قامت كلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة باستضافة فعاليات مشروع مودة لتوعية المقبلين على الزواج "مودة" للحد من حالات الطلاق، وقد تناولت الدورة مشروع الزواج من جوانبه مجتمعة، وأهمها الجانب النفسى والشرعى والصحى، وتطرقت بجرأة ووضوح لكافة جوانب الحياة الأسرية بما فيها العلاقات الحميمية ومدى تأثيرها على التماسك الأسرى، وذلك للتماس مع الواقعية وتحقيق الفاعلية فى معالجة القضايا التى تؤدى إلى انهيار الأسرة.
كما تطرقت الدورة إيضا إلى كيفية إدارة الأسرة وتدبير أمورها المادية والاجتماعية، فنوهت على ضرورة مشاركة الزوجة فى هذه الإدارة، خاصة شئون المنزل المالية باقتراح الحلول والبحث عن البدائل وترشيد الاستهلاك فى الطاقة وموارد المنزل الاقتصادية.
وشاركت الدكتورة أمل سويدان عميدة الكلية فى فاعليات المشروع، مشددة على تبنى فلسفة الحوار وفتح أفق كلا الطرفين للآخر، وتقبل كل شريك لشريكه كما هو، واعتماد الثواب والعقاب على أن يكون العقاب غير البدنى للأبناء.
الدكتورة أمل سويدان
وفتحت الدكتورة إيناس السيد ناسه للحاضرين المجال لمناقشة قضية "العدد الأمثل للأبناء"، ونقد الفلسفة التى ترى كثيرة الأطفال عزوة وأمان، ومدى أهمية الاقتصار فى الإنجاب على طفلين من أجل حياة صحية وسليمة تتمتع فيها الأسرة بمستوى اقتصادى مناسب ومن أجل تخفيف الضغط على المجتمع والدولة، كما تناولت الجانب الشرعى للزواج ومكانته فى الإسلام والمسيحية، والأحكام التى جاءت بها الشريعة الإسلامية لبناء أسرة متماسكة.
الدكتورة إيناس السيد ناسه
وتناول الدكتور إبراهيم سعد أستاذ الإرشاد النفسى الجانب النفسى مشددا على ضرورة احتواء كل طرف للطرف الآخر، والتدقيق فى الاختيار وعدم الانخداع بالمظاهر أو البحث عن الشريك بمعايير سطحية، كما شدد على أهمية عدم السماح للأهل والأقارب بالتدخل فى الحياة الأسرية، وجعل السرية والخصوصية مبدأ أصيل يتعدى جانب العلاقة الشرعية لكافة الجوانب الأخرى، ولفت إلى ضرورة فتح الحوار بين الطرفين، واختيار الوقت المناسب للحديث فى الأمور التى تمثل عبئا على الزوج أو الزوجة، وفهم الروابط الاجتماعية واحترامها كأساس لحياة اجتماعية متماسكة.
الدكتور إبراهيم سعد
أما مشكلة العلاقات التى تتجاوز الأطر القانونية والشرعية بين الطرفين وخطورتها على المجتمع والفرد وسحبها لقدرة الفرد على تحمل المسئولية الاجتماعية والاسرية فتناولها الدكتور إبراهيم الدسوقى، وقد تجاوب الحضور مع المحاضرين فطرحوا العديد من الاسئلة وأبدوا عددا من الاقتراحات فطالبوا بتحويل الدورة الى منهج دراسى موسع يستمر لعدة أشهر لتحتوى ورش عمل تشارك فى تشريح وعلاج مشكلات الاسر المفككة، وأن تصبح شرطا إجرائيا وقانونيا للزواج.
الدكتور إبراهيم الدسوقى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة