تعتبر الثروة الحيوانية واحدة من أهم ركائز الاقتصاد المصرى حيث يترتب على نموها تقليل الاستيراد، وزيادة الناتج المحلى، وتغطية طلبات السوق من اللحوم، والألبان، والجلود بما يوفر مبالغ هائلة تنفق على استيراد هذه المتطلبات، وفى محافظة أسيوط تم تأسيس مشروع للثروة الحيوانية تابعة لوزارة الزراعة، وبإشراف من الطب البيطرى منذ أكثر من 25 عاما فى 5 مناطق هى، محطة الحمام بمركز أبنوب، وبنى مر بمركز الفتح، وبنى سند بمنفلوط، ومقرين مؤجرين بعرب مطير، وهناك محطتين أخريين فى منقباد وعرب العوامر جار طرحهما للإيجار ومن حينها ولم يتم تطوير هذه الثروة أو إدخال سلالات جديدة أو ماشية جديدة على هذا المشروع مكتفين فقط بما يتم إنجابه من الماشية الموجودة مما أدى إلى قلة الإنتاج من الماشية الصغيرة والألبان وبدأت محافظة أسيوط والقيادات التنفيذية برئاسة اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط وبإشراف المهندس نبيل الطيبى سكرتير عام المساعد لمحافظة أسيوط فى وضع خطة مستقبلية، والاجتماع مع قيادات مديرية الزراعة والطب البيطرى وذلك لتطوير مشروع الثروة الحيوانية بالمحافظة وتعظيم الاستفادة منه وتقليل استهلاك مواردة.
يقول الدكتور أحمد سيد شوقى مدير منطقة مشروع الثروة الحيوانية بمنطقة الحمام بمركز أبنوب أن محطة أبنوب تم انشاؤها سنه 1983 أى قبل أكثر من 30 عاما ومساحتها 13 فدانا ونصف منها مساحات مزروعة بالبرسيم الحجازى والشعير والسلالات الموجودة فيها كان قد تم استقدامها من هولندا والعجول ورؤوس الماشية فيها نقى جدا ولم يدخل عليه أى دم جديد وكانت إنتاجية هذه السلالة كبيرة جدا فى الأول ولكن بدأت تقل وتحتاج إلى تطوير وبالفعل بدأت الدولة فى الاهتمام بالثروة الحيوانية وتشكيل لجان لفرز الرؤوس التى قلت إنتاجيتها وأصبحت لا تقدم إنتاجا جيد وعن الأعلاف، وأوضح مدير المشروع أن الأعلاف يتم شراؤها من قبل شركات يتم التعاقد معها وهذه الأعلاف تتسبب فى اهدار إنتاج المحطة بسبب تكلفتها العالية وهناك اتجاه لتصنيع االأعلاف داخل المحطة وهو أوفر بكثير موضحا أن المشروع بمنطقة الحمام بمركز ابنوب به أكثر من 145 رأس ماشية غالبيتهم من الأبقار الحلوب ويتم حلبهم مرتين يوميا وينتجون قرابة 350 كيلو يوميا منهم كميات لإرضاع صغار الحيوانات والباقى يتم بيعه لكلية الزراعة بجامعة أسيوط وبعض المتعاقدين مع المشروع موضحا أن هذه الألبان لا يدخلها الغش وأسعارها أقل من سعر السوق حيث يصل سعرها إلى 6 جنيه للكيلو مضيفا أن مشروع الثروة الحيوانية كنز كبير ولكنه مهمل منذ سنوات ويحتاج إلى دفعة قوية واهتمام كبير من الدولة وقد بدأ بالفعل هذا الاهتمام من قبل اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط بتشكيل لجان لإعادة تطوير هذا المشروع.
وأضاف محمد عبد الحميد فنى محلب بمشروع الثروة الحيوانية بمنطقة الحمام فى أبنوب أن هناك محلبين آليين على أعلى مستوى بالمشروع بمنطقة الحمام ويتم دخول الأبقار للحلب مرتين يوميا بشكل إلى دون التدخل يدويا ويقوم بحلب 39 رأس ماشية، ويتم غسل الأبقار قبل حلبها، وتنظيفها ثم تبدأ عملية الحلب وبعدها يتم تفريغ الكميات بشكل إلى وبيعها للجهات المتعاقد معها موضحا أن منطقة مثل الحمام بمركز ابنوب توفر أكثر من 325 كيلو لبن يوميا منها كمية رضاعة 80 كيلو يوميا للماشية صغيرة من أجود وأنقى انواع اللبن وأنظفه بالرغم من اجهاد هذه السلالة من فترة كبيرة وبعد أن تتم عملية الحلب يتم تطهير ودورة غسيل للمحلب.
ومن جهته أوضح المهندس نبيل الطيبى السكرتير المساعد للمحافظة والمشرف على مزارع الإنتاج الحيوانى بالمحافظة أن هناك اهتمام كبير من قبل اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط بهذا القطاع ووضع خطة مستقبلية وشاملة لتنميته بالتنسيق مع المتخصصين والفنيين بتجديد السلالات وإعداد سجلات إلكترونية لكل حيوان والتحسين الوراثى لها لافتا إلى ارتفاع نسبة الإنتاج ونسبة الالبان منذ بدء التطوير مقارنة بالأعوام السابقة حيث بدأ تطوير هذه المزارع منذ 1 يوليو 2018 وكانت رؤوس الماشية حينها 479 رأس ماشية وصلت فى شهر ابريل 2019 إلى 648 رأس، وفى الحمام بأبنوب 152 رأس وصلت إلى 201 رأس وفى بنى مر الفتح 63 رأس أى أن الزيادة كانت 218 رأس بنسبة زيادة 31% كما أن إنتاج الألبان ارتفع من 2390 كيلو فى الأسبوع إلى 7000 كيلو أى بزيادة 5960 كيلو لبن اسبوعيا و2 مليون و165 الف مبيعات لحوم مشيرا إلى أن محافظة أسيوط تمتلك أعداد كبيرة من الماشية أكبرهم عددا قطيع مزرعة بنى سند بمنفلوط حيث تنتج المزرعة 25 ألف كيلو ألبان شهريًا كما يوجد بالمزرعة 38 فدان مزروعة قمح و46 فدان برسيم يتم الاستفادة منها كأعلاف للقطيع.
ومن جهته قال اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط أنه عقد اجتماعًا مكبرًا بمسئولى إدارتى التعاون والإنتاج بديوان عام المحافظة لمناقشة سبل النهوض بمزارع المحافظة الإنتاجية الزراعية والحيوانية وأنه ناقش خلال الاجتماع سبل تطوير مزارع المحافظة ومزارع الثروة الحيوانية ببنى مر وتعظيم الاستفادة منها فضلًا عن تطوير مزارع الثروة الحيوانية ببنى سند وأبنوب الحمام وتزويد تلك المزارع بسلالات جديدة والنهوض بمزرعتى الوادى الأسيوطى والغريب بساحل سليم لزراعة محاصيل للاستفادة منها كعلف حيوانى لمزارع الثروة الحيوانية التابعة للمحافظة وأخرى لمحاصيل زراعية ذات قيمة اقتصادية.
وأضاف محافظ أسيوط أن الهدف من ذلك هو النهوض بقطاع الثروة الحيوانية والألبان مشيرا إلى اهتمام الدولة بهذا القطاع الحيوى لتوفير الاحتياجات المحلية من اللحوم وتقليل الاستيراد وأن محطات الثروة الحيوانية بأسيوط طالها الإهمال لسنوات طويلة وجار إعادة إحيائها وتطويرها وفقا للإمكانيات المتاحة لافتا إلى أن الخطوات التى تم اتخاذها هى خطوات جيدة ومحسوبة لإعادة الواقع الإنتاجى للمحطات حيث تم التخلص من القطيع التى تجاوزت العمر الافتراضى لتسببها فى خسائر وجار دعم المحافظة بسلالات وطلائق جديدة لتحسين السلالات وزيادة معدلات الإنتاج.
وأشار محافظ أسيوط إلى أن المحافظة لديها 5 محطات للثروة الحيوانية سواء جاموسى أو بقرى كانت مهملة لأكثر من 20 سنة وتم إعادة الحياة للمزارع وبدء تطويرها بالتنسيق مع وزارة الزراعية وتحت اشراف لجنة تم تشكيلها من الخبراء والمتخصصين من جامعتى أسيوط والأزهر ومحطة بحوث الثروة الحيوانية تحت إشراف السكرتير المساعد للمحافظة وذلك لزيادة الإنتاجية وتحقيق اقصى استفادة منها وذلك فى إطار خطة تنمية الموارد الذاتية للمحافظة وسد احتياجاتها من الثروة الحيوانية والمحاصيل المختلفة حيث تم تجميع القطيع مع بعضها البعض وتم استقدام لجنة فنية من وزارة الزراعة لدراسة احتياجات المزارع وتم تدعيم المحطات برؤوس وطلائق جديدة لتجديد السلالات وتحسين الإنتاج كما استغلال المساحات الشاسعة وغير المستغلة بالمزارع التابعة للمحافظة لزراعتها والاستفادة من المزروعات فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الاعلاف لافتا إلى أن أعمال التطوير تتم على أجزاء وبالجهود الذاتية لهذه المشروعات مشيرًا إلى أهمية هذا القطاع لما له من فوائد عديدة للمحافظة ومواطنيها فى حالة استغلاله وتنمية موارده وزيادة إنتاجه.