ذهب للمدرسة وقاموا بإجراء اختبارات لى ونجحت، وانتهت من دراسة إنجليزى كان من المفترض أن انتهى منه خلال سنتين، انتهيت منه خلال شهرين فقط.
كم عام مكثتى فى هذه المدرسة؟
مكثت فيها من 4 ابتدائى إلى الثانوية العامة ، وهنا ظهرت المسلمة التى جاءت فى بيت مسلم متدين جدا، فأول شئ فعلته خلال وجودى بمدرسة أمريكان جولدج أنى قلت لهم لابد أن أصلى، وكان والدى يدفع أموال كثيرة فى هذه المدرسة، حيث كان يدفع ثمن 8 أفدنة طين ، فكانوا يأخذون منى فى القسم الداخلى 200 جنيه، والدراسة بالمدرسة كانت حينها 150 جنيها، أى أن مجموع ما كان يدفعه أبى للدراسة فى تلك المدرسة 350 جنيها، فهذه كانت ثروة فى الخمسينيات، التى كان يضعها أبى كل عام فى المدرسة كى أكمل تعليمى، وفى رمضان دخلت معركة من أجل أن أصوم، واتذكر أنه حينها الحاج حسين عبد الناصر، عم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كلم المدرسة حينها وقال لهم تسمحوا للمسلمات يصوموا ويصلوا وإلا سنغلق لكم المدرسة، فأحد الخشماء قال إن أمنة نصير خريجة مدارس تبشيرية فهى عمرها ما ركعت للصلاة، واتخرجت ونعم التعليم الذى تلقيته فى تلك المدرسة، وتعلمت فى المدرسة التنوع، وتعلمت التعليم الجاد والصرامة واحترام الوقت ، وأنا منذ طفولتى وحتى الآن لم اتغيب على الإطلاق سواء فى حصص المدرسة أو فى محاضرات الجامعة، أو عن جلسات البرلمان لم أغيب مطلقا.
ما هو انطباعك عن والدك بعد أن كان رافضا لإكمال تعليمك ثم وافق؟
والدى شخص صارم جدا وحنون جدا، وطيب جدا وحكيم جدا.
كيف انتقلتى من المدرسة أمريكان كولدج إلى الأزهر الشريف؟
عندما انتهيت ما يقابل الثانوية العامة، قررت أن أكمل تعليمى الجامعى، فقالوا لى إن هناك جامعة فقط للبنات فى عين شمس، أقنعى والدك أن يوافق على أن تدرسى هناك، فقلت أننى لن أذهب إلى الجامعة المختلطة، فقلت لوادلى هذه كلية بنات وكل من يدرسون لنا أساتذات سيدات، وظللت أنا واقاربى فى القاهرة والإسكندرية نقنعه بهذا الأمر إلى أن وافق عليه.
لماذا اخترتِ قسم فلسفة وعلم نفس؟
أصريت على أن أدخل قسم فلسفة وعلم نفس كى أتصالح مع نفسى، ودخلت قسم فلسفة وعلم نفس واجتماع وكان ذلك أخر عام لهذه الأقسام الثلاثة مجتمعة وكنا ندرس 16 مادة فى التيرم الواحد، ودرست على يد أعظم فلاسفة القرن الـ20 مقل عبد الرحمن بدوى وزكى نجيب محمود ومحمود قاسم وعلى سامى النشار وحسين المصرى، فكنت محظوظة بهذا القسم وأساتذته ونبغت كثيرا فى القسم، وكنت أكثر استنارة عن زميلاتى فدراستى مع الأمريكان جعلتنى أكثر استنارة، وهذا جعلنى أطلع الأولى على قسمى.
وماذا حدث بعد التخرج؟
تخرجت وبعد تخرجى ، أعلنوا فى الإذاعة أنهم يريدون مذيعات، فذهبت وامتحنت ونجحت، فتواصلت مع والدى لأخبره بأنى أريد أن أعمل فى الإذاعة فقال لى : إذاعة يا أمنة هو نحن بتوع إذاعة أنتى هتجننينى ، بكرة هاتى شنطتك وتعالى على البيت فى أسيوط فقلت له حاضر، فتواصلت مع الشيخ أحمد الباجورى، والذى قال لى تواصلى مع والدك وقولى له أننى سأعينك فى الأزهر ـ فقلا لوالدى يا والدى لماذا لا تريدنى أن أعمل فى الإذاعة، الشيخ الباجورى يقول لك أنه عينى فى الأزهر الشريف، فقال لى والدى : "طيب بس هاتى شنطك وتعالى على البيت وبعدين نتصرف"، فقال لى الشيخ الباجورى بكرة تيجى الأزهر وتقدمى ورقك لو عدى للمنزل كما قال لكى والدك لن تعودى للقاهرة مرة أخرى، فذهبت تانى يوم إلى الأزهر واستلمت عملى ومن هنا بدأت مسيرتى بالأزهر، وأكملت دراستى فى عين شمس حيث أكملت الماجستير والدكتوراه .
لننتقل إلى الحياة الأسرية وعلاقتك بالمستشار المرحوم الدمرداش العقالى نحن نعلم أن من عادات الأسر الصعيدية قديما أن الأسرة هى من تختار الزوج لبناتها فكيف كانت بداية علاقتك بالمستشار؟
المستشار الدمرداش العقالى كان صديق أخى أحمد نصير والإثنين كانوا خريجين حقوق، وأنا لم أكن اعرفه من قبل، ووالدى كان مريض فى المستشفى وكان يجرى عملية، وكان المستشار الدمرداش العقالى وجد نفسه كصديق لأبنه وكنوع من الوفاء أن يذهب لزيارة والدى فى المستشفى، فزاره ، وعند زيارته لوالدى فى المستشفى كان أول مرة يشوفنى، وعندما دخل لزيارة والدى ووجدنى سأل زوج أختى من هذه، فقال له هذه أمنة، فقال له لم أكن اتصور أنها كذلك، فذهل الدمرداش العقالى وقال هل يوجد فى الصعيد هكذا، وكنت حينها ما زالت بشعرى ، ولم يكن الأمر على بالى على الإطلاق.
وكيف تم الزواج؟
فوجئت بأمى ومن كتر حبها لأبنها المرحوم أحمد، تحدثنى عن الزواج بالدمرداش العقالى، فهو عندما دخل لزيارة والدى زار والدتى وقالت له نعم أنا أسمع عنك من أبنى، فكلام والدتى معى كان هو العنصر الذى جعلنى أقبل بالزواج، لأنه كان فى وقتها أحد أساتذى فى كلية بنات عين شمس تقدم لطلب يدى، وكان هناك شخص آخر تقدم لطلب يدى، ولك ن كان والدتى مصممة على أننا لا نأخذ إلا الصعيدى الذى مثلنا فهذا هو من يعرف قيمتى وهو من يعرف عاداتنا، فوالدتى كانت بليغة اللغة رغم أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب، ورغم ذلك كانت تتحدث باللغة العربية الفصحى ببلاغة نطقها.
كيف طلب المستشار الدمرداش العقالى يدك للزواج؟
ثالث يوم لوالدى فى المستشفى بعد إجراءه للعملية دخل الدمرداش العقالى وقبل يد والدتى وقال لها يا أمى اعتبرينى مثل أحمد ، وأنا اتمنى أن أناسبكم وأمنة لن أجعلها تمشى على الأرض بل سأشيلها فوق عينى ، فأقنعتنى والدتى به وأخذت تكيل فى مزايا المستشار وتذكر مميزاته العديدة وأنا صامتة.
هل كنتى لا تفكرى فى الزواج خلال تلك الفترة؟
نعم، بل كانت فكرة الزواج بغيضة لنفسى لأنى كنت أراها أنها قد تمنعنى عن التعليم، وهذا كان هو العائق الذى من خلاله أراد والدى أن يعيدنى من القاهرة إلى أسيوط ليزوجونى ولا أكمل تعليمى.
كم هى المدة التى احتاجتها والدتك لتقنعك بالزواج؟
أخذت سنة وأنا أقول لهم سأتزوج بعد أن أكمل الماجستير وأنا لا أريد أن أتزوج الآن ووالدتى تقول لماذا، فالرجل لن يمنعك من إكمال الدراسات العليا، فاستمروا فى إقناعى حتى قررت الزواج.
وماذا بعد الزواج من المستشار الدمرداش العقالى؟
بدأ يغير مساره من أسيوط وجاء إلى القاهرة ، وأجرنا دور فى فيلا فى المنطقة الأولى بمدينة نصر وتزوجنا زواج بلا أى ضجيج لأن شقيقى أحمد كان متوفيا حينها، حيث كتبنا الكتاب فى دوار البيت بأسيوط، ثم قال لعائلتى بعد أذنكم نحن سنؤسس بيتنا فى القاهرة، فهذه كانت القصة.
هل كان المستشار يساعدك فى تربية الأبناء وأعمال البيت؟
هو كان منشغل فى عمله، ولكن كان له دور معنوى، ولم يكن يضيق فى أننى أندمج فى أبحاثى بالكلية، فهو كان مشغول فى أحكامه وعمله بالقضاء، فعمل القاضى هو عمل قاسى جدا، فهو كان ممكن يجلس بالـ 7 ساعات فى الأحكام الخاصة بالقضايا التى ينظرها .
عشنا مع بعض 25 عاما، فأنا أخذت الأستاذية وأنا معه، فلم يكن عائق لى أبدا فى عملى بالكلية.
هل كان يساهم معكى فى أن تجتازى عملك ودراساتك العليا؟
نعم، كان يفعل ذلك فقد كان معين لى، يكفى أنه لم يكن يقول لى أنتى طل الوقت تعملى فى ورقك، فلم يكن لدينا هذا الأمر.
نعم جدا، فقد قالت لى صديقتى داليا يوسف، قالى لى أنتى والمستشار نموذج يدرس للأجيال ، فنحن عشنا بمنتهى الاحترام مع بعض، عمره ما قال لى كلمة نابية أو أنا قلت له كلمة نابية، حتى فى أوج غضبه ، فأصاه عندما نغضب من بعضنا أدخل الغرفة وأجلس حتى تهدأ الأمور.
وماذا حدث خلال الانفصال؟
تم الانفصال بمنتهى الاحترام، حيث قلت له يا سعادة المستشار مثل ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف قال لى "اللى انتى عيزاه"، فهذا شئ عزيز علي وهحزن عليه من قلبى ولكن أنا لن أستطيع أن أهمل طلبك، فقلت له شكرا.
وماذا حدث بعد الانفصال؟
بعد ما انفصلنا عندما كانت تأتى ابنتى دعاء من أوروبا يقول لها المستشار يا دعاء استأذنى من أمك أنى سأتى اتغدى معاكم يوم الجمعة فكنت أقو لها قولى له أهلا وسهلا اتفضل، وكان يجلس يتغدى مع أبناءه بكل الاحترام والمودة ، وعندما كان يبحث عن أحد من أولاده ليتحدث معه ولا يجده كان يتصل بي، ويقول يا دكتور الولاد فين شوفيهم خليهم يردوا علي، إلى آخر لحظة، وهو فى المستشفى قبل أن يتوفى بأسبوعين أو ثلاثة ذهبت لأزوره فى المستشفى فالآية تقول "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، فنحن طبقناها بمعنى الكلمة ، فأنا فضلت لأخر يوم أكن له الاحترام ولآخر يوم فى عمرى أكن له الاحترام واترحم عليه وأخذت عزاه مع أولادى مثلى مثلهم ، وذهب مع أولادى لقبره لزيارته.
أنتى كنتى قريبة منه خلال فترة عمله بالسياسة ؟
نعم كنت قريبة منه جدا وكنت داعمة له، فكان لا يخلو البيت من ضيوف يأتون له من البلد أو من قيادات حزب العمل وإبراهيم شكرى، وكنت مضيافة للكل ، فكان البيت مفتوح ليل ونهار.
ما هى كواليس انضمامه لجماعة الإخوان ثم انفصاله عنها؟
نعم هو انضم لجماعة الإخوان فترة، وذلك خلال فترة وجود بحزب العمل وكانت علاقته قوية للغاية بإبراهيم شكرى، ويحبون بعض كثيرا، ولكنه انفصل عنهم مبكرا واختلف معهم.
هل كنتى تنصحيه خلال فترة انضمامه للإخوان؟
أبدا.. لم يكن يسمع نصيحتى فهو شخصية عملاقة جدا فى فكره وعقيدته ورأيه وقبوله ورفضه للأمور، فهو شخصية شديدة الميراث، فلم يكن من السهل لأى شخص أن يؤثر عليه .
وما حقيقة ما كان يقال عنه أنه زعيم الروحى للتيار الشيعى؟
أنا حزينة على الشعب المصرى فى هذه الخصوصية ، شخص وتمذهب وأصبح من المعتزلة أو شيعى ، فطول التاريخ الإسلامى وهناك مذاهب ، فكان من الطبيعى أن شخص يهواه مذهب معين أو يتوجه لتيار معين فلم تكن معيبة مثل الآن هنا، فهنا معيبة لأننا أميين لا ندرس فلسفة ولم ندرس علم كلام ولم ندرس عقائد، فالإنسان عدو ما يجهل، ولذلك يعتبرون أى شخص يتعاطف مع فكر معين بأن هذا معرة فلماذا هذا معرة!، فشخص نفسه مالت إلى فكر معين فما هو المشكلة فى ذلك.
ماذا قلتى له حينها؟
لم أستطع أبدا أن أقف حجر عثرة له، فهو رجل عقله جبار ، فلم أكن اصطدم معه فى أى شىء.
هل كان المستشار الدمرداش العقالى يستشيرك فى بعض الأمور الخاصة بالسياسة؟
أحيانا، ففى البرلمان كان يستشيرنى.
هل تفكيرنى فى ترشيح نفسك فى انتخابات البرلمان المقبلة؟
أفكر فى الشورى فقط حال تكشيله ولكن البرلمان لا ، لأن مجلس الشورى يضم حكماء يحسن اختيارهم.
متى بدأ المستشار الدمرداش العقالى يتجه للفكر الشيعى؟
هذا كان متأخرا بعد طلاقنا .
هل هذا كان سبب الطلاق باتجاهه نحو التشيع؟
لا إطلاقا .. وحتى لو كنت معه أنا اتقبل الاختلاف فهذه هى ميزة الفلسفة هو التنوع والاختلاف فهذا لا ينفرنى ، فإذا كان انتهج هذا التوجه ونحن مع بعضنا لن أكون لأضيق فهو حر فى تصرفاته، وهذه نصيحة لكل زوجة، فالزوجة التى تتصور نفسها أنها تهيمن على الزوج فى الكبيرة والصغيرة وتحاسبه على أية لافتة أو كلمة فهذه سذاجة ، فلكل إنسان تشكيله الذاتى وطبيعته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة