طبعا مع كل الأمنيات والدعوات لمنتخبنا الوطنى بالتوفيق وحصد لقب أمم أفريقيا 2019 واستعادة الكأس الغائبة منذ 2010 حينما أقتنصها جيل المعلم حسن شحاتة للمرة الثالثة على التوالى، الا أنه مع اقتراب انطلاق البطولة هناك بعض الأسئلة تطرح نفسها بين الحين والأخر ، حول قدرات الفراعنة على تحقيق ذلك .. سنستعرضها فى حلقات منفصلة لعلها تكون شعاع نور يهل علينا بالإيجابيات ونبذ السلبيات .
الحلقة الثانية .. علامات استفهام حول عرين الفراعنة!
رغم أن مركز حراسة المرمى فى صفوف المنتخب الوطنى، معروف ومعلوم بشكل كبير الأسماء التى سيشغلها فى قائمة الفراعنة فى بطولة أمم أفريقيا 2019 ، والمنحصرة بين الرباعى أحمد الشناوى، جنش، محمد الشناوى ومحمد عواد، إلا ان السؤال الذى يطرح نفسه بين الجماهير قبل شهرين من انطلاق البطولة المقرر لها 21 يونيو .. من سيكون الحارس الأساسي ومن يستحق ذلك أكثر من غيره ؟، خاصة وأنهم جميعا لا يوجد من بينهم من يتفوق على الأخر بمسافات بعيدة تجعله يحفظ المركز الاساسى لنفسه.. الكل فى الهوا سوا .. والدليل على ذلك كله ظاهر فى المباريات على الهوا .
من خلال متابعتنا الفترة الأخيرة للحراس الأربعة فى مباريات فريقهم .. لا نجد من يمكن أن يكون صاحب الترشيح الأكبر لحراسة مرمى الفراعنة فى كان 2019 .. فجميعهم أظهر سلبيات منها ما هو فنى وأخر شخصى، وهذا ليس تقليلا من شأنهم ولكنه رصد لأوضاع تحتاج تصحيح لو تجاوزوها جميعا سيكون أيا منهم قادر على الدفاع عن الشباك المصرية فى الأمم الأفريقية بكل جدارة.
الشناوى مثلا أبرز ما فيه من سلبيات الثقة الزائدة التى تظهر على أدائه والتى من الممكن أن تتحول إلى الضد وتجعله تحت تهديد هز الشباك، ويبدو أن ثقة الشناوى تلك يستمدها من اعتقاده الداخلى أنه الحارس الأول لفريقه وللمنتخب فى أى وقت يكون فيه لائقا طبيا ولا يبعده سوى الاصابات أو الايقافات.. وهو شعور قاتل للحافز ويترتب عليه الارتكان والتكاسل بما يؤدى إلى خلق أخطاء قد تصل إلى هبوط المستوى .
الغريب أن أخطاء الشناوى تتواصل من مباراة لأخرى، دون أن يحاول إصلاحها والعمل على تلافيها حتى يصل إلى المستوى المطلوب، وهو ما ظهر فى المبارتين الأخيرتين لبيراميدز أمام الاتحاد السكندري والزمالك، وهنا يتبادر إلى الذهن الهدف الأول لزعيم الثغر الذى أحرزه رزاق سيسيه من كرة عرضية ظهر فيها الشناوى وهو يمسك الهوا دون أن أى تقدير للعبة والتعامل معها وكأن تصديه لها أمر سهلا .. ولكن حدث العكس وتهاون فى التصدى للكرة لتذهب إلى مهاجم المنافس فاهتزت شباكه.
وفى مباراة الزمالك أمس، ورغم عدم هز شباك الشناوى، إلا أنه أخطأ فى التعامل مع أكثر من كرة على نفس الطريقة التى جاء بها هدف الاتحاد السكندري، لولا الحظ الذى منع ذلك، وكان أبرزها فى الدقيقة 10 من ركنية يسارية تخطته بغرابة ليلقى باللوم على حمدى الونش مدافع الفريق الأبيض بداعى احتجازه، ثم فى الدقيقة 44 من عرضية محمد إبراهيم من الجبهة اليمنى والتى حولها عبد الله السعيد خارج المرمى وخرج الشناوى بشكل خاطئ أيضا دون أدنى احساس بوجوده تحت الثلاث الخشبات.
جنش.. لا ينكر أحدا موهبته كحارس التى أهلته ليكون حارس الزمالك الأول ومن الممكن أن تجعله كذلك مع المنتخب الوطنى.. لكن أخطر ما فى جنش ويمثل خطرا عليه عدم الثبات الإنفعالى (شخصيا فنيا) ، فهو كثيرا ما يظهر متوترا فى المباريات وهو أمر سلبى ليس عليه بمفرده وأنما يطول زملائه خصوصا المدافعين الذين يعتبرون حارسهم هو مصدر بث الطمأنينة لهم بمنحهم الثقة فى أدائهم .. ويأخذ أيضا على جنش أدائه الاستعراضى فى بعض الأوقات على طريقة حارس الترسانة الشهير فى السبيعينات حسن على الذى لم يكن يفوت كرة تاتى إليه الا وتعامل معها بشوء استعراضى.. جنش يريد ان يلفت الانظار اليه بحركاته هذة وهو ما قد يأتى نتاج عدم خبرته ورغبته فى إثبات ذاته والتمسك بالفرصة التى أتته على كبر ــ 33 عاما ــ وهنا يجب عليه أن يعى أن هذا ليس زمن حركات حسن على الذى كانت فيه الكرة مختلفة والمستويات محدودة عما عليها الأن من تطور وحداثة فى ظل صعوبة المنافسة التى لم تعد تقتصر على المحلية فحسب وأنما وصلت إلى القارية والعالمية .
محمد الشناوى .. توسم فيه الجميع خيرا بعد المشاركة فى كأس العالم الأخيرة روسيا 2018.. وتم التوقع بأنه سيحافظ على مكانته فى حراسة الفراعنة فترة طويلة، ولما لا فهو أصبح حارس عالميا ومصنفا، الا ان الأمور لم تسير فى مسارها الصحيح بالنسبة له ولم يستطع اثبات جدراته بالمكانة التى واصل إليها وتذبذب مستواه بشكل كبير فى مباريات الأهلى المحلية والأفريقية لدرجة أنه كان عامل أساسى فى بعض من خسائر الفريق الأحمر الأخيرة.
محمد عواد
محمد عواد، رغم أن الحكم على مستواه بشكل كامل لن يكون منطقيا بسبب عدم متابعة مبارياته مع فريقه الوحدة فى الدوري السعودي بشكل دائم وموسع، إلا أن النتائج التى حققها مع فريقه تدلل على معاناته هو الأخر أيضا إذا اهتزت شباكه فى أغلب المباريات وأحيانا كان يتلقى ثلاثة وأربعة أهداف دفعة واحدة فى أكثر من مباراة.
أخيرا .. يأتى الدور المهم فى هذة الحلقة ويلعب بطولته الكابتن أحمد ناجى مدرب حراس الفراعنة، والذى يجب عليه العمل من الأن دون الانتظار لمواعيد المعسكرات، بعقد جلسات دورية مع الحراس الأربعة بالتناوب وحبذا لو مجتمعين وكأنه معسكر ساعتين كل أسبوع مع الحراس فى أوقات راحتهم من تدريبات فريقهم، يعرض فيها ملاحظاته على أدائهم وشرح أخطائهم من وجهة نظرهم بما يضمن عدم تكرارها وتجاوزها عند الانضمام للمنتخب وقت البطولة وهى عملية كسب وقت وتحقيق نتيجة سريعة تساعد على النجاح حتى يكون كلا منهم فى أعلى فورمة وقت البطولة ومن ثم القتال بينهم داخل الملعب على شرف حارس الفراعنة الأول فى كان 2019 .