بعد يوم شاق فى عمله انصرف عائداً إلى بيته، وما لبث أن تناول طعام الغذاء بصحبة أسرته الصغيرة.
ثم نادى على زوجته بأن تحضر لهم بعض الفاكهة ليتناولوها، وما هى إلا لحظات حتى وجدها تدخل عليهم بطبق ممتلئ بثمار البرتقال، وجلست وبدأت فى تقشير بعض حبات البرتقال له ولأولاده، فلما ناولته إحداها نظر إليها متعجباً . قائلاً لها ألا يوجد فاكهة بخلاف البرتقال؟
فنظرت إليه باستغراب شديد . وبدأت فى سرد فوائد البرتقال. فقالت إن البرتقال من الموالح الموسمية فضلاً عن غنائه بفيتامين سى والذى يستفيد منه الجسم . بالإضافة إلى كون سعره مناسباً بين أنواع الفاكهة الأخرى . تناول حبات البرتقال فى صمت دون أن يبدى أى تعليق.
فى اليوم التالى ذهب لزيارة والدته ذات الخمسة وستين عاماً وقبل أن يجلس ليتجاذبا أطراف الحديث . همت والدته بإحضار طبق به بعض الفاكهة . وما أن نظر إلى يدها حتى تملكته الدهشة لما رأته عينيه فى يد والدته . حيث أعطته طبقا ممتلئا بالبرتقال وسكيناً . وقالت له قم بتقشير بعض حبات البرتقال لنتسلى أثناء حديثنا . تناول السكين وإحدى حبات البرتقال فى صمت وشرع فى تقشير بعض الحبات مبتسماً. دون أن يبدى أى ملاحظات. وقضى بعض الوقت مع والدته متناولاً حديثاً شيقاً عنه وعن أسرته الصغيرة . ثم هم منصرفاً.
وفى الطريق عائداً إلى منزله قابل أحد جيرانه والذى يمتلك حديقة صافح كل منهم على الآخر. وبدأ جاره فى الحديث بأنه يمتلك حديقة تبلغ مساحتها خمسة أفدنة جميعها مزروعة بأشجار البرتقال . وعن كيفية معاناته فى تسويق محصوله السنوى من فاكهة البرتقال مع شركات التصدير . وكيفية استغلال صغار التجار له فى تسويق محصوله.
عندها تيقن تمام اليقين سبب وفرة تواجد البرتقال ما هى إلا نتيجة أزمة فى تسويق هذه الفاكهة.
وعندما ذهب إلى منزله . فتح الثلاجة فوجدها ممتلئة بالبرتقال . فخطر فى باله فكرة.
وقام بتعبئة ما يستطيع حمله من ثمار البرتقال . ثم ذهب إلى عمله صباحاً . ثم بدأ فى توزيع ثمار البرتقال على أصحابه . والجميع يتناول من البرتقال وسط ذهول قد علا وجوههم متعجبين لما يرونه .
فنظر إليهم وقال لهم لا تتعجبوا إنه حقاً . موسم البرتقال