المصريون دهسوا دعوات المقاطعة بأقدامهم وفرحتهم أمام اللجان طعنات فى صدور قيادات جماعة الإرهاب وإجهاض لمحاولتهم تشويه الدولة المصرية
خطة «خط أحمر» الإخوانية انهارت أمام طلقات «الحبر الفسفورى» وخبراء: ملايين الدولارات أنفقتها الجماعة وفشلت فى تحقيق أى نجاح
درس بعد الآخر يلقنه الشعب المصرى بمختلف فئاته وأعماره للجماعة الإرهابية، وبتعبير أولاد البلد أعطى أبناء مصر لجماعة الإرهاب «قلما جديدا على قفا قادتها»، بالإقبال على لجان التصويت فى الاستفتاء على تعديل الدستور، على مدار ثلاثة أيام متوالية، ليجهضوا مجددا مخططا آخر لإخوان الشياطين ودعاة التحريض ضد الوطن ومؤسسات الدولة المصرية، وخاصة بعدما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث شارك فى الاستفتاء 27 مليون و193 ألف و593 ناخبًا بنسبة 44.33%، ووافق 23 مليون و416 ألف و741 صوتًا بنسبة 88.83%، فيما صوت بعدم الموافقة 2 مليون 945 و680 صوتا بنسبة 11.17%.
صفعة الشعب المصرى للجماعة الإرهابية، امتدت لتفضح أكاذيبها، وتزييفها للحقائق، بعد أن حاولت الجماعة على مدار أيام الاستفتاء نشر الصور المزيفة لتشويه مؤسسات الدولة، وتضليل الرأى العام خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية، حيث لجأت الجماعة إلى الكذب والفبركة والتزوير عبر مواقع السوشيال ميديا للترويج لشائعات حول توزيع عدد من المواد الغذائية على المواطنين، وتستهدف من ذلك التحريض ضد الدولة المصرية ومؤسساتها وتشويه صورتها أمام دول العالم، بعدما فشلت دعواتها للمقاطعة، فى حين أن طوابير المصريين أمام اللجان هزمت مخططات التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية.
الإقبال الكبير من قبل الناخبين أصاب جماعة الإخوان بالصدمة مما دفعها لفبركة عدد من الصور بهدف تشويه صورة مؤسسات الدولة بعد فشل دعواتها لمقاطعة الاستفتاء على تعديلات الدستور، ونشرت الكتائب الإخوانية مجموعة من الصور المزيفة تزعم أن أفرادا من القوات المسلحة يوزعون مساعدات تموينية ومواد غذائية على المواطنين بهدف تشويه الاستفتاء والافتراء على القوات المسلحة بزعم أنها توزع رشاوى انتخابية.
وبالنظر إلى حقيقة الصورة التى روجت لها الجماعة، تبين أن تاريخها يرجع إلى يوم السبت 13 يونيو 2015، بالتزامن مع شهر رمضان فى هذا العام، حيث سعت القوات المسلحة لتوزيع مواد غذائية إبان شهر رمضان الكريم على أهالى إمبابة، كما تبين أن تاريخ صورة أخرى يرجع إلى 3 يونيو 2018، وتتعلق بتوزيع 9 آلاف كرتونة غذائية باستاد شبين الكوم بالمحلة، فى حين حاولت الجماعة الإرهابية الزعم بأن الجيش يوزع المواد الغذائية خلال التصويت على الاستفتاء.
تعليقا على ذلك، قالت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن إقدام الإخوان على نشر صور قديمة ومزيفة عن الاستفتاء على التعديلات الدستورية يعبر عن عقلية الإخوان وطريقة تفكيرهم العقيمة، مضيفة لـ«اليوم السابع» أن زمن «الزيت والسكر» انتهى بانتهاء الإخوان فى مصر، فهم الذين اخترعوا هذه الطريقة لرشوة الفقراء للتصويت لهم فى الانتخابات من البداية.
وتابعت داليا زيادة: المواطنون شاركوا فى الاستفتاء بقوة، من واقع إيمانهم بما يفعلون وليسوا مدفوعين بعواطف أو منساقين وراء شعارات كاذبة تتلاعب بالدين، لافتة إلى أن المشاركة الكثيفة فى الاستفتاء كانت صفعة على وجوه الإخوان، بعد كل ما أنفقته الجماعة من أموال وعقدته من مؤتمرات لتصوير مسألة التعديلات والاستفتاء على عكس حقيقتها.
بدوره رأى هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن لجوء الإخوان إلى نشر الصور المزيفة والقديمة عن التعديلات الدستورية يؤكد أنه ليس فى أيديهم ورقة أخرى للعب بها، فهم لا يمتلكون غير تلك الوسيلة للتغطية على بؤس حالهم وأزمتهم التى تزداد تعقيدًا يوما بعد يوم.
ويتابع النجار أن اليأس الذى انتاب الإخوان يأتى نتيجة تراجع مشروع الإسلام السياسى وتحجيم نفوذ تركيا وقطر بالمنطقة، بجانب ترسيخ الواقع والمسار الجديد فى مصر لأقدامه، والتأكيد على أنه لا إمكانية للعودة للوراء مجددا.
ولأن الضربة قوية ومزدوجة فإنها أجهضت أيضا دعوات الجماعة الإرهابية وأنصارها لمقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فقبل أيام من انطلاق الاستفتاء، وفى الوقت الذى كانت تجهز فيه الهيئة الوطنية للانتخابات خريطة بمقرات لجان التصويت ولجان عامة لعملية الفرز، كانت جماعة الإخوان الإرهابية تضع خطة من أجل تشويه الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وهى الخطة التى رصدت لها ميزانية مالية ضخمة.
خطة الإخوان لتشويه التعديلات الدستورية، شارك فى وضعها قيادات الجماعة الإرهابية إلى جانب مجموعة من الشخصيات الموالية لها، ومنهم على سبيل المثال القيادى الإخوانى عمرو دراج، ومحمد محسوب، وحمزة زوبع، بالإضافة إلى أيمن نور رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية، وقد وضعوا هذه الخطة من داخل فندق بتركيا لإحداث فوضى بالبلاد، ومحاولة إفشال عملية إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وضعت جماعة الإخوان آنذاك اسما لامعا لخطتها، إذ حملت الخطة اسم «خط أحمر» لترويجها على مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى تأسيس ما سموه بـ«تنسيقية فرق العمل الدولية» من عناصر من التنظيم بكل من «فرنسا - بريطانيا - ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية» للترويج لحملة «خط أحمر»، لإفشال التعديلات الدستورية، اعتمدت هذه الخطة بشكل كبير على التواصل مع مؤسسات أجنبية.
خطة الجماعة الإرهابية ضمت 3 مراحل، الأول منها التنسيق والاتصال، والثانية النشر والإقناع، والثالثة تشمل أيام الاستفتاء وبعد إعلان النتيجة، ويتم ما يسمى «التنسيق والاتصال»، وهو يعنى التواصل مع مصريين موالين للجماعة بالداخل رافضين لعملية التعديلات الدستورية، ويستمر هذا التواصل طوال فترة الحملة، بالإضافة لفتح قنوات تواصل مع بعض الحركات الرافضة لتعديل الدستور بالداخل وبناء تنسيق قوى بين جناحى العناصر التى تعمل ضد الدولة داخليًا وخارجيًا حول فعاليات الحملة وتبادل المعلومات بين الفريقين، بينما «النشر والإقناع» من المرحلة الثانية من حملة خطة «الدستور خط أحمر» لجماعة الإخوان الإرهابية تمثل فى الترويج لمزاعم بأن هناك خطورة من تعديل الدستور، حسب رؤيتهم وزعمهم، بينما تأتى المرحلة الأخيرة هى بعد أيام الاستفتاء وإعلان النتائج.
وشملت خطة الجماعة الإرهابية الاستعانة بوثائق وفيديوهات مفبركة، تزعم الحصول على توقيعات المصريين الرافضين لتعديل الدستور وجمع توقيعات وهمية، وإنشاء موقع إلكترونى يزعم جلب توقيعات الرافضين لتعديل الدستور، والقيام بحملة ترويجية لحث المصريين فى الداخل والخارج على التوقيع، وبث مواد دعائية وإعلانية على الموقع ضد التعديلات الدستورية. ما فعلته الجماعة وأنفقت عليه الملايين، دهسته أقدام المصريين المتوجهة إلى صناديق الاستفتاء، وردت عليه طوابير الواقفين أمام اللجان للمشاركة فى عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وذلك انطلاقا من وعى الشعب المصرى وإدراكه للواقع وخوفه على بلاده، وهو ما أصاب الجماعة باليأس والإحباط.
ويقول إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان الإرهابية، إن إقبال المصريين بقوة على لجان التصويت فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية أصاب جماعة الإخوان بالإحباط واليأس، مضيفًا: «جاء الإقبال الشعبى على صناديق الاقتراع فى التعديلات الدستورية 2019 صادما ومحبطا لقطعان الإخوان الضالة، وجاءت الحشود التلقائية من المواطنين الذين ملأهم الشعور الوطنى، ولديهم إصرار أن يسجلوا موقفا تاريخيا يضاف للمواقف التاريخية للشعب المصرى، لتصفع الإخوان وأنصارهم من جديد».
ويشير ربيع إلى أن الدافع لهذه الحشود هو حماية الوطن ودعم الدولة فى مواجهة تحديات داخلية وإقليمية ودولية، مؤكدا أن هذه الحشود أصابت قيادات قطعان الإخوان باليأس والبؤس والسعار والهياج وكشفت زيفهم وضآلة حجمهم وتلاشى تأثير منصاتهم التى ينفقون عليها المليارات سنويًا».
وتابع: «هذه الحشود وهذا الإقبال التاريخى للشعب المصرى على صناديق الاقتراع معول هدم لجدران معبد التنظيم الإرهابى وسيكون زلزالا يصيب التنظيم الإرهابى بالتصدع، كما سيفقد قطعان الإخوان ثقتهم فى القيادات التى أدمنت الكذب والتدليس ولم تحترف إلا ترويج الأكاذيب ونشر الشائعات وسينقلب السحر على الساحر»، مبينا أن تنظيم قطعان الإخوان راهن على أن يستجيب الشعب لتحريضهم ويصدق أكاذيبهم، ولكن جاء الإقبال الشعبى على صناديق الاقتراع فى التعديلات الدستورية 2019 صادما ومحبطا لقطعان الإخوان الضالة وجاءت الحشود التلقائية ضربة قوية لتنظيم الإخوان.
وبشأن حجم التمويل الذى تلقته الإخوان وقنواتها للتحريض ضد الاستفتاء على التعديلات الدستورية قال الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن التنظيم يصرف على شركات العلاقات العامة ومنصات الكذب الإخوانية ما يزيد عن المليار دولار سنويا والدول هى التى تصرف هذه الميزانية وعلى رأسها تركيا وقطر.
كذلك يؤكد طارق أبو السعد الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية أن كل حملات التحريض الإخوانية التى بثتها الجماعة عبر إعلامها ومؤتمراتها وندواتها فى الخارج أخفقت ولم يستجب الشعب المصرى لهذه الحملات التحريضية رغم ضخامة التمويل الذى تم صرفه على تلك الحملات الإخوانية.
وأضاف أبو السعد أن الملايين التى تم إنفاقها على منابر الإخوان خلال الفترة الماضية لمواصلة التحريض وتشويه الاستفتاء، فشلت تماما فى تحقيق أى نتائج للإخوان، مؤكدا أن التنظيم لم يكن يتوقع حجم الإقبال الكبير من قبل المصريين على لجان الاستفتاء بهذا الشكل، ما يعنى أنهم أهدروا كل تلك المبالغ الكبيرة على تمويل تلك الحملات الفاشلة.
وأوضح الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية أن مقدمى البرامج الإخوانية- كمعتز مطر ومحمد ناصر وغيرهم- اعتمدوا على سلاح الكذب ونشر صور قديمة على أنها صور جديدة ، وأنهم وقيادات الإخوان اصطدموا بوعى الشعب المصرى لتفشل منابرهم الإعلامية ودعوات المقاطعة التى أخذوا يروجون لها خلال الفترة الماضية.
من جانبه أكد عبد الشكور عامر، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، أن حملة قنوات الإخوان التى صرفت ملايين الدولارات على المحاولات التحريضية التى شنتها الجماعة وحلفاؤها ضد التعديلات الدستورية، باءت بالفشل بعدما أقبل المصريون، سواء داخل مصر أو المصريين فى الخارج بكثافة على صناديق الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية لتذهب كل هذه الأموال أدراج الرياح، وهى تلك الأموال التى أنفقتها قطر وتركيا على منابر الجماعة فى الخارج لمواصلة حملة التحريض.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية أن هذا التمويل ظهر بشكل واضح من خلال افتتاح أيمن نور رئيس قناة الشرق الإخوانية، قناة جديدة متخصصة فقط فى تشويه التعديلات الدستورية، مبينا أن هذه القناة جاء تمويلها من قطر كما أن توقيت ظهورها يعكس هدفها فى محاولة عرقلة الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
ولفت عبد الشكور عامر إلى أن الجولات التى نظمها الإخوان وأنصارهم مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا للكونجرس الأمريكى بجانب فرنسا وتدشينهم ائتلافا حقوقيا جديدا بالتعاون مع بهى الدين حسن لإجراء سفريات خارجية، كل هذا تم تمويله بشكل ضخم للغاية، إلا أن كل هذه الزيارات التحريضية ورغم ضخامة التمويل لم تجد أو تحقق أى نجاح.
وتابع أنه رغم ملايين الدولارات التى تم صرفها على تلك القنوات الإخوانية وصحف عالمية لمحاولة تشويه تلك التعديلات الدستورية، فإن الشعب المصرى رد على أرض الواقع، واستطاع أن يهزم ملايين الإخوان والدول الداعمة للإرهاب، ويؤكد وقوفه إلى جانب الدولة المصرية ودعمه لعمليات البناء.
ويقول النائب هشام مؤمن، عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم، إن حجم المشاركة الواسعة للمواطنين فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أصاب الجماعة الإرهابية فى مقتل، بعدما راهن أعضاؤها على عدم مشاركة المصريين فى الاستفتاء، فيما رأى النائب تادرس قلدس، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن إقبال المصريين على التصويت بالاستفتاء على التعديلات الدستورية، يعكس صورة طيبة عن الشعب المحب لبلده، والساعى دائما للوقوف والالتفاف حول الوطن للنهوض به واستكمال ما بدأه قبل سنوات.
وأضاف قلدس، أن الشعب يدرك طبيعة المرحلة وخطورتها وأنه لابد من تصحيح المسار، والسعى لإقامة حياة ديمقراطية سليمة، تقوم على التعددية الحقيقية، وتحفظ حق الفئات المختلفة فى التمثيل بالمجالس النيابية، موضحا أن المشاركة الإيجابية فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية هى أبلغ رد على تلك الحملات، التى تسعى إلى عرقلة مسار الإصلاح، وتهدم كل فرص استمرار الجماعات التخريبية المعادية للتنوع وحرية الرأى والاعتقاد، الساعية لإهدار حق الشعب المصرى فى إقامة حياة ديمقراطية سليمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة