لم تكن قصة بائعة اللبن التى رفضت غشه بالماء فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب، التى حكاها الأب الأربعينى من محافظة الشرقية لنجليه بهدف غرس الأمانة ورفض الحرام، قصة عابرة فى حياتهم، بل آتت ثمارها، حيث أعاد طالب مبلغا أكثر من ربع مليون جنيه عثر عليه فى سيارة أجرة إلى أصحابها عبر "فيس بوك".
وقال يوسف سامح 20 عاما طالب بالفرقة الثالثة كلية الخدمة الاجتماعية لـ"اليوم السابع": "ركبت عربية أجرة بالزقازيق فعثرت على شنطة، ورفضت فى البداية تسلميها للسائق ربما يكون فيها أشياء مهمة ويطمع فيها، وبعد نزولى من السيارة اكتشفت أن بها مبلغا ماليا كبيرا جدا وصور عقد بيع، أغلقتها وتوجهت للمنزل، فحاول الشيطان طول الطريق أن استحل المبلغ وأنه رزق أرسله لى الله، خاصة أننى فى ضيقة لتكبير مشروع أستوديو التصوير الخاص بى، فرفضت وسلمتها إلى والدى، والذى قام بكتابة منشور عبر صفحته على "فيس بوك" يفيد بالعثور على مبلغ وانتشر المنشور بسرعة شديدة".
وأكمل والده سامح قنديل أعمال حرة: "أمتلك مصنعا صغيرا للألبان، وزرعت فى أولادى يوسف 20 سنة وغفران 19 سنة بكلية التجارة الأمانة، فكنت دائما أحكى لهم قصة بائعة اللبن التى رفضت غشه، وكذلك كل يوم أثناء فرز حصيلة التجارة أعثر أحيانا على 50 جنيها أو 100 جنيه ورقية مزورة، أحرقها أمامهما وأخبرهما بأن هذه ورقة مزورة نحن لا نقابلها ولا نغش غيرنا ونسلمها لهم، الحمد لله".
وعن تفاصيل 14 ساعة قضتها 254 ألف جنيه هى قيمة المبلغ المعثور عليه فى منزلهم، أكد الأب: "فور كتابتى للمنشور وجدت العديد من الاتصالات منهم 6 اتصالات لأشخاص فقدوا مبالغ، إلى أن اتصل صاحبها وأكد مواصفاتها وهى عبارة عن عقد بيع قطعة أرض وتحاليل طبية والمبلغ الصحيح".
وتابع والد يوسف: "فى صباح اليوم الثانى استقبلنا صاحب الشنطة أحمد السيد، وتسلمها فى حضور عدد من أقاربى".
وقال يوسف: "فور مقابلتى الشاب أدمعت عيناه، وأكد أن هذا المبالغ هو كل ما يملك من قيمة أرض باعها من أجل إجراء عملية جراحية لشقيقه، وأنه من فرط حزنه أن المبلغ غير كاف لتكاليف العملية نسى الشنطة"، لافتا إلى أنه رفض أى مساعدة عرضها عليه صاحب الشنطة.