وجاء ذلك فى الدورة الـ46 لمؤتمر العمل العربى المنعقد حاليا فى القاهرة خلال الفترة من 14 إلى 21 أبريل الجارى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبحضور محمد سعفان وزير القوى العاملة ممثلا لرئيس الجمهورية، 17 وزير عمل عربى، ورُؤسَاء أصحاب الأعمال والعمال، وأعضَاء الوفُود العَرَبيَّة.
وأشارت جرادات، إلى أنه علاوةً على ذلك، لا تزال أوجه العجز فى العمل اللائق متفشية على نطاق واسع، إذ يعيش زهاء 700 مليون عامل فى فقر مدقع أو متوسط، مشيرًا إلى أن معدل البطالة فى المنطقة العربية هو الأعلى فى العالم، إذ يبلغ 7.3 % فى الشرق الأوسط و11.8 % فى شمال أفريقيا مقارنةً بالمتوسط العالمى الذى يبلغ 5 %.
وقالت فى بداية كلمتها إنه لمن دواعى سرورى أن أنضم إليكم فى الدورة السادسة والأربعين لمؤتمر العمل العربى، وأن تتاح لى الفرصة كى أناقش معكم تقرير المدير العام المهم والتوجيهى الذى يتناول بعمق مسائل راهنة تؤثر على قطاعات وشعوب كثيرة فى العالم العربى.
وأشارت إلى أن تقرير المدير العام بعنوان "علاقات العمل ومتطلبات التنمية المستدامة" يبحث فى دور علاقات العمل فى تحقيق مستقبل العمل الذى نصبو إليه، إذ أن قوى جديدة تُحول عالم العمل، منها تحديات مثل التغييرات التكنولوجية وتغير المناخ والتحولات الديمغرافية، ويذهب التقرير إلى أبعد من مجرد تشخيص هذه العوامل، ليقترح حلولا لإعادة تفعيل العقد الاجتماعى القائم فى الدول العربية والمؤسسات المتصلة به، وليؤكد أهمية اغتنام فرصة التغيير لتحقيق الأمن الاقتصادى وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
واستطردت: إنه إذا استثنينا بلدان مجلس التعاون الخليجى التى تعمل فيها أعداد كبيرة من العمال الوافدين، يرتفع معدل البطالة فى الشرق الأوسط إلى 10.3 %، ما يوحى بأن وضع سوق العمل فى البلدان غير الخليجية سيء، إذ تقوض الصراعات الجارية والمخاطر الأمنية التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وذكرت أن هذه الصراعات أسفرت عن نزوح جماعى للسكان، حيث نزح أكثر من 14 مليون شخص من ديارهم فى سوريا والعراق، ولجأ قرابة 5,9 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، ما فاقم الوضع الاقتصادى المتردى أصلاً فى لبنان والأردن على وجه الخصوص، ويستدعى ذلك اهتماماً ودعماً خاصين.
وشددت على أن هناك تحديات فريدة تواجه الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث يستمر تدهور الوضع الإنسانى فى ظروف لا تزال تجهد سبل العيش لمئات الآلاف من الفلسطينيين، مما يحد من الوصول إلى الفرص الاقتصادية والعمل اللائق.
وقالت إن مشكلة البطالة ليست بجديدة فى المنطقة، بيد أنها تفاقمت بفعل المستجدات الأخيرة، وهى تبرز بوضوح فى صفوف النساء والشباب، ففى عام 2018، كان خُمس الشابات والشبان عاطلين عن العمل فى الشرق الأوسط، وترتفع هذه النسبة فى شمال أفريقيا إلى الثلث، فيما يبلغ معدل بطالة الشباب العالمى 11.8 %، بطالة الشباب العربى الأعلى عالميا وتبلغ تقريبا ثلاثة أضعاف المعدل العالمى.
وفى الوقت نفسه، فإن معدل بطالة النساء العربيات يفوق ضعف معدل الرجال العرب، ليسجل 20.7% فى شمال أفريقيا و15.6% فى الشرق الأوسط فى عام 2018، مشيرة إلى أن هناك 13 مليون عاطل عن العمل فى المنطقة العربية، وما لا يقل عن 25 مليون شخص لا يعملون بشكل كامل فى المنطقة.
وعلى صعيد جودة فرص العمل، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 15 مليون عامل يعيشون فى فقر مدقع أو متوسط وأن فرص العمل الضعيفة تشكل تقريباً ربع إجمالى فرص العمل فى المنطقة، كما أن الاقتصاد غير المنظَّم مرتفع، ويسجل نسبة 67.3 % فى شمال أفريقيا و68.6% فى الشرق الأوسط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة